استقبل طلاب المرحلة الثانوية، صباح اليوم، بحالة من القلق والترقب الشديد، خصوصًا أنّه اليوم المحدد والمنتظر لإعلان نتيجة الثانوية العامة، وأنّ هذه المرحلة تعتبر من أهم مراحل الطالب في حياته الدراسية، والتي يقرر على أساسها مصيره بالحياة الجامعية ومنها إلى سوق العمل. وفي زخم الإعلان عن أسماء الأوائل، والمجاميع المرتفعة التي يضمن أصحابها مكانهم بكليات القمة العلمية والأدبية، يوجد بعض الطلاب الذين لم يحظوا بمجموع يتوافق مع أحلامهم وتوقعاتهم، ما يصيبهم أحيانًا بالإحباط واليأس. وتواصلت "الوطن" مع الدكتور أسامة قناوي، خبير تدريب واستشاري الموارد البشرية، والذي قدم بعض النصائح لطلاب الثانوية العامة الذين لم يحصلوا على مجموع كبير. ويقول الدكتور أسامة قناوي في حديثه ل"الوطن" إن دفعة الثانوية العامة 2020 هي آخر دفعة بالنظام القديم الذي كان يعتمد على الحفظ والتلقين، لذا فهي تجربة يجب الاستفادة منها، حيث إنّ مجموعك ليس مقياسًا لمواهبك وإمكانياتك الفعلية مضيفًا: "كل إنسان جوة كنز مكون من 3 كلمات: معرفة وموهبة ومهارة إذًا فإن كلية القمة ليست واحدة منهم". خبير التنمية البشرية: فتش عن المواهب المدفونة بداخلك وأضاف خبير التنمية البشرية، أنّه على الطالب ووالديه أن يفتش بداخله عن المواهب التي يبرع فيها مثل الرسم والعزف على آلة موسيقية معينة، أو نقل العلم والمعرفة لديك للأطفال الصغار. ويقول "قناوي" إنّ هناك عددًا من الكليات التي يراها الطلاب وأولياء الأمور بنظرة دونية بسبب أنّها ليست من ضمن كليات القمة، إلا أنّ الكثير ممن يلتحقوا بها يحققوا بها نجاحات وإنجازات مبهرة بعكس المتوقع. وقدّم استشاري المواد البشرية تحذيرًا لأولياء الأمور بعدم الضغط على أولادهم للالتحاق بكلية عكس رغباتهم ليحصلوا على لقب وهمي لن يُجدي لهم نفعًا، وأن يتركوا لهم حرية الاختيار، موضحًا: "لو دخلت كلية في مرحلة تانية أو تالتة في التنسيق ده مش معيار إنك شخص مش في مقدمة الصفوف، والأحسن أنك تدخل كلية تناسب مهاراتك عشان تنتج بشكل أفضل". وتابع "قناوي" بأنّ الدولة دائمًا تدعم أصحاب الخبرات والمهارات عن طريق حاضنات الأفكار التي تقدمها الوزارات للشباب بعد التخرج مثل وزارة الشباب والرياضة، والتي تحتضن أفكارهم حتى تظهر إلى النور، "شوفنا ناس كتير دخلوا كليات قمة وخدوا شهادات علقوها على الحيطة". أما عن الطلاب الذي يخسروا كلياتهم التي يحلمون بها بسبب نصف درجة أو درجة، يقول خبير التنمية البشرية إنّ هذا اختيار الله لك، لتبدع في مكانًا آخر يرى أنك تستحقه: "قد تكون النصف درجة هي طوق النجاة اللي أنقذتك من كلية ممكن متنجحش فيها، فمتقولش أنا خسرت نص درجة؛ قول أنا سيبت نص درجة عشان أكسب كلية تانية بمهارة تانية". خبير التنمية البشرية: سيبوا ولادكم ياخدوا قرارهم واختتم الدكتور أسامة قناوي حديثه بأنّ الأزمة الأخيرة أكدت أنّ العصر الحالي هو عصر التكنولوجيا الرقمية والمهارات وليس عصر كليات القمة، وأنّ أصحاب الجدارة دائمًا ما يتفوقون على أصحاب الخبرات قائلًا: "في وقت أزمة كورونا لقينا ناس كتير من كليات القمة كانو حبيسي البيوت، بينما الناس اللي قدرت تنطلق في عالم السماء المفتوحة هم اللي أثبتوا قدرتهم بشكل أكبر"، مناشدًا أولياء الأمور: "سيبوا ولادكم هم اللي ياخدوا قراراهم بنفسهم".