"إنني لا أريد في تلك المقارنة أن أقارن بين مصر و أمريكا، ولكن أقارن بين مؤسستان يمثلان تياران داخل المجتمع الأمريكي سيطر عليهما عائلتان، وبالتالي أصبح التناطح بينهما عائلي، وفوز أحدهما على الآخر امتداد لفوز العائلة بالكرسي، فمعظم الرؤساء الأمريكان في الفترة الأخيرة أبناء عمومة أو أبناء عائلة واحدة على الأقل". في مقال في ال "CNN" ورد نقدًا شديدًا لعائلتان، حزبان سياسيان عائلة بوش، وعائلة كلينتون، وقال بالحرف الواحد "من الصعب أن نفهم عمق تأثير (بوش - كلينتون) على السياسة الأمريكية. على مدى 32 عامًا، هناك إما بوش أو كلينتون في البيت الأبيض، وفي 2016 ربما تتنافس العائلتان على الرئاسة "جيب بوش" مقابل "هيلاري كلينتون" في المواجهة. ففي مقابلة حصرية ل "CNN" مع نيل بوش، شقيق جيب، أوضح أن والده (جورج بوش الأب)، يريد لابنه أن يخوض الانتخابات، بغض النظر عما قالته زوجته "لو سألت والدي نفس السؤال، هل سيخوض "جيب" الانتخابات، سيقول نعم"، وعندما سأل مرة ثانية إن كان بوش الرئيس ال41 لأمريكا بالتحديد يريد أن يخوض ابنه الانتخابات أجاب نيل "نعم.. سيقول نعم". هل سأله نيل بنفسه؟ لا، ولكنه يعتقد "أنه سمعه يجيب عن هذا السؤال"، وحتى الآن هذا أقرب ما يمكن الوصول إليه في تفكير العائلة. قلق "باربرا" بوش هو أن هناك "عائلات أخرى" غير عائلة بوش يمكنها أن تحكم، وربما يكون حرمانًا للعائلة، ولكنه موضع اهتمام عام في عالم السياسة. إذا ما أنهينا وجود سباق رئاسي بطريقة مناسفة سلالة حاكمة واحدة لسلالة أخرى، ستقول هل هذه هي أمريكا، أم إنها الامبراطورية الرومانية في أيامها الأخيرة؟. هذا ما يحدث في أمريكا الآن، والكل في عالم السياسة يتكلم أن المقارنة ظالمة بين مصر و أمريكا، ولكني سأنظر لها من منظور آخر، وهو المؤسسة العسكرية من جهة، والتيار الأيدولوجي الديني من جهه أخرى، وسأتحدث عنهم كعائلتين يتم تربية الأفراد داخلها على نفس الإسلوب تقريبًا، أي على السمع والطاعة، والانصياع لمصلحة العائلة، وتكييف المصلحة العائلية لتصبح هي المصلحة الوطنية، والمدهش أن الشعب المصري مدرك بفطرته لتلك العائلتين، ويبدو أنه حسم أمره من البداية باختيار واحد، وإن تغير لفترة فسرعان ما عاد لتصحيح مساره، والعودة إلى العائلة الأكثر قدرة على إدارة الأمور من وجهة نظرة. أما الأحزاب السياسية التي تقف لتتفرج على المشهد من بعيد تنتقده وتسخر منه، وتلعنه أحيانًا أخرى لم يحين لها أن تدخل المعترك؛ لأنها ببساطة لم تندمج مع الشعب، لم تعرف مطالبه الأساسية، لم تعمل على إيجاد حلول جذرية، ولكنها ملئت الأرض صراخًا وعويلًا عما يجب، وكيف يكون ولم تتحرك بين الناس للتغيير إلى متى تظل الأحزاب المصرية في الظلام، متى تخرج للنور، متى تتغير الأمور.