فى كل ليلة، تجتمع الحاجة ريا حماد أمام شاشات التليفزيون مع أحفادها من أبناء عائلة أبوفردة فى الشيخ زويد، ليشاهدوا معاً حلقات مسلسل الاختيار، الذى جرت أحداثه الحقيقية أمام عيون أبناء شمال سيناء، فعانوا من جرائم العناصر التكفيرية، ما أثار شجون الحاجة «ريا»، التى تجاوز عمرها المائة عام، حسبما قال أحد أحفادها ل«الوطن». تصر الحاجة «ريا» على متابعة المسلسل بعد موعد الإفطار يومياً، لتشاهد الشهيد أحمد المنسى، فتذرف الدموع عليه، وتدعو له وجميع شهداء القوات المسلحة وأبناء سيناء بالرحمة، وتلعن التكفيريين، وتحكى لأحفادها الكثير من الأحداث والحروب التى عاشتها وعانت منها، حسبما تسعفها ذاكرتها، ثم تصلى العشاء وتنام. "ريا": عاصرت جميع الحروب من 1948 إلى 1973 الحاجة «ريا» قالت ل«الوطن»: «لم أر فى جميع الحروب التى عايشتها فى أعوام 1973 و1967 و1956 و1948، بالإضافة للاستنزاف، أفعالاً مثلما فعل التكفيريون فى أبناء دينهم ووطنهم»، ثم تدعو بالنصر القريب والتخلص منهم، مضيفة: «مسلسل الاختيار أعاد لأبناء سيناء كرامتهم، وكشف عن دورهم البطولى فى الوقوف بجانب الجيش والشرطة فى الحرب على الإرهاب». ترى «ريا» أن ما عرض فى المسلسل هو جزء بسيط من انتصارات الجيش، وتقول: «رأينا بأعيننا هذه الانتصارات، ونتمنى أن نرى مسلسلات أخرى بالطريقة نفسها، ليعرف كل أبناء الوطن كيف واجه الجيش مخططاً كبيراً، ونجح فى الانتصار بعزيمة الرجال». أما حفيدها، مروان أبوفردة، فقال إن المسلسل يوضح حقيقة العناصر التكفيرية الذين ابتليت بهم أرض سيناء الطيبة المباركة، مضيفاً: «قدم أبطال القوات المسلحة تضحيات وبطولات كبيرة على هذه الأرض المباركة، وشهدت سيناء عمليات نوعية كثيرة ومداهمات ضد التكفيريين ممن لا دين أو ملة لهم». "أبوفردة": أبناء سيناء شهدوا بأعينهم جرائم الإرهاب ويتذكر «مروان»: «رأينا بأعيننا ما أقدم عليه التكفيريون من جرائم قذرة وقتل وتنكيل وتقطيع وتبشيع وتشويه وتمثيل بالشهداء، وحرق وتدمير لمزارعنا وبيوتنا، لهذا فإن مسلسل الاختيار كان الوسيلة الأهم لتوصيل رسالتنا، وكشف ما قام به الجيش المصرى والمواطنون الشرفاء». وقال حسن صقر، أحد أبناء الشيخ زويد: «كانت للبطل الشهيد أحمد منسى العديد من البطولات فى كل شبر من أرض سيناء بالتعاون مع أبنائنا المتعاونين، فما فعله أبناء القوات المسلحة فى سيناء فوق الخيال، كما أنصف المسلسل أبناء المحافظة، وأوضح دورهم البطولى، فالأجيال الحالية التى تصدت للمخطط الإرهابى من أبناء الأجيال هى التى رفضت تهويد سيناء فى مؤتمر الحسنة قبل أكثر من 40 عاماً». محمد أرميلات، أحد أبناء رفح، قال إن «الاختيار» أوضح كثيراً من الحقائق حول ما شهدته سيناء من أحداث خلال السنوات الأخيرة، وإن لم يكن جميعها كاملة، مضيفاً: «القوات المسلحة أجهزت على شراذم التكفيريين فى العريش وضواحيها والشيخ زويد وقراها