شهدت تعاملات النقد الأجنبى فى السوق السوداء تراجعاً حاداً لسعر الدولار أمام الجنيه بنحو 22 قرشاً لينخفض إلى 750 قرشاً بدلاً من 772 قرشاً وذلك بعد تصريحات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، التى أشار فيها إلى أن بلاده ستواصل دعم مصر مالياً، وأن الإمارات لديها خطة لإنعاش الاقتصاد المصرى، ووضعه على المسار الصحيح، وهو ما دفع إلى تخلص المضاربين فى السوق السوداء من العملة الأجنبية خوفاً من توجيه البنك المركزى ضربة جديدة بعد وصول الدعم المالى لمصر. وقالت مصادر مصرفية بارزة إن الدعم المتوقع من الدول العربية بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية سيعمل على إنعاش الاحتياطى النقدى الأجنبى الذى استقر عند مستوى 17.4 مليار دولار بنهاية الشهر الماضى، لافتاً إلى أن تصريحات الجانب الإماراتى تعطى إشارة تحذير للمضاربين على العملات الأجنبية فى السوق السوداء، خاصة أنها تعنى تعزيز قدرات البنك المركزى خلال المرحلة المقبلة لضرب تلك التعاملات غير الشرعية. واستقرت العملة الأمريكية عند 715 قرشاً للشراء و718 قرشاً للبيع فى البنوك وشركات الصرافة منذ انتهاء الانتخابات الرئاسية وظهور المؤشرات الأولية بفوز المشير عبدالفتاح السيسى بمنصب رئيس الجمهورية. وتوقع أحمد شيحة رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية للقاهرة، استمرار انخفاض سعر صرف الدولار والعملات الأجنبية الأخرى فى السوق السوداء مقابل الجنيه المصرى، خلال الفترة المقبلة، وسط ركود فى عمليات الشراء والبيع من قبل تجار العملة. وأضاف أنه لا توجد حالياً أى طلبات استيراد معلقة فى البنوك فيما يخص السلع الاستراتيجية ذات الأولوية التى ركز عليها قرار البنك المركزى، خاصة أن استيراد السلع الوسيطة والخامات يقوم المستورد فيه بتدبير جزء من احتياجاته من عوائد التصدير إلى جانب أن تلبية احتياجات الأفراد من التحويلات الشخصية وتغطية نفقات السياحة والسفر والعلاج والتعليم فى الخارج أسهمت فى تخفيف الطلب على الدولار فى السوق الموازية، ما أدى إلى تراجع كبير فى أسعاره. وقال إن الضغوط على النقد الأجنبى بالبنوك تراجعت إلى حد كبير بسبب انخفاض الطلب على استيراد احتياجات رمضان والعيد، وأن السوق بانتظار تحسن تدريجى فى الفترة المقبلة مع استقرار المشهد السياسى بعد إنجاز الانتخابات الرئاسية، وتدفق النقد الأجنبى الوارد إلى البلاد من الخارج سواء على صعيد السياحة أو الصادرات أو تحويلات العاملين بالخارج. ويقول بلال خليل نائب رئيس الشعبة العامة للصرافة «إن المساعدات الخارجية أسهمت بشكل مباشر فى انخفاض سعر الدولار فى البنوك والقضاء على السوق السوداء خلال الفترة الماضية، وما أسماه «حالة الاستقرار» التى سادت البلاد عقب الإعلان موقتاً عن فوز السيسى. وأشار إلى أن الأسواق استقبلت تحركات البنك المركزى الأخيرة بحالة من الارتياح؛ لأن سعر الدولار فى السوق الموازية كان قد اقترب من حاجز الخطر وكانت الشائعات التى تحرك السوق بعيدة عن العوامل الاقتصادية الحقيقية، وأسهم المضاربون من جانبهم فى هذه الشائعات حتى يستفيدوا من فروق الأسعار، وبالتالى كان لا بد من التصدى لهذه الحالة التى كانت ستؤدى إلى زيادة أسعار السلع الرئيسية. وقال إن السعر الذى وصل إليه الدولار فى السوق الموازية فى الأيام الماضية لم يكن طبيعياً وكان نتيجة مباشرة للمضاربات والشائعات، وبالتالى جاء هذا الانخفاض الكبير مرة واحدة وأضاف «هذا يضع مسئولية على البنك المركزى بضرورة مراقبة ومتابعة السوق فى الفترة المقبلة».