مشهد احتفالي كبير، مئات المصريين على باب كل لجنة انتخابية، يطلقون الزغاريد، يرقصون على أنغام "بشرة خير"، وغيرها من الأغاني الوطنية، لم يخطر ببال أحد أن نسبة التصويت، والتي تعدت 30% حسب تصريحات المسؤولين، ستكون ثاني أيام الانتخابات لا تتعدى ال10%، لجان خاوية تسطو عليها الشمس بحرارتها المرتفعة، لا يوجد ثمة شخص سوى العجوز، يأتون على فترات متباعدة، آملين في الحصول على غد أفضل. وفي أرقى مناطق القاهرة وتحديدًا بمصر الجديدة، لم يكن العرس الديمقراطي على ما يرام، كراسي متراصة خاوية، وضعت وسط ساحة كبيرة استعدادًا ليوم حافل من الانتخاب، وحبر فسفوري جف من عدم الاستخدام، تقول المستشارة، سارة الدخميسي، رئيس لجنة رقم 13، مدرسة مصر الجديدة النموذجية بنات: "الأوضاع هادئة تمامًا، ولا توجد طوابير انتخابات مثل أمس، لكن تزال هناك مشاركة من بعض الناخبين، كما أن عدد الناخبين في اللجنة، 4873، صوًت منهم أمس 1734، أما اليوم فلم يتعدى عددهم 100 صوت. أما المستشارة، بنفس المدرسة، لجنة فرعية رقم 14، رفضت ذكر اسمها، فتقول إن العدد لديها 4872، وأمس صوت بالفعل 1700، بينما اليوم لم يتعدى المائة ناخب، قائلة: "الناس يظهر مكسلة تنزل، إلا إذا كانوا هينزلوا باقي اليوم". لم يتغير الحال كثيرًا بمدرسة مصر الجديدة النموذجية، بنين، فبعد الإقبال التاريخي أمس، حسب المستشارة، مروة هشام بركات، رئيس لجنة فرعية رقم، 16، لا يتعدى عدد ناخبي اليوم ربع من جاء أمس، قائلة: "مقيد عندي في اللجنة، 4502 فرد، صوت بالفعل عدد يقرب من 2000، هم مكملوش بس حوالي 40%، في حين أن النهارده محدش بيجي كتير زي امبارح". وأشادت بمشاركة كبار السن، والمعاقين، قائلة: "اللي معندهمش انتماء للدنيا هم اللي جم ينتخبوا". وفي لجنة لجنة 15 بنفس المدرسة، قال المستشار، أحمد الشهيدي، إن نسبة الإقبال أمس اقتربت من ال40%، لكن اليوم انخفضت تماما". "إقبال اليوم أقل من أمس، اللجنة أغلقت على 28%، من إجمالي من لهم حق الانتخاب، وفي نهاية عملية الاقتراع، كل النتائج ستظهر بشكل واضح"، وفق، المستشار، الذي رفض ذكر اسمه. وفي لجنة بمدرسة الطبري، بمصر الجديدة، أكد المستشار، تامر عزت، أن اللجان تعمل بكامل طاقتها لكن الإقبال قل تمامًا عن أمس، مؤكدا أن غلق اللجان أمس في الساعة التاسعة، قانونًا صحيح، موضحًا أن اليوم لا يصح غلقها إلا عندما ينتهي جميع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم.