أتفق المشاركون في مؤتمر "حضارات في خدمة الإنسانية"، من منظمات دولية، وشخصيات سياسية وقيادات دينية، ومراجع فكرية، ممثلين للعديد من الأديان والمعتقدات والمذاهب والجماعات في العالم، والمجتمعون بالمنامة، عقب اختتام أعمال مؤتمرهم في مملكة البحرين، على آفات التعصب والكراهية والتطرف والإرهاب، حتى يستمر العالم في بناء علاقات إنسانية متوازنة ترتكز في جوهرها على الإنسان. وجاء ضمن أبرز النقاط التي تضمنها "إعلان البحرين" الصادر عن المؤتمر الذي اختتم أعماله أمس، "إن جميع أشكال خطابات الكراهية هي ممارسات منافية لحقوق الإنسان، تتعارض مع المدنية وتجافي الحضارة، فهي تصدر عن علاقة بالآخر يحولها الجهل به إلى كراهية، وهي لا تؤدي إلا إلى الإقصاء والتمييز، والتشجيع على التعصب والتطرف والإرهاب، والدعوةِ إلى الانغلاق بدل الحوار، والعنف بدل السلام، والتباغض بدل التعاون والتحالف". وحول استغلال الدين سياسيا، أكد الإعلان على: "أن الاستغلال السياسي للأديان والحضارات بالتشجيع على تكريس العقليات الفئوية والعنيفة وغير المتسامحة هو مدخل للتشويش على الحوار الضروري لكلّ مجهودات التضامن الحضاري تحت راية القيم المشتركة، وطريق للتدخل في الشؤون الداخلية للمجتمعات والدول ذات السيادة، وتعطيلٌ للتنمية، وغلق لأبواب التطور السياسي الطبيعي للمجتمعات بتكريس منطق التصلب والمغالبة وأشكال المحاصصات السياسية، بدل منطق التسامح والتعاون والولاء المشترك للوطن". كما دعا المؤتمر إلى أن تعمل السّياسات الوطنية والمحلية في كل أنحاء العالم، ومن خلال برامج التربية والثقافة والمقاربات الإنمائية التي ترتكز على حقوق الإنسان في ضوء الاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب، ومن خلال المنظومات التشريعية، والسياسات التنموية عامة، على التلاؤم مع غايات الحوار الحضاري. يذكر أن المؤتمر جاء بناء على مبادرة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، الساعية إلى بناء تحالف حضاري تتلاقى فيه الإنسانية في منظومة القيم المشتركة وتواجه به آفات التعصب والكراهية والتطرف والإرهاب.