ورفح وقراها، ونجحت فى القبض على كثير منهم، والتخلص من خلاياهم النائمة، وهى بطولات لم يسعف الوقت المسلسل ليسردها كاملة، لكن يعرفها كل أبناء سيناء، لأنهم كانوا شهوداً عليها». وترى شيرين البيومى، مدير العلاقات العامة فى هيئة التأمين الصحى بمدينة العريش، إن المسلسل أوضح الدور البطولى للجيش المصرى فى سيناء، فظلوا عيوناً ساهرة لحماية المواطنين، مع الحرص على سلامتهم، مضيفة أن «المسلسل كشف الدور الحقيقى لأهالى سيناء، وحجم ما بذلوه من تضحيات للقضاء على الإرهاب، كما جسد مواقف وأحداثاً رأيناها فى الحقيقة». عبدالقادر مبارك، أحد أبناء قرية الروضة، التى نفذ فيها التكفيريون جريمة الهجوم على أحد المساجد أثناء صلاة الجمعة، قال إن ما عرض فى المسلسل عن حياة المنسى وبطولاته فى سيناء هو قليل من كثير، «فالمنسى كان أسطورة بمعنى الكلمة، وإن كان صناع المسلسل لم يركزوا على بعض الأحداث المهمة، ومنها علاقة المنسى بسالم أبولافى»، مضيفاً: «شارك أبناء قرية الروضة فى هذه البطولات، وكان صبرى أبوجرير، الذراع اليمنى للمنسى». أما عيد ترابين، من قرية البرث، التى استشهد «المنسى» على أرضها، فقال إن «الشيخ سالم أبولافى الذى ظهر فى مسلسل الاختيار بصحبة المنسى، هو شخصية حقيقية تكشف جانباً من تضحيات أبناء سيناء، ومشاركتهم القوات المسلحة والشرطة فى ملاحقة العناصر الإرهابية، وهى رسالة تقطع الطريق على كل من يشكك فى دور أبناء سيناء من أبواق الإرهاب والقنوات المأجورة». وأضاف أن «أحدا لم يطلب من سالم أبولافى التعاون مع المنسى، لكنه توجه بنفسه إليه، وعرض عليه كل ما يملك لدعم الجيش فى مواجهة التكفيريين»، مشيراً إلى أن «مسلسل الاختيار أظهر جانباً غائباً عن الكثيرين بشأن وطنية أبناء سيناء، فكان بإمكان سالم أبولافى أن يعيش بما لديه من أموال فى أى مكان يريد، إلا أنه لبى نداء الوطن، مثل كثيرين من أهالى سيناء». وقال محمد حنتوش، أحد أهالى الشيخ زويد: «كنا نسمع اتهامات لأهالى سيناء بأنهم يدعمون الإرهابيين، ولم نكن نعرف كيف نرد على ذلك، خاصة أنها تنتشر على صفحات التواصل الاجتماعى، حتى جاء المسلسل ليوضح الكثير من الحقائق بشأن وطنية السيناوية، ويؤكد تقدير أجهزة الدولة والقائمين على الإعلام لدور أهالى سيناء فى الحرب على الإرهاب». خالد قويدر، أحد أهالى العريش، يقر بأن كثيراً من الاتهامات الموجهة للسيناوية كانت تسبب جرحاً فى نفوسهم، خاصة اتهامات دعم الإرهاب والتهريب، لكن جاء مسلسل الاختيار ليُظهر الكثير من الحقائق، على حد قوله، «منها الدور البطولى لأهالى سيناء، ما يجعلنا نرفع رؤوسنا عالياً». واعتبر «قويدر» أن إظهار تعاون أبناء سيناء مع القوات المسلحة فى مواجهة التكفيريين هو إظهار للحق، مؤكداً: «نحن سرنا على نهج آبائنا الذين رفضوا المخططات الصهيونية لتدويل سيناء قديماً، بينما رفضنا نحن مخطط الإرهاب للسيطرة عليها».