شىء ما حدث فى العلاقة شديدة التماسك والتفاهم التى كانت بين جماعة الإخوان المسلمين فى مصر وإدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما. ويمكن رصد 4 ظواهر متتابعة تجعلنا نتوقف أمام هذه المسألة: الأولى: عدم ترتيب أى لقاء -حتى الآن- بين الرئيس الدكتور محمد مرسى والرئيس الأمريكى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. والأغرب من ذلك أن تكون زيارة أول رئيس مدنى منتخب فى تاريخ مصر عقب ثورة عظيمة، أعلن الرئيس الأمريكى انبهاره بها، دون أن يتم لقاء معه أو دعوته بعد زيارة نيويورك لبدء زيارة رسمية للعاصمة الأمريكية. ثانياً: إصدار الخارجية الأمريكية ومسئول عن السفارة الأمريكية فى مصر ما يعطى الانطباع بأن هناك تقصيراً من جانب الإدارة المصرية فى التعامل مع ملف الفيلم المسىء، وأن هناك تقصيراً فى توفير الأمن بالشكل الكافى لمحيط السفارة الأمريكيةبالقاهرة. ثالثاً: تعقيب مسئول السفارة الأمريكية على تغريدة المهندس خيرت الشاطر التى حاول فيها نائب المرشد أن يبرئ الإدارة الأمريكية من جريمة الإساءة للرسول. وجاء تعقيب مسئول السفارة على تويتر «إننا أيضاً نقرأ العربية»، وكأنه يشير إلى ما اعتبرته السفارة الأمريكيةبالقاهرة نوعاً من ازدواجية المعايير ما بين تصريح المهندس خيرت الشاطر «الإيجابى»، وما بين التحريض على الأمريكان فى موقع الإخوان، وهو أمر «سلبى». رابعاً: تصريح الرئيس الأمريكى، أو بالأصح إجابة الرئيس الأمريكى عن سؤال فى برنامج «راشيل ميدوز» على قناة «mswbc» الأمريكية حول إذا ما كان يعتبر مصر حليفاً للولايات المتحدة؟ وكانت الإجابة أن مصر ليست حليفاً وليست خصماً للولايات المتحدة، وعاد وفسر ذلك بأن مصر خرجت لتوها من ثورة هادفة للديمقراطية لكنها ما زالت فى مرحلة تسعى فيها للاستقرار. إذا وضعنا كل هذه الوقائع الفعلية فى ميزان التحليل الموضوعى فسوف ندرك العلاقة بين إدارة الدكتور مرسى وإدارة الرئيس أوباما التى تمر بحالة من «الاختبار الصعب» فى تحديد قواعد التعامل بين الطرفين. ولعل أخطر ما قيل فى هذا المجال هو ما صرحت به وزيرة الخارجية السيدة هيلارى كلينتون: «بأننا لم ندعم الثورة المصرية الحالمة بالديمقراطية حتى يأتى الغوغاء». ولعل واشنطن هى الأخرى الآن تعانى من أزمة رحيل الثوار النبلاء من على مسرح الأحداث وسطوة مزيج من أطفال الشوارع والقوى المهمشة اجتماعياً الذين ينضم إليهم بعض المحرومين والخارجين عن القانون ليكونوا حركة غوغائية لا تحسن إدارة التظاهر والاحتجاج السلمى. السؤال الآن: هل ستسير العلاقة -مؤقتاً- من سيىء إلى أسوأ، أم أن هناك لقاءً ما أو اتصالاً ما بين القاهرةوواشنطن يمكن أن يلملم الموقف؟ الإجابة سنجدها فى قناة البنتاجون ووزارة الدفاع المصرية التى دائماً تعالج أزمات السياسة.