أصبح يوم 9 أبريل من كل عام، هو اليوم الوطنى للتكنولوجيا النووية الإيرانية، فإيران قطعت أشواطا كبيرة فى مجال التكنولوجيا النووية السلمية، وهى تؤكد دائما عزمها على ضرورة استثمار كل الطاقات الكامنة فى الطاقة النووية، وأن رقى البلاد لن يتحقق بدون العلم والتكنولوجيا، وأن توطين التكنولوجيا النووية هى أساس صيانة استقلال البلاد ونهضتها. بدأ البرنامج النووى الايرانى فى 5 مارس 1957، عندما وقعت إيران مع أمريكا "شاه إيران وايزنهاور" اتفاقية يتم بموجبها مساعدة إيران الحصول على الطاقة النووية السلمية، مدتها 10 سنوات، حصلت إيران بموجبها على مساعدات نووية، وعلى عدة كيلوجرامات من اليورانيوم المخصب للأغراض البحثية. فى عام 1960، قدمت أمريكالإيران مفاعل أبحاث نووى قدرته 5 ميجاوات (يستخدم اليورانيوم المخصب بنسبة 93%)، كما زودتها بالعديد من "الخلايا الحارة" للتعامل مع المواد المشعة، ومع بداية عمل هذا المفاعل سنة 1967، تأسس مركز طهران للبحوث النووية .TNRC فى سبتمبر من عام 1967، زودت أمريكاإيران ب 5.5 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب، ثم تلى ذلك تزويدها بحوالى 104 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب لزوم تشغيل مفاعل الأبحاث فى مركز طهران للبحوث النووية. فى يوليو من عام 1968، وقعت إيران معاهدة عدم انتشار الأسلحة النوويةNPT ، وصدقت عليها فى 2 فبراير من عام 1970، كما وقعت إيران على اتفاقية الضمانات، والتى دخلت حيز التنفيذ فى 15 مايو 1974. بعد حرب 1973، عقدت إيران اتفاقيات مع أمريكا وروسيا وألمانيا لبناء مفاعلات نووية، وفى عام 1974 تأسست منظمة الطاقة الذرية الإيرانية Atomic Energy Organization of Iran- AEOI. فى عام 1974، وقعت ايران عقد مع معهد ستانفورد للبحوث Stanford Research Institute-SRI ، لإعداد دراسات متوسطة الامد حول الابعاد الاجتماعية والاقتصادية والصناعية للتنمية فى ايران، وقد أقرت الدراسة التى تم جمعها فى 20 مجلد، الى أن التطور الصناعى والاقتصادى فى إيران يعتمد على انتاج 20 الف ميجاوات من الكهرباء حتى عام 1995، وان السبيل الوحيد لانتاج هذا الحجم من الطاقة ينحصر فى انشاء المفاعلات النووية. فى عام 1975 تم توقيع عقد بناء مفاعلين بموقع بوشهر ( أول محطة طاقة نووية إيرانية) مع شركة KWU الألمانية، وهو مفاعل من النوع الماء الخفيف المضغوط PWR، بقدرة 1196 ميجاوات، على أن يبدأ تشغيله عام .1981 فى عام1975 اشترت إيران حصة السويد 10%، فى شركة EURODIF يوروديف لتشغيل محطة تخصيب اليورانيوم فى فرنسا، وهى شركة مساهمة (فرنسا، بلجيكا، أسبانياوالسويد)، والتى تم تشكيلها عام1973 ، وبمقتضى ذلك تحصل إيران على حصة من انتاج الشركة من الوقود النووى، وكذلك تشارك إيران فى تطوير التكنولوجيا الخاصة بتخصيب اليورانيوم. فى عام 1976، وقع عقد مشترك بين إيران وبريطانيا وفرنسا، لتقديم دراسات لبناء منشآت نووية فى اصفهان لدورة الوقود النووى. فى عام 1976، وافق الرئيس الأمريكى "جيرالد فورد" على تزود إيران باليورانيوم عالى التخصيب كوقود لمركز أبحاث طهران النووى. فى عام 1976، وافقت دولة جنوب أفريقيا على تزويد إيران ب "كعكة اليورانيوم الصفراء" Yellow Cake، فى مقابل قيام إيران بتمويل عملية بناء محطة لتخصيب اليورانيوم فى جنوب أفريقيا. فى 13 مايو 1977، وافقت فرنسا على بناء مفاعلين نوويين، قدرة الواحد 900 ميجاوات، فى دار خوين بالقرب من مدينة الأهواز، وفى 16 يونيو 1977، قامت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بمنح مبلغ يقدر ب 2 مليار دولار للشركات المشاركة فى المشروع، للبدء فى انشاء المفاعلين. فى 10 يوليو من عام 1978، وافق الرئيس الأمريكى "جيمى كارتر" على بناء 8 محطات للطاقة النووية فى إيران بتكلفة إجمالية 10 مليارات دولار. من خلال هذا الجزء من المقالة، نستطيع ان نقول، أن الدول التى تعارض إيران حاليا فى الحصول على التكنولوجيا النووية السلمية، هى نفس الدول التى كانت تساعد إيران فى نفس المجال. وكذلك نرى، أن الولاياتالمتحدةالامريكية كانت أول دولة شجعت إيران للحصول على التكنولوجيا النووية وساهمت في نقلها وانشائها. والى أن نلتقى فى الجزء الثانى، اترككم فى رعاية الله. * نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق