- "إسمك إيه؟ - اللمبي - عندك كام سنة؟ - مش عارف، بس عايش بقالي كتير" في دنيا الاعمال هناك مفهوم يتم ذكره في كل الصناعات تقريبًا وهو مفهوم القيمة المضافة حتى في الأنشطة المهنية، ويشير مفهوم القيمة المٌضافة إقتصاديًا إلى الفرق بين ثمن بيع سلعة ما، وبين تكلفة المواد الداخلة في صناعتها أو بعبارة أخرى هو مقدار الزيادة في قيمة السلعة عن قيم مكوناتها منفردة. فمثلًا إذا إفترضنا أن لدينا أربعة أشياء وهي: لبن، بيض، سكر، ودقيق، ثم قلت لك تناول ما تستطيع تناوله من هذه الاشياء، دون إحداث أي تغيير عليها، فبكل تأكيد ستتناول اللبن والسكر، أما الدقيق أو البيض فلا يمكن تناولهما إلا بإحداث تغيير مٌناسب ليصبحا صالحين للأكل، ولنفترض أننا وبإستخدام بعض الإضافات قمنا بتحويل هذه المقادير إلى "كيكة"، عندها ستستطيع تناول كل هذه المقادير، القيمة المضافة هنا هي التي حولت المقادير الاربعة إلى شئ آخر يتم بيعه في المحلات بأكثر من أثمانهم جميعًا. والسؤال الآن، أين "الكيكة" التي ستقدمها أنت؟! غالبية البشر يولدون بنفس الأعضاء، وبنفس المخ، وكذلك يولدون بملكات ومهارات تميزهم عن غيرهم، بالإضافة إلى تلك المهارات التي نكتسبها في رحلة الحياة، إذن كلنا لدينا المقادير التي تنتظر فقط القيمة المٌضافة، القيمة المضافة هي التي سيذكرك بها أبناءك وربما أمُتك كلها، القيمة المضافة هي البصمة التي ستضعها أنت في هذه الحياة. لا تتصور أن من لهم دور في الحياة هم فقط من صعدوا للقمر، أو قدموا اختراعات جبارة للبشرية، هؤلاء بكل تأكيد قد أضافوا أشياءً هامة، وكانت لهم بصمات لا ينساها التاريخ ابدًا، ولكن الأمر لا يقتصر على هؤلاء فقط، فكل إنسان مهما كان دوره يستطيع أن يترك بصمة فالمعلم على سبيل المثال هو المٌربي والقدوة، وله أن يترك بصمة في كل طفل يتعلم على يديه سيصبح يومًا ما من المشاركين في بناء المجتمع، وربما هذا الطفل هو من سيقدم تجارب شبيهة بالصعود للقمر بما تعلمه منك من أخلاق ومن علم؛ لذلك لا تستصغر شيئًا مما تفعل، وحدد رسالتك في الحياة. اللمبي عندما أجاب في الفيلم: عايش بقالي كتير، أشار بذلك إلى حياة طويلة أو قصيرة، ولكنه لم يٌقدم فيها أي شيء، فبالتالي لم يشغل باله أن يعد السنوات التي عاشها، فهو لم يقدم قيمة مٌضافة للحياة، القيمة التي هي دائمًا (+1) .. فهي قيمة تٌضاف للشيء فتجعله أفضل. شوف يا لؤي، دي آخر مقالة قبل أجازه مؤقتة من الكتابة 3 أسابيع تنتهي يوم 22 مايو.. لا مفيش حاجة يا جماعة كنت بفكر نفسي بالأجازه، نتقابل يوم 22 مايو إن شاء الله.