شل آلاف المتظاهرين اليوم حركة السير في المدن الكبرى في البرازيل حيث جرت صدامات خصوصا في ساو باولو، في تحرك ضد المونديال التي تفتتح بعد 28 يوما في هذا البلد. ففي ساو باولو المدينة التي ستشهد المباراة الافتتاحية لدورة كأس العالم لكرة القدم في 12 يونيو، فرقت الشرطة مساء اليوم بالغاز المسيل للدموع مجموعة من المتظاهرين أقاموا حواجز بإطارات مشتعلة. وأظهرت صور التقطت من الجو وبثها تلفزيون "غلوبو شبانا" يقومون بتخريب وكالة لشركة إنتاج للسيارات تشارك رسميا في المونديال. واعتقل 20 متظاهرا على الأقل ثم أفرج عن 13 منهم بينما أصيب مصوران صحافيان بجروح طفيفة. وفي ريو دي جانيرو وبرازيليا استخدمت الشرطة أيضا الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعات صغيرة من المتظاهرين. وكان المناهضون للمونديال في البرازيل دعوا إلى تظاهرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل اختبار قدرتهم على التعبئة مع اقتراب مباريات كأس العالم. وشارك حوالى 10 آلاف شخص في التظاهرة في ساو باولو وريو دي جانيرو وبرازيليا وبيلو أوريزونتي وبورتو الليغري وماناوس. وجرت التظاهرات تحت مراقبة مشددة من قوات الامن وكان معظمها سلميا وحتى احتفاليا. وقد ردد المتظاهرون شعار "كأس بلا شعب، عدت الى الشارع". وقالت السلطات أن كبرى هذه التظاهرات جرت في ساو باولو وشارك فيها حوالى ستة آلاف شخص في مجموعات صغيرة طوال النهار. وكان حوالى 3 آلاف شخص من حركة "عمال بلا منازل" أحرقوا صباح اليوم إطارات في محيط ستاد ايتاكيراو حيث ستجري المباراة الافتتاحية بين البرازيل وكرواتيا. وفي ريسيف، شمال شرق، حيث تقوم الشرطة العسكرية بإضراب منذ 3 أيام، انتهز بعض السكان الفرصة لنهب محلات تجارية. وقد أوقف عدد كبير من الأشخاص. وفي ريو دي جانيرو، احتج 700 متظاهر بعضهم لفوا أنفسهم بعلم البرازيل، أمام محطة القطارات الرئيسية دو برازيل. وقد أحرقوا لافتة تحمل صورة بطاقة دخول إلى مباراة وهم يهتفون "فيفا عودي من حيث أتيت". وقالت كارينا، 19 عاما، وهي طالبة عضو في حركة تدعو إلى تحرير المرأة في ساو باولو أن "الشعب لا يستطيع حضور المباريات وكل هذا المال العام كان يجب أن يستثمر في مكان آخر. الطريقة الوحيدة لتغيير البلاد هي النزول إلى الشارع". ومن المنظمات الأخرى التي دعت إلى التظاهر اليوم "اللجان الشعبية لكأس العالم" التي تعارض التجاوزات المتعلقة بحقوق الانسان خلال تنظيم المونديال، وحركة طلابية تطالب بجعل رسوم النقل مجانية وكانت وراء حركة الاحتجاج الاجتماعية الواسعة في يونيو 2013 في البرازيل في أوج مباريات كأس القارات. ومع ذلك، أكد وزير الرياضة، ألدو ريبيلو، في جلسة في مجلس الشيوخ اليوم أنه "لا داعي للخوف من فكرة استقبال 3 ملايين سائح برازيلي و600 ألف أجنبي" في البلاد خلال المونديال. من جهتها، أكدت الرئيسة ديلما روسيف أن البرازيليين "سيعرفون كيف يستقبلون ضيوفهم". وعبر الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (2003-2010) الراعي السياسي للرئيسة الحالية المرشحة لولاية ثانية، عن أسفه "لتسييس" المونديال. وأكد لولا الذي حصل في 2007 على حق تنظيم المونديال أن "البلاد مستعدة لتنظيم مباريات كأس العالم". وتواجه الرئيسة روسيف المرشحة الاوفر حظا للفوز بولاية جديدة في انتخابات أكتوبر على الرغم من تراجع شعبيتها، وضعا معقدا مع اقتراب المونديال وانتخابات عامة في أكتوبر تشكل مناسبة للاضرابات في مختلف القطاعات.