قال المرشح الرئاسي حمدين صباحي، إن ترديد البعض بأن الانتخابات الرئاسية محسومة لشخص محدد، هو ترويج لمناصرة مرشح يشعر بالخوف، مضيفًا أن لكل مواطن الحق في التعبير السلمي عن رأيه، ويحميه القانون وأجهزة الدولة. وأوضح، خلال حواره مع الإعلامي شريف عامر على قناة "mbc مصر"، أن مواطن له الحق في حرية اختيار فكره، سواءً كان ليبراليًا أو ناصريًا أو غير ذلك، مشيرًا إلى أنه سوف يواجه الإرهاب بكل عنف وحزم إذا فاز بمنصب رئاسة الجمهورية. وقال إنه سيقوم بتعديل قانون التظاهر، فور تنصيبه رئيسًا وسيفرج عمن سُجن بسببه ودون انتظار لانعقاد مجلس الشعب بعد انتخابه. وأضاف، أن حق التظاهر السلمي مباح لكل المصريين، منتقدًا ما أسماه ب"الحل الأمني" الذي تستخدمه الدولة لحل مشاكل المصريين، مؤكدًا أن التصدي الأمني أصبح بديلًا عن الحل السياسي والديمقراطي. وأشاد المرشح الرئاسي، بدور الشباب المصري في النهوض بالدولة قائلا: "الشباب هم عناصر بناء الدولة الجديدة، لأن باستطاعتهم إعطاء هذه الدولة روحًا تنهض به"، مشيرًَا إلى أنه يرى في الشباب حسم المعركة الانتخابية. وأكد أنه يثق في مساندة الشعب المصري له في الانتخابات حتى يصل إلى كرسي الرئاسية، قائلا: "أثق في مساندة الشعب، وسوف نكسب بشرف"، موضحًا أن زيادة نسبة المشاركة في الانتخابات سوف تعطي مزيدًا من فرص الفوز لصالحه، لافتا إلى أن السبب في قيام البعض بالدعوة إلى مقاطعة الانتخابات يرجع إلى شعوره بوجود دولة بوليسية وقبضة أمنية وانحياز من الدولة للمرشح الآخر. وطالب صباحي بضرورة أن تتضمن الاستطلاعات التي تقوم بها بعض الجهات البحثية والإعلامية، ببعض المواصفات العالمية، مؤكدًا أن الأجيال الجديدة والطبقة الوسطى هي التي تفضل صباحي وستعطي له صوتها، والغالبية في الاتجاه الآخر، على حد تعبيره. وتابع: "المصريون تعوّدوا ألا يجلسوا في بيوتهم انتظارًا للديمقراطية من الحاكم، وتعوّدوا عبر الزمان على الخروج لانتزاعها بإرادتهم". وأكد المرشح، أن الشعب المصري قام بثورتين ولم يحقق أهدافهما حتى الآن، موضحًا أن شباب مصر هم الأغلبية وفقًا للإحصائيات، مشيرًا إلى أن الفلاحين والفقراء والعمال لهم مطالب ولم يحصلوا عليها حتى الآن، وأن برنامجه الانتخابي وتاريخيه، الأقرب لتحقيق مطالبهم. وأوضح أن إدارة الدولة الناجحة تحتاج إلى رؤية قوية وإدارة جادة وهي متوفرة لديه، منوهًا بأن تجربة دولة البرازيل أقرب إلى تجربته بالنهوض بالدولة. وتابع: "البرازيل كانت فقيرة وتطورت، وكذلك دول أمريكا الجنوبية، لم يحكمها أشخاص من الجيش، أو من مؤسسات الدولة، وتطورت بعد فقر شديد"، مشددًا على أنه يؤدي دور وطني وسينتصر في القريب العاجل. وأضاف: "الحديث عما يسمى ب"الدولة العميقة" طويل، ولا بد أن تكون الدولة المصرية ناجحة وليست رخوة، وهذا هدفي، ونحن نريد بناء دولة عميقة، فتكون منتجة وولادة وخدومة". وتابع: "الفريق الرئاسي به خبراء أكفاء وليسوا فاسدين، وثبت من تاريخهم عدم قابليتهم للإفساد"، موضحًا أنه "سيعلن عن أسماء فريقه الرئاسي الذي سيتضمّن مجموعة من الشباب ومن مسيحيين لتكون تركيبة القرار معبّرة عن تنوع مصر، على حد قوله. وعلّق المرشح الرئاسي حمدين صباحي، على بيان حركة 6 أبريل، والتي أكدت فيها أن ما يقوم به