خيم الحزن على قريتى الغرق بحرى، التابعة لمركز إطسا بمحافظة الفيوم، وكفر الدكرورى مركز نبروه بالدقهلية، على شهيدى حادث الأزهر الإرهابى المجند معوض شعبان البالغ من العمر 21 سنة، وزميله محمود السيد صبحى. حالة هستيرية من البكاء أصابت آمال عبدالعزيز، والدة الشهيد معوض شعبان «45 سنة»، الذى ترك وراءه أسرة مكونة من 8 أفراد، وهو العائل لهم بعد غياب والده فى ليبيا منذ عامين عن المنزل باحثاً عن لقمة العيش، وهى تنوح وتردد: «هاتولى ابنى.. أنا عايزة أشوفه»، وأصيبت شقيقته الصغرى «هناء» بحالة بكاء هستيرى، ولم تستطِع الحديث نهائياً. وقالت شقيقته الكبرى «وفاء» البالغة من العمر 23 سنة، إنه جاء فى إجازته لمدة 10 أيام، كان آخرها يوم الأحد الماضى، ثم سافر عصراً إلى معسكره لمواصلة عمله، وكنت أشعر أنه لن يعود مرة أخرى. وأوضحت أن أخاها الشهيد «معوض»، أعزب، كان يتولى شئون المنزل لغياب والده فى ليبيا منذ عامين، وكانت الأسرة تعتمد على دخله، وكان يحاول إدخال شقيقه الأصغر إلى مستشفى للعلاج من الحالة النفسية التى أصابته، ولم يتمكن بسبب ظروفه المادية الصعبة. وبعد إعلان استشهاد محمود السيد صبحى، سادت حالة من الحزن الشديد قرية كفر الدكرورى، مركز نبروه بالدقهلية. وقال محمد السيد، والد الشهيد، إنه قضى حياته كلها فى خدمة جهاز الشرطة حتى خرج على المعاش الشهر الماضى وربّى أولاده على حب الوطن والدفاع عنه، وربى 6 رجال بعد وفاة أمهم، وكان يتمنى أن يرى «محمود» عريساً إلا أن الإرهابيين حرموه منه. ولم يتمالك والد الشهيد نفسه وسقط على الأرض مغشياً عليه وحاول الأهالى إفاقته وهو يردد: «حسبى الله ونعم الوكيل، منهم لله الإرهابيين الظلمة، ابنى كان بيصلى وأخلاقه كل البلد بتقسم عليها، فقد كان من خير شباب القرية، ويخدم بلده منذ سنتين فى سلاح الأمن المركزى». وأضاف حسام السيد، عم الشهيد، خلال اتصال تليفونى، أن والده لم يتوقف عن البكاء منذ علم بالخبر، وسافرت أنا وخال الشهيد لتسلّم جثمانه من المستشفى بالقاهرة وسنقوم بمراسم الدفن بمجرد وصولنا للقرية. وقال اللواء حسن عبدالحى، مدير أمن الدقهلية، إنه سيتم عمل جنازة تليق بالشهيد فى قريته يشارك فيها الضباط وأفراد الأمن وزملاء الشهيد.