أكد سفير روسيا بالقاهرة جيورجي بوريسينكو، الأهمية الكبيرة التي توليها مصر وبلاده لتعزيز الحوار السياسي وتبادل الآراء بشكل منتظم حول القضايا الرئيسية في الأجندة الإقليمية والعالمية، مضيفا أن كلا الجانبين اتفقا على عدم وجود بدائل إلا التوصل إلى التسوية السياسية في سوريا. جاء ذلك - في أول حوار خاص للسفير الروسي لوكالة أنباء الشرق الأوسط، بمناسبة الاحتفال بالعيد القومي لروسيا غدا الجمعة الموافق 12 يونيو. وقال بوريسينكو، إن الجانبين المصري والروسي شددا على الحاجة إلى القضاء نهائيا على الإرهاب في سوريا من خلال الالتزام الصارم لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. وأشاد الدبلوماسي الروسي، بجهود مصر الدبلوماسية لدعم العملية السياسية في سوريا وتفعيل عمل لجنة الدستور، موضحا أن مصر وروسيا تتفقان على إيجاد حل سياسي في ليبيا ووقف الأعمال العدائية واستئناف المحادثات الهادفة بين الأطراف المعنية، مشيرا إلى تأييد موسكو للمبادرة التي أطلقتها مصر مؤخرا، بهدف وقف سريع لإطلاق النار وتسوية سياسية في البلاد، التي مزقتها الحرب. وأعرب بوريسينكو، عن أمله أن تمهد الاقتراحات الشاملة الطريق أمام مباحثات مباشرة بين الأطراف المتنازعة للتوصل إلى تسوية ما بعد الحرب في ليبيا. وعن التعاون الاقتصادي، أكد بوريسينكو، وجود إرادة سياسية قوية تحقق التنمية الشاملة للعلاقات الثنائية، حيث يسعى الجانبان إلى دعم الجهود المشتركة من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي، موضحا أن التجارة الثنائية بلغت 6.2 مليار دولار عام 2019 من بينها 5.7 مليار دولار قيمة الصادرات الروسية إلى مصر التي تعد حاليا أكبر شريك تجاري لروسيا في الشرق الأوسط وأفريقيا. وأشار السفير الروسي، إلى أن بلاده زادت بشكل كبير من صادراتها لمصر من وسائل النقل البري بقيمة بلغت 74 مليون دولار والمعدات الكهربائية ب39 مليون دولار بينما زادت مصر من صادراتها إلى روسيا بشكل كبير من الفاكهة والخضروت الطازجة والمصنعة بقيمة 13 مليون دولار. وأوضح بوريسينكو، أن الشركات الروسية الكبري بما في ذلك "روزنفت" و "لوك أويل" والشركة الروسية لصناعة السيارات "لادا" تعمل في السوق المصري باستثمارات تتخطي 7.4مليار دولار. وعن مشروعات التعاون، أكد بوريسينكو، سعي مصر وروسيا إلى تنفيذ المشروعات المشتركة وفقا للجدول الزمني المتفق عليه بالرغم من العواقب السلبية لوباء كورونا المستجد "كوفيد-19" حيث إن العمل مستمر حاليا في موقع محطة الضبعة للطاقة النووية. وأشار الدبلوماسي الروسي، إلى أنه تم الانتهاء بنجاح من الدراسات والاستعدادات اللازمة، وسيتم البدء قريبا في البناء. وأكد بوريسينكو، الاهتمام بمشاركة مصر في هذا المشروع، ومن المتوقع الإعلان عن عدد من المناقصات بين المقاولين المحليين خلال هذا العام، بهدف زيادة مشاركة مصر تدريجيا بنسبة 35 % عند استكمال مشروع محطة الضبعة. وأوضح بوريسينكو، أن الجانبين المصري والروسي يحرصان على استكمال كافة الإجراءات المتعلقة بانشاء المنطقة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتي من المتوقع أن تجذب استثمارات روسية تتخطي 7 مليارات دولار، وتوفر نحو 35 ألف فرصة عمل جديدة، مشيرا إلى أن موسكو تولي اهتماما كبيرا بهذا المشروع الذي سيكون بمثابة جسرا لزيادة تصدير السلع الروسية إلى الأسواق الأفريقية. وحول كورونا المستجد، قال السفير الروسي، إن بلاده توفر لشركائها الدوليين بأنظمة الاختبار، طورها مركز فيكتور الروسي للإبحاث الذي اقترح مؤخرا تسليم مصر مجموعات الاختبار، لاكتشاف "كوفيد -19"، مشيرا إلى أن موسكو مولت شراء أجهزة التشخيص المبكر من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي سوف تسلمها فيما بعد إلى مصر ودول أخرى. وأوضح بوريسينكو، أن العلماء الروس حققوا إنفراجة في فك شفرة كورونا المستجد وطوروا لقاحا "أفيفافير" الذي ينتج من قبل صندوق الاستثمار الروسي المباشر ومجموعة "كيمرار" وقد أظهر فعاليته في التجارب السريرية، لافتا إلى أنه سيتم شحن هذا الدواء إلى المستشفيات في الأسابيع المقبلة ثم تصديره بمجرد تلبية الطلب المحلي.