أكد الباحث الأثري أحمد عامر أن العلاقة بين تناول البيض وتلوينه في عيد "شم النسيم" يرجع إلى المصريين القدماء، حيث يرمز للبيضة الأزلية التي جاء منها الإله الأول الخالق "سا"، وترسم برمز البيضة في العصور المتأخرة، وترمز للبعث والحياة الجديدة، مشيرًا إلى أنه مع دخول المسيحية أصبح تلوين البيض أمرًا أساسيًا. وقال عامر، اليوم، إن "عادات ومظاهر احتفال المصريين القدماء بشم النسيم كانت تتشابه باحتفالات المصريين الحالية، حيث كانوا يأكلون الأسماك المقددة والمملحة والبيض والبصل وغيرها، كما كانوا يقومون بحمل الأزهار وشمها، وركوب القوارب المصنوعة من البردي والخروج وسط الأحراج النباتية لممارسة صيد الأسماك والطيور". وأضاف أن من بين عادات المصريين القدماء في "شم النسيم" تناول نبات الخس، وهو رمز للجنس والإخصاب ويعد رمزًا للإله "مين"، وتناول البصل وتعليقه حول رقابهم وعلى أبواب ديارهم يرجح أن هذا لرائحته النفاذه التي تفيق الغائب الميت من غيبته "موته". وارتباطه بالبعث والانتصار على الموت، لافتًا إلى أن هذا يتفق مع عيد "سوكر" وعيد النتريت يوم 29 "كيهك" في الربيع، ويلاحظ أن عيد "شم النسيم" أصبح عيدًا لكل المصريين من المسيحيين والمسلمين. وأشار عامر إلى أن عيد "شم النسيم" يتفق مع الحصاد، وقد أطلق عليه "شم" من الفصل "شمو"، وربما جاءت كلمة "نجم" بمعنى "طيب" أو "عطر" كرمز لتفتح الأزهار في فصل "الشمو" (الحصاد)، وهذا يعني أنه يمكن ترجمتها "النسيم الطيب" أو "الربيع العطر" على الأرجح. وأوضح أن "شم النسيم" وثيق الصلة بعيد الفصح عند اليهود فقد وافق يوم خروج بني إسرائيل من مصر في عهد النبي موسى عليه السلام، مبينًا أن كلمة "فصح" العبرية من كلمة "بصخ" أو "فسخ" القبطية التي تشير إلى النجاة، والتي لا تزال تستخدم في المسيحية عندما قام المسيحيون بذبح الخروف ورشوا دمه على ديارهم، لافتًا إلى أنه يوافق أول فصل الربيع ويمثل رأس السنة المدنية المسيحية (غير الزراعية)، وقد جعل المسيحيون الاحتفال بشم النسيم ثاني يوم عيد الفصح (القيامة المجيد) ووسط الصيام.