أعاد البابا ثيؤدوروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، افتتاح سراديب الموتى القديمة "اليونانية – الرومانية"، في دير مار جرجس بمصر القديمة التي تقع تحت الموقع الذي عاش فيه المسيح مع أمه ويوسف النجار لمدة ثلاث سنوات في القاهرة، بإقامة صلاة افتتاح الموقع. كانت بطريركية الروم الأرثوذكس بالإسكندرية قررت قبل أشهر، ترميم مقابر دير مار جرجس البطريركي بمصر القديمة وإنشاء ملتقى للثقافة والتاريخ في منطقة الدير الأثرية. وكرس البطريرك الكنيسة الجديدة باسم للقديس فانوري (Fanourios) الواقعة مكان كنيسة قديمة كانت داخل سراديب الموتى، على بعد عدة أمتار تحت الأرض، ثم حضر القداس الإلهي الذي أقيم فيها. وسبق وأن كرس البطريرك منذ شهر كنيسة القديسة كاترين السينائية في مقابر دير مار جرجس. وخلال الخدمة صلاة الافتتاح قال البطريرك: "لقد تحقق الحلم اليوم"، مشيراً إلى أنه بعد الانتهاء من تجديد الكنيسة الرئيسية- كنيسة القديس جورجيوس الدائرية الشكل- كان الوقت للاهتمام بالكشف عن سراديب الموتى وترميمها، التي تُذكر بالحقبة الرهيبة لاضطهاد الكنيسة في الحقبة المسيحية المبكرة. وأضاف البطريرك: "اليوم هنا، في الكنيسة الجديدة (كنيسة القديس فانوري) الواقعة في سراديب الموتى في هذا الدير المقدس رفعت الصلوات للمرة الأولى منذ قرون إثبات لصفة الدير الأبدية، وحيث يصلي الرهبان اليوم في جلجثة هذا الدير دائما من أجل خلاص العالم، كما يصلون من أجل التغلب على الوباء العالمي، وإعطاء رسالة حب وسلام لجميع شعوب العالم". وتقع سراديب الموتى تحت القاعة المستديرة لمقر الدير المواجه للمدخل الرئيسي للدير، على عمق أكثر من عشرة أمتار من سطح الأرض، وهي جزء من الدير البطريركي للقديس جيورجيوس، الذي وفقا لتقليد الكنيسة أمضت العائلة المقدسة ثلاث سنوات في هذا المكان، وحيث يوجد البئر الذي عاشت بقربه، كما يوجد فيه مقياس النيل الذي بواسطته كانت السلطات المصرية، منذ قرون مضت، تقوم بقياس مستوى نهر النيل وعلى أساسه تحسب الضرائب المستحقة على سكان مصر.