تناولت الصحف الإماراتية وصول أول وفد إسرائيلي-أمريكي، أمس، إلى أبو ظبي على رأسه صهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاريد كوشنر، على متن أول رحلة تجارية مباشرة بين تل أبيب وأبوظبي، في خطوة عملية على طريق تنفيذ اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، وحملت الرحلة التابعة لشركة الطيران الإسرائيلية "العال" الرمز "إل واي 971"، وهو رقم الاتصال الدولي للإمارات. وخطت على الهيكل الخارجي لقمرة القيادة كلمة "سلام" بالعربية والعبرية والإنجليزية، وجاءت الزيارة في إطار الإعلان الثلاثي المشترك، و خارطة الطريق نحو تدشين التعاون المشترك بين الإمارات وإسرائيل، ويضم الوفد عددا من ممثلي القطاعات المختلفة بدولة إسرائيل منهم روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي الأمريكي، ومائير بن شبات، مستشار ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي. وتناولت صحيفة البيان الإماراتية الزيارة، حيث أشارت إلى البيان الثلاثي الذي صدر عن الإمارات والولايات المتحدة وإسرائيل في ضوء الزيارة، والتأكيد على أن معاهدة السلام التي جرى التوصل اليها بين الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكية في 13 أغسطس 2020 خطوة شجاعة نحو منطقة شرق أوسط أكثر استقرارا وتكاملًا وازدهاراً. وألقت الصحيفة الضوء على كلمة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الذي أشاد خلالها بدور الجالية الفلسطينية الإيجابي في نهضة دولة الإمارات، مؤكدا أن دولة الإمارات ستظل دائما الحاضنة الأمينة لهم ولأسرهم. وخلال الكلمة التي ألقاها عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد خلال لقاء نظمه في أبوظبي ممثلون للجالية الفلسطينية في دولة الإمارات، أكد أن موقف الإمارات ثابت وراسخ في دعمه للموقف العربي الداعي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية. أما صحيفة الاتحاد، فقد نقلت إشادة الوفد الأمريكي الإسرائيلي المشترك، برؤية وشجاعة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، ووصفه بأنه "صانع سلام". ومن جانبها، قالت قناة "سكاي نيوز عربية" إن الزيارة تأتي ضمن الجهود الثلاثية لتدشين علاقات اعتيادية تساعد على تحقيق آفاق السلام والاستقرار ودعم العلاقات الثنائية، ولفتت إلى أن تلك الخطوة قوبلت بإشادة دولية واسعة، نظرًا إلى مساهمتها في إرساء السلام بالشرق الأوسط، فضلًا عن تعزيز التعاون المثمر عوض إذكاء جذوة النزاعات. وتناولت الصحف العربية والخليجية زيارة الوفد الإسرائيلي- الأمريكي، ووصفت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، في صفحتها الأولى، الزيارة بأنها "تاريخية"، موضحة أن الأسبوعين الماضيين قد شهدا تكثيف الاتصالات بين البلدين، حيث ألغت الإمارات، قانون مقاطعة إسرائيل لسنة 1972، منهية 48 عاماً من المقاطعة، في الوقت الذي ستبحث فيه الإمارات وإسرائيل التعاون الاقتصادي والعلمي والتجاري والثقافي. وتابعت أن هناك تفاؤلًا بآفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي مع تشديد ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد على أهمية إقامة الدولة الفلسطينية. أما صحيفة "الرياض" السعودية فقد أشارت إلى أن المسؤولون الإسرائيليون يأملون أن تخرج الزيارة بموعد حفل توقيع في واشنطن، ربما في وقت مبكر من سبتمبر، بين نتنياهو وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ويمكن أن يمنح ذلك ترامب دفعة في مجال السياسة الخارجية قبل محاولته للفوز بفترة جديدة في نوفمبر المقبل. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وجود محادثات سرية مباشرة مع قادة عدد من الدول العربية لتطبيع العلاقات، مشيرًا إلى أن الاتفاق مع الإمارات يمهد الطريق أمام دول أخرى لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.