لم يتعجب أحمد الشيمي، المواطن الذي يصف نفسه ب"الواحاتي"، من حادث قتل الجنود الخمسة والضابط أمس في واحة الفرافرة، فالرجل الذي قضى حياته في التنقل داخل أرجاء الصحراء الغربية اعتبر الأمر طبيعيًا في غياب تقسيم طبيعي يضمن للواحات خصوصية وشخصية واضحة على الخريطة المصرية. 46 عامًا هو إجمالي عمره، قضى منها 30 عامًا في العمل بالسفاري بين الواحات البحرية والفرافرة وسيوة: "كل يوم حوادث بسبب قلة الأمان، لا حدود لينا ولا نقط شرطة ولا أي حاجة، طريق الواحات البحرية بيشهد كل يوم حوادث خطف، أول إمبارح تلات عربيات اتخطفوا من على الطريق ما نعرفش عنهم أي حاجة لحد دلوقتي، حتى عربية مجلس المدينة اتخطفت". الشيمي يحمّل الرئيس الراحل محمد أنور السادات مسؤولية تدهورالأوضاع في الواحات: "كنا الأول تابعين لمحافظة مرسى مطروح، جه السادات، خلى البحرية تبع الجيزة، والفرافرة تبع الوادي الجديد" ينظر الشيمي إلى الواحات باعتبارها أكبر ظهير صحراوي لمصر: "المفروض تبقى محافظة واحدة، قرار السادات ضرنا، وخلانا بلاد مهجورة، يعني عشان نوصل من القاهرة للواحات البحرية لازم نقطع 400 كيلو مفيهمش نقطة على الطريقة أو بنزينة، لكن لما نبقى محافظة واحدة، ساعتها الأوضاع هتختلف". ما إن سمع الشيمي عن حادث قتل الجنود حتى استعاد مشهد المساحات الشاسعة من الصحراء المهجورة: "أول حاجة خطرت في بالي إن المهربين عايشين براحتهم، بينا وبين حدود ليبيا ما لا يقل 700 و800 كيلو، مفيهاش دبة نملة غير إحنا بتوع السفاري، المفروض بينا وبين ليبيا يكون عمار، سواء زراعة أو صناعة أو أي حاجة، لأن الصحرا الغربية تعتبر مهجورة، من الفرافرة للبحرية 180 كيلو، ومن الفرافرة للداخلة 300 كيلو، ومن البحرية للقاهرة وأكتوبر 370 كيلو، المربع كامل من الفرافرة لحد سيوة والبحرية مربع فارغ مفيهوش أي حاجة عمار، الشرطة والجيش هايعملوا إيه، دي مسألة محتاجة تعمير مش قوات عمرها ما هاتقدر تملى كل المساحة الفاضية".