على وقع مزيد من الشائعات اليومية، تكثف الأحزاب السياسية جهودها للتصدي لهذه الظاهرة بالتوعية وتوضيح الحقائق للمواطنين وحثهم على عدم الانسياق وراء الأكاذيب التي تهدف إلى زعزعة استقرار الوطن. وترافق جهود الحكومة المصرية الاحترازية المكثفة لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد والحد من تداعياته الاقتصادية، وباء معلوماتي من التضليل على مواقع التواصل الاجتماعي يرمى لإرباك خطة الدولة لمجابهة المرض. وبحسب الأرقام الرسمية، سجلت مصر حتى أمس الخميس 2673 إصابة بفيروس كورونا، بينها 596 حالة شُفيت، وخرجت من مستشفى العزل، و196 حالات وفاة لمصريين وأجانب. ويقول المستشار بهاء أبوشقة رئيس حزب الوفد، إن أعداء الوطن يستغلون ظروف أزمة كورونا الراهنة ويبثون سمومهم في المجتمع من خلال ترويج الشائعات بهدف إرباك الدولة المصرية عن خطتها لمكافحة الوباء. ويضيف أبوشقة ل"الوطن"، أن الحزب في إطار الدور المجتمعي الذي يقوم به في أزمة كورونا يوعي المواطنين بعدم الانسياق وراء هذه الشائعات واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، مشيراً إلى أن الحزب منذ أن ضرب فيروس كورونا العالم كله وهو يوضح حقيقة المرض للمواطنين. ويشير إلى أن الحزب دشن غرفة عمليات مركزية للرد على استفسارات المواطنين حول فيروس كورونا، وتوعيتهم بعدم الارتكان إلى الشائعات، ولا لآراء المغرضين الذين يتعمدون إصابة الناس باليأس والإحباط. ويرى أبوشقة أن هناك متربصين بالدولة المصرية يتفننون فى بث ونشر الأكاذيب سواء من خلال منصات إعلامية في الخارج أو على مواقع التواصل الاجتماعى، بهدف تضليل الناس وإحداث نوع من العداء للمشروع الوطني للبلاد. ويعتبر أبوشقة أن ظاهرة الشائعات ترهق الحكومة بالرد والنفي على من أطلقوا الشائعة، وفي هذا إثارة للغط والفوضى، وهذا هو المطلوب الذي يقصده المتآمرون الذين يطلقون الأكاذيب بهدف إرباك الدولة وإصابة الناس باليأس والإحباط. وعن سبل مكافحة هذه الظاهرة، يؤكد أبوشقة أن انتشار الشائعات سلاح مواجهته هو تعطيلها بالتوعية وتوضيح الحقائق، مشدداً على أنه قد مر زمن عدم المصارحة، وعلى الجميع التصدي لهذه الأكاذيب التي تهدف إلى التشكيك ونشر الفوضى. وعلى خط مواجهة نشر المعلومات المضللة عن فيروس كورونا، يقول الدكتور صلاح حسب الله، رئيس حزب الحرية، إنه يجب على جميع القوى السياسية التكاتف خلف الدولة في هذه الأزمة والقيام بالدور المجتمعي في التوعية ورفع ثقافة المواطنين للحد من انتشار الشائعات التي تستهدف إثارة الذعر وإحداث الاضطربات في المجتمع. ويضيف حسب الله ل"الوطن"، أن الدولة المصرية تقدم نموذجا متميزاً في إدارة أزمة كورونا ما أثار حقد أعداء الوطن الذين أطلقوا صراح الشائعات التي ترمي لزعزعة جهود الحكومة في مكافحة الوباء. ويشير إلى أن الحزب يتصدى لهذه الشائعات بتوعية المواطنين وهناك خط ساخن للتواصل مع الناس والرد على استفساراتهم حول فيروس كورونا وتوضيح الحقائق، وحثهم على دعم الدولة بالالتزام بالإجراءات التي تتخذها لمواجهة المرض. وتعزو الباحثة ليزا ماريا نيوديرت، المتخصصة في وسائل التواصل الاجتماعي بجامعة أكسفورد البريطانية، الانتشار السريع للشائعات والمتزايد حول فيروس كورونا، إلى هناك من يريد تحقيق مكاسب سياسية على حساب عرقلة جهود الدول لإنقاذ الأرواح من فيروس كورونا من خلال بث معلومات مضللة وأكاذيب للتهويل من المرض مما يثير الذعر بين المواطنين. وتضيف نيوديرت ل"الوطن"، أن مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت بقوة في سرعة انتشار الشائعات، وهنا يأتي دور الدولة والمؤسسات في التصدي لهذه الأكاذيب بسرعة توضيح الحقائق للمواطنين وتوعيتهم بضرورة التحقق من صحة المعلومات القائمة على نظريات المؤامرة، فضلاً عن إعلان الخطوات التي تتخذها لمجابهة فيروس كورونا أولا بأول.