تصاعدت الأزمة بين قيادات التنظيم الدولى للإخوان، بعد تصريحات راشد الغنوشى، عضو مكتب الإرشاد العالمى، زعيم حركة النهضة الونسية، التى وجه فيها نقدا لاذعا لإخوان مصر، ووصفهم أنهم فقدوا الحكم بطريقة "صبيانية". وكشف معتز إبراهيم، كادر إخوانى، عن أن انتقاد "الغنوشي" لقيادات الإخوان تسبب في إحراج للقيادات بالخارج، ما دفعهم لتوجيه اللوم له على رسالته التي خرجت للإعلام، ما جعل "الغنوشي" يزداد غضبه على "إخوان مصر"، وقرر ترك الحرية لهم ليتصرفوا كيف يشاؤون بعد فقده الأمل فى تغيير طريقتهم فى التعامل مع الأزمة الحالية. وقال إبراهيم ل"الوطن" إن "الغنوشى" انتقد جميع قيادات الإخوان بالخارج في آخر زيارة له بقطر واتهم محمود حسين، أمين الإخوان، بتدمير القضية الفلسطينية والدولة المصرية بسبب إصرارهم على المضي قدما فى الصدام مع الدولة ودفع حماس إلى توقيع اتفاق مصالحة مع حركة فتح على غير رغبتها، مشيرا إلى أن قيادات حماس في اجتماع "الغنوشي" في الأسابيع الماضية في الدوحة اتهموا الإخوان في مصر بالتسبب في الأزمات الخارجية التي لحقت بالقضية الفلسطينية. وقالت مصادر إخوانية، إن رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركى، نقل ل"الغنوشى"، غضبه من تسريبه رسالته فى اجتماع التنظيم الدولى لوسائل الإعلام، وطالبه بنفيها، على الرغم من أن الرسالة تضمنت بعض الأمور التى سبق أن اعترف بها "الغنوشى" بنفسه فى أكثر من حوار صحفى، ما جعله يضطر إلى إصدار بيان عبر مكتبه ينفى فيه توجيه انتقاد لإخوان مصر. ونفى أحمد وهدان، ما تردد عن اختيار والده الدكتور محمد وهدان، عضو مكتب الإرشاد الهارب، فى منصب القائم بأعمال مرشد الإخوان، وأكد ما انفردت "الوطن" بنشره منذ أشهر، بإن الدكتور محمود عزت، هو مرشد الإخوان المؤقت. من جانبها، كشفت مصادر ل"الوطن"، عن أن "عزت" أرسل تعليمات للمهندس عبدالناصر عبدالفتاح، مسؤول الإخوان فى مصر، وحسين إبراهيم، عضو مجلس شورى الإخوان، وماجد الزمر، القيادى بالتنظيم، عبر مسؤولي الاتصال في مصر، بالبدء في إنشاء حركات سياسية جديدة لإعادة التنظيم في شكل جديد، تعمل لإسقاط النظام. وأضافت المصادر، إن الحركات ستنقسم إلى فريق يظهر معارضته للإخوان، ويتصدرها عدد من الشباب يعلنون تبرأهم من التنظيم، والأخرى يكونها شباب من الخلايا النائمة، لإظهار أن هناك حركات انضمت إلى الإخوان في مطالبتهم بإسقاط النظام، وستعمل جميع الحركات على زيادة الاحتقان في الشارع ضد الحكومة، بعد خفض الدعم وارتفاع الأسعار. وتابعت: "عدد من شباب الإخوان بدأوا التنسيق مؤخرا مع حركة 6 أبريل، بعد حظرها لتوحيد الجهود ضد عبدالفتاح السيسي، المرشح في الانتخابات الرئاسية"، لافتة إلى أن التنظيم أعاد هيكلة بعض قواعده الداخلية الأيام الماضية، وكلف بعض شبابه بتولي مسؤولية التنظيم، للحد من حالة الاحتقان تجاه القيادات، بعد فشلها في إدارة الأزمة، من بينهم إسلام توفيق، الذى كلف بتولى مسؤولية الاتصال داخل التنظيم. وأشارت المصادر إلى أن "وهدان"، يتواجد فى المنيا حاليا، ومكلف بتولى إدارة العمليات الإرهابية ضد الشرطة، ويلازمه أحد المساعدين الذي جرى اختياره بعناية فائقة حتي يستطيع التخفي عن أعين الأمن، ويعتمد على المراسلات الشفهية بين مساعديه وقيادات الإخوان خلال المظاهرات. وعلمت "الوطن"، أن مكتب التنظيم الدولي للإخوان في لندن، أرسل للحكومة البريطانية ما أطلق عليه "إعلان لندن الإسلامي للتعايش والسلم في إطار مجتمع تعددي"، في محاولة منه لمغازلة حكومة ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، بعد قراره مراجعة أنشطة الإخوان في "لندن". وقال التنظيم في إعلانه: "مبادئنا الأساسية في رؤيتنا الإسلامية للتعايش السلمي والتعاون في مجتمع متعدد الثقافات والديانات والأعراق والاعتقاد، أن أرواح غير المسلمين وأموالهم وأعراضهم معصومة، ونحن نحترم قوانين البلاد ونتجنب الإضرار بها، ونبتعد عن كل أساليب الكسب الحرام، ونرى أن المجتمعات الغربية القائمة اليوم بما توفر فيها من حقوق وحريات وأنظمة ديمقراطية سمحت للمسلمين بفرص التدين، ليست مجتمعات حرب، وإنما مجتمعات دعوة وعهد، وواجب على المسلمين الوفاء بمقتضيات عهد الأمان".