تأخرهما فى النزول للتصويت كان مبعثه الرغبة فى التميز، حيث حرصت الأم وابنتها على البروز فى طوابير الناخبين، ليس برقصهما على أنغام «بُشرة خير»، ولا بهتافات تؤيد «السيسى» فحسب، بل بملابسهما، حيث ارتدت الأم وابنتها ملابس الجيش. فى لجنة مدرسة حافظ إبراهيم بالساحل انتظرت «يسرية» وابنتها مى عبدالله دوريهما فى الطابور، ومن آن لآخر يعلو هتافهما لمرشحهما «السيسى»، يسألهما أحد رواد الطابور: «صوتك لمين يا مدام؟»، فتبتسم وترد: «هو صوتى بس، أنا كلى فداء السيسى». قرار الأم وابنتها جاء حباً فى الجيش، تصف نفسها: «إحنا الجماهير الحقيقية» بينما ترد ابنتها: «الفائز معروف وإحنا معندناش غير رئيس واحد بس». «من يروج أن الإقبال على التصويت ضعيف.. جابوا المعلومة دى منين؟» استفهام وجهته «يسرية» لجيران الطابور، عن الإقبال الذى شهدته بكثافة، وتقول: «يا إخوانا أى حد متابع كويس هيعرف إن الإقبال نسبته جيدة جداً،» تشير السيدة إلى أن اللجان الفرعية فى أغلب المدارس أصبحت لجنة واحدة، ما ساعد على تقليل التكدس، ومن ثم السرعة فى التصويت. لا تجد «مى» مصلحة لأحد فى الترويج لضعف الإقبال، تؤكد حقيقة: «إحنا مدانين للجيش والشرطة بحياتنا، وحياتنا قليلة عليهم». ولم يقتصر الأمر على الفتيات فحسب، بل طال الأطفال أيضاً، حيث انتشرت صور الأطفال وهم يرتدون ملابس الجيش حول اللجان، منهم حمودى، الذى وقف وسط السيدات أمام لجنة 20 بمدرسة الثانوية بنات فى المعادى، مرتدياً البدلة العسكرية، قابضاً بيديه على علم مصر. تقف الجدة «أمينة» أمام حفيدها «حمودى»، الذى أكمل عامه الثانى، قائلة: «حطيت صوتك لمين؟»، فيرد مسرعاً بصوت منخفض «سيسى»، تحمل الجدة الطفل بين يديها حتى يسمعه الجميع: «شوفوا حتى الأطفال اللى مش فاهمة حاجة عايزين السيسى، قول تانى يا حمودى»، باستحياء يردد الطفل بصوت عالٍ بعد تكرار الجدة سؤالها، قائلاً: «سيسى رئيسى».