إن العالم كان محظوظا، لعدم تحور فيروس إنفلونزا الخنازير (H1N1) إلى صورة أكثر فتكا، وأن اللقاح الذي جرى تطويره في وقت قياسي، ما زال فعالا ضد المرض، هذا ما أعلنته مارجريت تشان، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في أغسطس 2010، مشيرة إلى أن الفيروس "بلغ نهاية مداه الى حد بعيد." وكانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت في مثل هذا اليوم من عام 2009، فيروس انفلونزا الخنازير، وباء عالميا، ورفعت درجة التحذير إلى الدرجة السادسة وهي القصوى، مؤكدة حينها أن الدرجة السادسة تعني انتشار الفيروس جغرافيا أي في عدة مناطق من العالم وليس خطورته، ليعد بذلك أول وباء عالمي في القرن ال 21. وأوضحت المنظمة حينها، أن رفع درجة التحذير، تعني أن الفيروس بدأ الانتقال من شخص لآخر وخارج نطاق أمريكا الشمالية، حيث كان متركزا، مع وقوع 30.000 حالة مؤكدة في 74 دولة. ودافعت رئيسة المنظمة حينها، عن القرار الذي اتخذته المنظمة بتصنيف المرض باعتباره وباء عالميا، وأضافت أن فيروس انفلونزا الخنازير سيظل ينتشر ضمن الانفلونزا الموسمية لأعوام عديدة مما يستلزم من السلطات الصحية الاستمرار في توخي الحذر. وفيروس انفلونزا الخنازير، عبارة عن جائحة إنفلونزا تسببها سلالة فيروس انفلونزا جديدة تصيب البشر، تم اكتشافه لأول مرة لدى البشر في المكسيك في أبريل 2009، و ينتشر هذا الفيروس من شخص لأخر على نطاق عالمي، بنفس الطريقة التي تنتشر بها الإنفلونزا الموسمية العادية. وكان يشار إلى الفيروس ب "انفلونزا الخنازير" لأن الفحوصات المخبرية أظهرت أن العديد من الجينات في هذا الفيروس الجديد مشابهة لحد بعيد لجينات فيروسات الأنفلونزا التي تصيب عادة الخنازير في أمريكا الشمالية. ولكن دراسة أخرى قد أظهرت أن هذا الفيروس الجديد يختلف كثيرا عن الفيروسات السائدة لدى الخنازير في أمريكا الشمالية. فهذه الفيروسات تمتلك زوجين من جينات فيروسات الإنفلونزا الخنازير المنتشرة في أوروبا وآسيا كما أحتوت هذه الفيروسات على جينات من أنفلونزا الطيور والإنفلونزا البشرية يطلق العلماء على هذا المزيج اسم "فايروس رباعي المتفارزة. وقالت المنظمة في هذا التوقيت، أنه بناء على البيانات الراهنة فإن معظم المرضى لا يعانون إلا من أعراض معتدلة ويتماثلون للشفاء بسرعة، وأن الفيروس يصيب الأحداث بالدرجة الأولى فقد لوحظ وقوع معظم الحالات في العديد من البلدان بين أشخاص تقل أعمارهم عن 25 عاما، وأصيب نحو 2% من الحالات بأعراض شديدة مثل الالتهاب الرئوي، في حين أن معظم العدوى الشديدة والقاتلة أصابت أشخاصا بالغين تتراوح أعمارهم ما بين 30 إلى 50 عاما، وهذا النمط يختلف من النمط الذي نشهده في الإنفلونزا الموسمية حيث تقع معظم الوفيات بين أشخاص مسنين يعتريهم الضعف". و معدلات الوفاة الناتجة عن المرض ضمن الخنازير، منخفضة، وحتى عام 2009 تم التعرف على ستة فيروسات لإنفلونزا الخنازير وهي فيروس الإنفلونزا ج وفيروس الإنفلونزا أ H1N1 وفيروس الإنفلونزا أ H1N2 وفيروس الإنفلونزا أ H3N1 وفيروس الإنفلونزا أ H3N2 وفيروس الإنفلونزا أ H2N3، وتبقى هذه الفيروسات منتشرة ضمن الخنازير على مدار العام، إلا أن معظم حالات الانتشار الوبائية ضمن الخنازير تحدث في أواخر الخريف والشتاء كما هو الحال لدى البشر. كان انتقال فيروس إنفلونزا الخنازير للإنسان نادراً نسبياً، وخاصة أن طبخ لحم الخنزير قبل استهلاكه يؤدي إلى تعطيل الفيروس، كما أن الفيروس لا يسبب أعراض الإنفلونزا للإنسان في معظم الأحيا، ويتم معرفة إصابة الشخص بالمرض فقط بتحليل تركيز الضد في الدم، إلا أن انتقال الفيروس، من الخنازير إلى البشر قد زادت مؤخراً نتيجة التحورات الجينية التي حدثت في الفيروس، وعادة ما تصيب العدوى الأشخاص العاملين في مجال تربية الخنازير فقط حيث يكون هناك اتصال مستمر مما يزيد من احتمالية انتقال الفيروس.