شنت أجهزة أمنية أردنية حملة اعتقالات واسعة أمس طالت عشرات النشطاء من مدينة الطفيلة الواقعة جنوب العاصمة عمان بعد مسيرات شملت شعارات غاضبة طالت ملك الأردن عبدالله الثانى وعقيلته الملكة رانيا. وقال شهود عيان إن «السلطات أطلقت أمس الغاز المسيل للدموع والرصاص الحى لتفريق نحو 60 متظاهراً بعد أن رددوا هتافات مناوئة للعاهل الأردنى». وقال ناشط من الطفيلة، رفض ذكر اسمه، كان مشاركاً فى التظاهرة الاحتجاجية، إنه «بمجرد أن بدأ النشطاء فى استخدام كلمات مثل «القصر الملكى» و«النظام» هاجمتهم الشرطة واعتقلت نحو 20 ناشطاً». وبحسب عدد من الناشطين، فإن قوات كبيرة شاركت فى الاعتقالات منها قوات تابعة لجهاز المخابرات وأخرى لملثمين تابعين لقوات خاصة من مرتبات الدرك الأردنى. وإثر ذلك تجمع المئات أمام مبنى محافظة الطفيلة وأعلنوا اعتصاماً مفتوحاً حتى الإفراج عن المعتقلين. ويعتبر حراك مدينة الطفيلة وحيها فى عمان الأعلى سقفاً فى الشعارات فى الحراك الأردنى، وباتت مسيرة المدينةالجنوبية حدثاً أسبوعياً ثابتاً منذ مايو 2011 عندما اعتقلت أجهزة الأمن نشطاء عرقلوا زيارة لرئيس الوزراء آنذاك معروف البخيت للمدينة الجنوبية. وقال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامى حمزة منصور ل«الوطن»: «معظم هؤلاء الناشطين والمعتقلين لا ينتمون لأى تيارات سياسية.. لكن الأوضاع المتردية هى التى دفعتهم للخروج ضد الملك والحكومة، وما قامت به الأجهزة الأمنية بحقهم يتطلب وقفة حقيقية من كل القوى السياسية». ومن ناحية أخرى، أعلنت الهيئة المستقلة للانتخابات عن تمديد فترة التسجيل للانتخابات النيابية المقبلة حتى نهاية شهر سبتمبر الجارى فى كافة مناطق المملكة وسط استمرار المقاطعة من جانب الحركة الإسلامية والجبهة الوطنية للإصلاح والقوى والحراكات الشعبية والشبابية لتلك الانتخابات التى تعهد العاهل الأردنى بإجرائها قبل نهاية العام الجارى. وتطالب تلك القوى بتعديل قانون الانتخابات بإلغاء نظام الصوت الواحد وإقرار قانون انتخاب مختلط 50% قائمة وطنية و50% دوائر فردية. وعلق «منصور» على تمديد فترة التسجيل فى تصريحات ل«الوطن» قائلاً: «لا نزال نتمسك بمقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة طالما لم يعدل قانون الانتخابات، ونراهن على وقوف الشعب بجانبنا». الأمر الذى اختلف معه المحلل السياسى الأردنى خالد الزبيدى قائلاً ل«الوطن»: «القوى الإسلامية ليس لديها شعبية كبيرة على أرض الواقع ومعظم دعواتهم لا تلقى قبولاً لدى المواطنين، ومقاطعتهم الانتخابات لا تؤثر على المشهد الانتخابى».