صباحي "تمثيلية" وأن الأمر محسوم، قائلا: "هذا الكلام ليس له أساس في الشارع، ومن يقول إن الانتخابات محسومة، إما أنهم خائفون، أو مش عارفين الشعب المصري، والشعب المصري ليس لديه القدرة أن يتلقى أوامر من أحد، وعندما قالوا إن الرئاسة محسومة لمبارك سقط في 25 يناير، وعندما قالوا إنها محسومة لمحمد مرسي سقط في 30 يونيو.. ولحد دلوقتي متعلّموش". وتطرّق المرشح الرئاسي حمدين صباحي، في حديثه عن رئاسة الوزراء في عهده، وقال: "لديّ أسماء حاضرة في ذهني لرئاسة الوزراء إذا نجحت في الانتخابات الرئاسية، ولن أفصح عنها الآن، لكن لديّ أسماء تستطيع أن تحقق طموحات المصريين". وفيما يتعلّق بالجيش، قال صباحي،: "إننا نعبّر للجيش عن احترام كامل، لكن لا يمكن أن يتدخل في السياسة وألا يتطرق للعمليات الانتخابية"، مضيفًا: "كوادر الدولة المصرية المدنية يكفون لنهضة مصر وإدارة الدولة". وأكد حمدين صباحي، أن الدولة المصرية ليست في معركة انتخابية، مضيفًا "عندما نريد احترام جيشنا فهو محق، وعندما يقول نريد جيشًا وطنيًا قويًا فهو محق"، مشيرًا إلى أن "مصلحة الجيش عدم الدخول في السياسة لأن الهدف الحفاظ على جيش وطني قوي يحمي مصر فقط دون الدخول في ما لا يخصه". وأوضح أنه يدعم رجال الداخلية عندما يواجهون الإرهاب، لافتًا إلى أنه عندما يرى مواطنًا مصريًا يُهان داخل أقسام الشرطة، فمن حقه وقتها أن يطالب بتصحيح هذه الأمور لأنه بذلك يفيد وزارة الداخلية والدولة المصرية. وتابع: "أقول للمصريين مؤسسات الدولة المصرية ستكون قوية وناجحة وخالية من الفساد، أريد أن يكون كل موظف حكومي له أجر يستطيع من خلاله العيش بكرامة". وأضاف صباحي، أن البرنامج الانتخابي الخاص به منشور على موقعه الرسمي، مشددًا على أن هذا البرنامج بمثابة عقد بينه وبين من سيمنحني صوته، لافتًا إلى أن هذه النقطة يختلف فيها عن المرشح المنافس. وأشار إلى أنه لو خسر في الانتخابات الرئاسية فسيكون وقتها معارضًا بنفس الأهداف التي كان يعمل عليها لصالح المواطن والدولة. وأوضح أنه سيعمل من الأسبوع الأول على محاربة الفساد والفقر، مضيفًا أن الفساد يعتبر حربًا حقيقية ضد الفقر وسيعمل على إزالته تمامًا، لافتًا إلى أن الفقراء وعمال اليومية والمرأة المعيلة يجب أن تكون لهم شبكة اجتماعية تحميهم. وشدد على ضرورة تحسين الصحة والتعليم بشكل يليق بالمصريين ويرتقي بهم ويخدمهم، موضحًا أنه سيتحرك للقضاء على الفساد بدءًا من اليوم الأول من فوزه في الانتخابات، مؤكدًا أن هناك من ينهب الكثير من أموال مصر بالقانون. وأكد المرشح الرئاسي أن الشعب المصري سيشعر بتغيير من أول يوم إن أصبح رئيسًا للبلاد، موضحًا أن نتائج هذا التغيير ستتحقق وفقًا للبرنامج الذي يضعه. وأوضح أن شرعية صندوق الانتخابات يحددها الشعب في حالة خروجه على الرئيس، مؤكدًا أنه سوف يستجيب إذا خرج الشعب للإطاحة به وسيدعو لانتخابات مبكرة. وأكد صباحي، أن برنامجه في الانتخابات السابقة كان يطالب بضرورة وجود ضريبة على الثروة لمرة واحدة يتم تحصيلها من الأغنياء للمساهمة في الوصول للعدالة الانتقالية. وأضاف صباحي، أنه جلس مع رجال أعمال وينظم خلال الفترة المقبلة لجلسات أخرى معهم، مشددًا على أنه لا تأميم لشركات رجال الأعمال، موضحا أنه سيدعم