عود القمح أنبت -أخيراً- سنبلة هزيلة ممصوصة.. ثمرة البطاطس النحيفة مختبئة أسفل الطين.. «كيزان» الذرة الشامية «الدبلانة» تستر عيبها بأغلفتها حرجاً من قاطفيها.. جيوب الفلاحين أقل انتفاخاً منها فى الأعوام الماضية، فبعدما بيعت بضاعتهم ومحاصيلهم لم ينالوا فى مقابلها إلا ثمناً بخساً.. خسارة فوق خسارة والمتضرر الوحيد فلاح فقير هلك فى بحثه عن «شيكارة السماد»، وصار مطمعاً -هو وملايين مثله- لتجار السوق السوداء الذين يبيعون الشيكارة الواحدة بثلاثة أضعاف سعرها الحقيقى أحياناً. «الوطن» تكشف فى تحقيق عن أشكال من الخسارة التى يتكبدها الفلاحون جراء ارتفاع أسعار الأسمدة، ما يؤدى لضعف إنتاجية الفدان. الحكومة -بنفسها- مهدت الطريق أمام تجار السوق السوداء، بسحبها حصص الأسمدة المدعومة من بنوك الزراعة وبيعها للمستثمرين بسعرها الحقيقى كى يبيعوها بثلاثة أضعاف سعرها القديم.. ألاعيب كثيرة يمارسها تجار السوق السوداء، من أصحاب الحيازات الكبيرة الذين يتسلمون حصص الأسمدة على حيازاتهم المُؤجرة بالأساس، وأصحاب الحيازات على الظهير الصحراوى الذين ينالون حصص الأسمدة على أراضيهم غير المنزرعة بالأساس.. ومع رخو الرقابة يهبط المستوى المعيشى لملايين المزارعين وتهبط إنتاجية الأرض الجائعة للأسمدة ولا يرتفع سوى أسعار السماد ومكاسب تجار سوقه السوداء.