عجيب أن يحشر المسئولون «منخارهم» فى مسألة لا علاقة لهم بها.. هكذا فعل نظام «المخلوع» حتى سقط، وكذلك يفعل ورثة سلطته وسلطانه من الإخوان. والمسألة تتعلق بختان «الإناث»، تلك المشكلة التى شغلت سيدات حكومات المخلوع المتعاقبات، بالإضافة بالطبع إلى «ست البيت»! أكيد سمعت عن الملايين التى صرفت -أيامها- فى حملات سمّوها «توعوية» من أجل نصح أفراد الأسرة المصرية بخطورة ختان الإناث. ويوم أن أعلنت لنا تقارير الحكومة -التى لا يؤمن أعضاؤها بالختان- أن هذه العادة فى طريقها إلى الانقراض لتصبح ظاهرة ديناصورية، خرجت علينا الدكتورة مشيرة خطاب وزيرة الصحة والسكان آنذاك لتعلن أن الحكومة قررت أن يكون هناك عيد للختان، يضاف إلى مجمل أعيادنا القومية التى نحتفل فيها بإنجازات الحكومة، خصوصاً بعد أن أعلنت الوزيرة أن قرية «القلعة» وقرى أخرى بمحافظة قنا «سترت» نفسها بمناهضة الختان! قامت ثورة.. وذهب المخلوع برجاله وستاته إلى غير رجعة، وخلّف من بعده «الوريث الإخوانى» الذى أراد أن يحشر «منخاره» هو الآخر فى تلك المسألة، ولكن بطريقة عكسية. فهذه المرة أصبح الختان «شغلة الرجالة»، وبدلاً من المنع رفع شعار «الإباحة». فلم تكد تمضى شهور قليلة على «تسلطن» الإخوان فوق مقاعد الشعب والشورى حتى أعدوا العدة وجهزوا الشىء لزوم الشىء وتنادوا فيما بينهم وتجمعوا فى قافلة أعلنوا عن تحركها إلى محافظة المنيا للجهاد ضد «الختان»، ورفعت قرية أبوعزيز -إحدى قرى المحافظة- اليافطات التى تزف البشرى وجهوزية «العدة» فى أيدى الإخوان. هنا قامت «قومة» وزارة الصحة و«رقع» المسئولون بها التصريحات الصارخة لينبهوا «إخوان الختان» إلى أن هناك قانونا يجرّم «العملية»! بصراحة كده شغلة «الختان» دى شغلة الحكومات «الفاضية» والقوى السياسية اللى مش لاقية شغلة تشغلها.. وعيب «أوى» أن يكون هذا الموضوع أولوية من أولويات أى مسئول حزبى أو حكومى أو برلمانى، ولا بد أن تلاحظ «الجماعة» أنه «نحس» المخلوع وذهب بحكمه عندما تمسك بتجريمه، وكل الخوف أن «ينحس» الإخوان أيضاً ويذهب بريحهم إذا ربطوا دماغهم على إباحته. قانون التجريم لن يمنع من «الختان» وقوافل الإخوان لن تؤدى إلى إقناع غير المقتنعين والمقتنعات ب«ختان بناتهم»؛ فالمواطن فى هذا الموقف هو سيد قراره. من الخيبة القوية أن يطّلع البعض على عصر المخلوع فيجد أن أبرز موضوع فيه كان «منع الختان»، ثم يراجع المشهد -بعد الثورة- فيجد أن مسألة «إتاحة الختان» «شغلة» من شغلات الإخوان، ليخرج الموضوع من دائرة «البكاسة» إلى دائرة «الغتاتة». وقديماً أتى «عيل» وقال لأبيه: علمنى تباتة الصدغ! فقال له الأب ناصحاً: «تعالى» فى الهايفة واتصدر!