شهدت منطقة الكبرة التابعة لإدارية فوجا بمحلية النهود غرب كردفان السودانية، هطول أمطار غزيرة، صاحبتها سيول جارفة، أدت إلى فقدان أكثر من 170 أسرة لمساكنهم وتدمير 76 متجرًا وعدد من المقاهي والكافيتريات، إضافة إلى بعض المؤسسات الحكومية، وتضرر المركز الصحي بالمنطقة، ما أدى إلى خروجه عن دائرة تقديم الخدمة للمرضى، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا". وقام المدير التنفيذي لمحلية النهود، مبارك رحمة الله عثمان، برفقة ممثل قوى إعلان الحرية والتغيير وممثل ديوان الزكاة بالمحلية وممثل الرعاية الاجتماعية، حسن حامد، بزيارة تفقدية للمنطقة للوقوف على أوضاع السودانيين المتضررين وتقييم حجم الأضرار بغية تقديم الإعانات اللازمة لهم. ودعا ممثل قوى إعلان الحرية والتغيير، أمير سليمان، إلى ضرورة تكاتف الجهود المجتمعية والرسمية على المستويات كافة لتقديم العون الإنساني والمساندة لمواطني الكبرة، مطالبًا بالتدخل العاجل لمنظمات المجتمع المدني وشركائها لدعم الأسر المنكوبة. وأوضح المدير التنفيذي للمحلية، أن حجم الأضرار الناجمة عن السيول والأمطار التي تعرضت لها المنطقة أكبر من إمكانيات المحلية، مؤكدًا تسخير إمكانيات المحلية المتاحة كافة لإغاثة المتضررين بصورة عاجلة، مناديًا المنظمات والخيرين كافة بضرورة التدخل العاجل في توفير المأوى والخدمات الصحية والعلاجية والغذاء للمتضررين. وأشاد المدير التنفيذي، بجهود مجتمع الكبرة في إحياء قيم التكافل والإسناد المجتمعي للمتضررين وتصنيفهم لتسهيل تقديم الخدمات المطلوبة لهم. وأشارت وكالة "سونا"، إلى أن الأسر المتضررة تجاوز عددها أكثر من 70 أسرة تقطن الآن بالمدارس ومساجد القرية، فضلا عن استضافة أكثر من 60 أسرة في منازل ذويهم بالمنطقة. وفي سياق متصل، تواصل الجسر الجوي لإغاثة المدنيين المعزولين بسبب السيول والأمطار في مناطق التعدين والذي تنفذه غرفة الدفاع المدني بولاية نهر النيل وغرفة الطوارئ بمحلية أبوحمد بمناطق قبقبة والنابع والمرات والجبل الأصفر بين ولايتي نهر النيل والبحرالأحمر. وأعلن المدير التنفيذي المكلف لمحلية أبوحمد، إسماعيل السماني، أن هناك أكثر من 2000 مدني منعتهم السيول والأمطار من الحركة، مؤكدًا حرصهم على الوصول لكل المدنيين وإمدادهم بالمواد التموينية والطبية ومياه الشرب. فيما أعلن مقررغرفة الدفاع المدني، النقيب شرطة مبارك داؤود، أن الجسر الجوي سيتواصل عبر طائرتين عموديتين للوصول للأعداد الأخرى المحجوزة، داعيًا للتعامل الجاد مع تحذيرات غرفة الدفاع المدني الخاصة بارتفاع مناسيب النيل وأخذ الحيطة والحذر تحسبًا لأي طارئ خاصة سكان الجزر والمناطق المجاورة للنيل. من جانبها، وجهت والي ولاية نهر النيل، الدكتورة آمنة أحمد المكي، أمس الاثنين، غرفة الدفاع المدني بالولاية بتقوية التروس ومعالجة مناطق الهشاشة التي تواجه فيضان النيل والاتبراوي بمناطق الباوقة ونهر عطبرة وذلك بتوفير الخيش. وناشدت المكي، في تصريح لوكالة "سونا"، الحكومة الاتحادية ممثلة في وزارة الداخلية وديوان الزكاة لمساندة الولاية بتوفير الخيام والخيش والأدوية لمواجهة آثار السيول والفيضانات بالولاية. وتأثر عدد من مناطق الولاية، أبرزها الباوقة بمحلية بربر، ومناطق بالوحدة الإدارية سيدون بمحلية الدامر، بفعل فيضان النيل والاتبراوي هذا إلى جانب السيول التي اجتاحت مدينة أبوحمد، وضربت حصارًا على أعداد كبيرة من المدنيين بمناطق قبقبة ووديان محلية أبو حمد. وكشف وزير الداخلية، رئيس المجلس القومى للدفاع المدني، الفريق أول شرطة حقوقي الطريفي إدريس دفع الله، لوكالة الأنباء السودانية الرسمية، أن جملة الأضرار التراكمية بولايات البلاد منذ بداية خريف هذا العام وحتى الآن أسفرت عن وفاة 21 شخصًا و16إصابة وانهيار كلي ل 4726 منزلًا وتضرر 4628 منزلًا بالانهيار الجزئي، كما تضرر 53 مرفقاً عاماً. وأضاف دفع الله أن أبرز الولايات المتضررة هي ولايات غرب كردفان، والقضارف، والجزيرة، والخرطوم، مثمنًا المجهودات التي يبذلها المجلس على صعيد كافة الولايات بالتضافر والتنسيق مع الجهات الحكومية ذات الصلة والقوات النظامية ومنظمات المجتمع المدني لتقديم الدعم والمؤازرة للمتضررين من خريف هذا العام. وتوقع المجلس القومي للدفاع المدني، وفقًا لاستقراءات الهيئة العامة للأرصاد الجوية وحدة الإنذار المبكر، هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة في معظم ولايات البلاد، كما نبه المجلس السودانيين القاطنين قرب النيل وفي مجاري المياه إلى اتخاذ التدابير اللازمة وأهمية التعاون والتكاتف للتصدي للمخاطر والتحديات لتجاوز الأزمة.