سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قوى سياسية وخبراء يحددون مستقبل المعارضة فى حكم «السيسى» «شعبان»: الصدام مع الشباب والقوى الثورية سيستمر.. و«أبوحامد»: الشعب لن يعطى الشرعية لأى معارضة غير وطنية
تباينت آراء عدد من الخبراء والقوى السياسية حول شكل المعارضة السياسية، بعد تولى الرئيس الجديد زمام السلطة رسمياً فى البلاد، وتوقع البعض أن تتسع رُقعة المعارضة لتشمل كُتلاً وقطاعات جديدة فى الشارع والشباب والقوى التى ترى أن ثورة 25 يناير انتهت، فيما أكد آخرون أن الشعب لن يسمح فى الفترة المقبلة بوجود أى كيانات لا تنفذ إرادته الوطنية، أو تسعى لانتهاج العنف كوسيلة وحيدة للتغيير. وقال عصام شعبان، الباحث فى الاجتماع السياسى بجامعة القاهرة، ل«الوطن»: إن فوز عبدالفتاح السيسى لن يُقلل من حالة الرفض التى يواجهها من بعض القطاعات فى الشارع، وتتمثل غالبيتها فى التيارات الشبابية والقوى الثورية، مضيفاً: «ممارسات الدولة فى الفترة السابقة على الانتخابات الرئاسية، وإصدارها عدداً من القوانين الاقتصادية والسياسية، ومنها (التظاهر)، أثار غضب الشباب، لأنه يعبر عن توجه عام لتكريس الدولة الأمنية فى المرحلة المقبلة، على الرغم من أن ثورة 25 يناير خرجت للقضاء عليها». وأشار إلى أن «السيسى» لم يقدم برنامجاً واضح الملامح، كى تجرى محاسبته عليه، مرجحاً ألا يتمكن من تقديم حلول لأغلب المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التى يعانى منها المصريون، وأن يستمر صدام الدولة مع الشباب والقوى الثورية إلى جانب عناصر تنظيم الإخوان، على الرغم من اختلاف توجهات كل الكتل المعارضة. وتابع «شعبان»: «الأحزاب السياسية ستنقسم فى الفترة المقبلة بين مؤيد للسلطة ومعارض لها، وهو ما ظهر خلال الانتخابات الرئاسية، حيث انقسمت، وكذلك التيارات الثورية، بين تأييد «السيسى» و«صباحى»، على الرغم من أهداف وتوجهات كل منهما الرافضة لتولى العسكريين الشئون السياسية». وقال محمد أبوحامد، البرلمانى السابق ورئيس حزب حياة المصريين، إن الشعب فى المرحلة المقبلة لن يُعطى الشرعية لأى معارضة ما لم تكن وطنية وبناءة، مضيفاً: «بعد الانتخابات الرئاسية سيتغير شكل الدولة ولن يتم السماح لكيانات تسعى للتدمير والحرق بالوجود فى صفوف المعارضة، كما سيجرى إلزام من يرغب فى انتهاج سلوك المعارضة بأن يكون ذلك من خلال منابر محددة، يختارها الشارع المصرى، كمجلس الشعب ومراكز المجتمع المدنى التى تعمل لصالح الشعب، وليس ضده». وعن غضب عدد من التيارات الثورية والشبابية فى الشارع، قال «أبوحامد»: «على تلك المجموعات ألا تنتهج سلوك الإخوان فى التدمير والتظاهر، خصوصاً أن الإخوان لن يكون لها وجود قانونى بعد تولى الرئيس الجديد منصبه رسمياً، كما لن يكون لها وجود فى الشارع المصرى بعد تنفيذ أهم بنود خارطة الطريق، وهو إجراء الانتخابات الرئاسية، وتولى رئيس جديد إدارة شئون البلاد». وقال أحمد دراج، عضو الجمعية الوطنية للتغيير، إن الخريطة ستظل مرتبكة لفترة، بشأن تكوين معارضة ضد «السيسى»، خصوصاً أنه قادم من خلفية سياسية معينة، ولم تتشكل بعد رؤيته السياسية الكاملة، مضيفاً: «المعارضة ستتشكل بعد تشكيل الحكومة، واختياره فريق العمل الذى سيساعده على إدارة البلاد، وتحديد موقفه السياسى». وتابع «دراج»: «إذا وجدت معارضة، فستتشكل من الأحزاب التى دعمت المرشح حمدين صباحى، وعلى رأسها الكرامة والدستور والتحالف الشعبى، لكن معارضتها ستكون ضعيفة؛ لأن معظم الأحزاب والسياسيين يدعمون «السيسى» بشكل قوى، إلا إذا تغير موقفه وضم إليه الفاسدين وقيادات الحزب الوطنى المنحل، أو أحد قيادات النظام السابق، فعندها ستصبح الدولة والشعب كله فى صفوف المعارضة»، لافتاً إلى أن القوى السياسية والأحزاب لن تتمكن من تشكيل معارضة قوية إلا إذا تماسكت كافة القوى التى لها ثقل فى المشهد السياسى وتوحدت ضد (السيسى)».