القطاع الخاص بشرطين؛ عدم وجود فساد، والخضوع لضريبة تصاعدية. وتابع: "أنا أعبّر عن فكرة ومشروع وحلم ومديون للشعب والثورة وقواها وفئاتها، وكل مرشح يأتي بناسه". وأضاف: "اللي خايفين مني بيروّجوا أكاذيب، وردي عليهم بآية قرآنية: "إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا". وقال المرشح الرئاسي، إنه صاحب رؤية شكّلها من نضال أربعين عامًا، مشددًا على أن شعب مصر قادر على تحقيق مطالب ثورتيّ 25 يناير و30 يونيو. وفي إجابته على أسئلة الشباب قال صباحي، إنه ترشّح للرئاسة بهدف تحقيق أهداف الثورة، لافتًا إلى أن الدستور يعطي الحق للرئيس للعفو عن المسجونين، معتبرًا معركة التغيير في مصر، تمر بالرئاسة أولًا، ثم الانتخابات البرلمانية مرورًا بالمحليات. وقال صباحي، إن مهمته الأساسية تتمثل في الحفاظ على جيش وطني قوي عتادًا وتسليحًا ويكون له إجماع شعبي، مشيرًا إلى أنه يجب أن تكون كل قطاعات الدولة المصرية قوية بكوادرها، مضيفًا: "مؤسسة الجيش قوية وذلك يجب أن تكون حال باقي مؤسسات الدولة"، لافتًا إلى أنه سيعمل على أن تكون جميع المؤسسات قوية تعرف مسؤولياتها وحدها دون تدخل أي مؤسسة أخرى فيها ويكون للجيش دوره الوطني فقط دون تدخل في أي عمل سياسي. وشدد المرشح الرئاسي على أنه سيكون هناك لجنة من الأمن القومي سرية، تختص بمراقبة موازنة الجيش في البرلمان، حفاظًا على الأمن القومي المصري. وقال صباحي، إن الفلاح المصري محل اهتمام خاص في برنامجه الانتخابي، مشددًا على أنه يرغب في الوصول للسلطة من أجل الحفاظ على حقوق الفلاحين، موضحًا أنه سجن من أجل تلك الحقوق من قبل، مضيفا أن برنامجه يهدف لإسقاط جميع ديون الفلاحين من أصحاب الحيازات الأقل من ثلاثة أفدنة، موضحًا أنه سيعمل على إصلاح ثلاثة ملايين فدان من خلال منظومة الري المصرية. وأشار، صباحى أن قانون الإصلاح الزراعي يعد من أفضل انجازات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، مشيرًا إلى أنه سيمنح كل شاب من فدان إلى ثلاثة أفدنة. وتابع: "سأعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية بقوة، وسأنصف الفقير، وبخصوص الغني الذي يريد أن يزداد غنى عليه أن يدفع من أمواله الخاصة". وأكد أنه لن يجامل أحد سانده، نافيًا أن يعمل على حساب الشعب المصري، وأن الشخص الرأسمالي الذي يريد أن يعمل بدون فساد، سوف يستفيد من برنامج الانتخابي حال فوزه بالرئاسة. وأضاف المرشح الرئاسي، إن كلماته ليست شعارات بل سياسات يؤمن بها ويعمل على أساسها، مشددًا على وجوب أن تتصدى الدولة للعنف بلا تصالح أو تسامح، وأن تحترم في الوقت نفسه الحق السلمي في التعبير عن الرأي قائلا: "الإرهاب بتنظيماته يخشى حرية الرأي، ولا سلطان من الدولة على صاحب الرأي السلمي". وتابع: "أنا لا أحتكر الثورة، ولا يجب تمييز الإخوان، أو التيار الإسلامي أوالماركسي أو الليبرالي، على أي أساس فكري أو تنظيمي، طالما عبروا عن رأيهم بسلمية، ولن أسمح بظلم قبطي أو امرأة على أساس طائفي أو عنصري". واعتبر صباحي، أن فض اعتصام ميدان رابعة العدوية كان قرارًا صحيحًا، مشددا على أن جماعة الإخوان تتحمل مسؤولية الدماء التي أسيلت أثناء الفض، موضحًا أن من يقتحم الميادين ويشعل النيران يخرج عن قواعد الدولة المصرية.
