سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» فى حملة « تطهيرالمنزلة».. زغاريد فى استقبال «جمال الدين».. والمجرمون «فص ملح وداب» مراكز قوى تنشئ مناطق محظورة من «الجنكة» إلى «الجميل».. وشهود: وزير الداخلية اكتفى بمشاهدة البحيرة من الخارج
كشفت الحملة الأمنية على بحيرة المنزلة عن حجم المعاناة التى يعيشها الأهالى الذين فقدوا عملهم وأصبحوا عرضة فى كل لحظة لعمليات البلطجة من الخارجين عن القانون. «الوطن» رصدت لحظة وصول وزير الداخلية إلى مدينة المطرية على البحيرة، الذى استقبله الأهالى بالزغاريد والتهليل على أمل أن تنجح الحملة فى إنهاء معاناتهم، وعلى مدار ساعة عاشتها «الوطن» داخل البحيرة، لرصد الوضع هناك على أرض الواقع، ومعرفة ما وصل إليه المجرمون من استيطان لمياه البحيرة، داخل بحيرة المنزلة كل شىء مباح ما دمت تمتلك المال والسلاح، أما الفقراء فلا مكان أو عمل لهم فى البحيرة، فالعناصر الإجرامية ومراكز القوى هناك كونوا مناطق نفوذ، محظور فيها الصيد أو حتى المرور إلا بإذن مسبق مثل مناطق، الجنكة، والجحر، والخزان، والقرعة، والليسة، ولاجين، ودشدى، والعجايبة، وكلية الشرطة، والجميل، التى كانت محمية طبيعية وتحولت بفعل الانفلات الأمنى الذى شهدته البلاد بعد ثورة 25 يناير إلى منطقة للبلطجة، كل شىء مباح فيها. وكان اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية، وصل عصر أمس الأول، إلى مدينة المطرية فى محافظة الدقهلية فى إطار متابعته للحملة التى تشنها الوزارة على البؤر الإجرامية فى البحيرة، واصطحب الوزير عدداً من الإعلاميين، فى رحلة تفقدية داخل البحيرة، مؤكداً أن قوات الأمن سيطرت على البحيرة، وأنه لم يتبقَّ سوى إزالة التعديات، وتوسيع مجرى المياه مرة أخرى، المشهد بدا هادئاً، جرارات تحاول إزالة التعديات فى حماية مركبين بهما عدد من الجنود المسلحين على جانبى البحيرة. قال مصدر مسئول بالمسطحات المائية ل«الوطن»، إن قوات الأمن تستخدم 15 «ونش» لإزالة التعديات التى تحتاج ما لا يقل عن 200 ونش لمدة سنتين حتى تنتهى إزالة كافة التعديات على طول البحيرة فى المحافظات الثلاث؛ الدقهلية، وبورسعيد، ودمياط. فداخل البحيرة، حياة مختلفة، مجرمون شيدوا منازل بالطوب الأحمر والطينى، فيما تنتشر «الأحراش» العالية التى يحتبئ بها المسلحون، ومسجد واحد بناه المجرمون يطلق على عليه مسجد «سيدنا محمد» داخل البحيرة، وقال أحد الأهالى إن المسافة التى اخترقتها رحلة الوزير لا تزيد عى 2 كيلومتر من الشاطئ، وإن هذه المسافة لا تمثل شيئاً بالنسبة لاتساع البحيرة الممتدة على مسافة 60 كيلومتراً، ينتشر فيها المجرمون والقتلة وقطاع الطرق، وإن الوزير يستطلع البحيرة من الخارج. بدأت قوات الأمن منذ فجر أول من أمس فى مهاجمة البؤر الإجرامية التى تسيطر على البحيرة، ولا يوجد آثار لأى من هؤلاء المجرمين، الذين فروا من أماكنهم قبل وصول الحملة، بعد أن تسربت معلومات بشأنها، واستخدمت قوات الأمن الجرارات لتجريف الأحراش الموجودة داخل البحيرة وورد النيل المنتشر بها. وأكد اللواء هشام عباس بقطاع الأمن المركزى، أحد القطاعات المشاركة فى عملية التطهير، أن حجم القوى المشاركة فى الحملة يبلغ 240 مجموعة تتكون من 2500 فرد أمن وضابط، و33 مدرعة وعدد من الجرارات لإزالة التعديات على مياه البحيرة، وأشار إلى أن الحملة بدأت مساء يوم الثلاثاء الماضى، بمحاصرة كل الأماكن المستهدفة التى أكدت المعلومات وجود عناصر إجرامية بها، وأضاف: «هناك على طول البحيرة 12 «مراح»، هاجمنا 3 منها حتى الآن وجارٍ العمل على مهاجمة المناطق الأخرى، والمروحيات تستخدم فى تصوير المناطق ورصد المجرمين فقط نظراً لارتفاع طول الأحراش داخل البحيرة، التى يصعب رؤية من يختبئ بها، ولا تستخدم فى القصف، وأن الحملة بأكملها من عناصر قوات الشرطة والأمن المركزى فقط، وأنه من المتوقع استمرار الحملة لمدة 6 شهور حتى الانتهاء من إزالة كافة التعديات على البحيرة».