سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الكاشف»: نعجز عن دفع الأجور.. وخطوط الإنتاج متهالكة بنسبة 95%.. ولدينا مديونيات لدى الدولة معظمها منذ 20 عاماً نعمل ب5٪ من الطاقة الإنتاجية للشركة والباقى متهالك.. والشركة فى انهيار مستمر
تعانى الشركة المصرية للمواسير والمنتجات الأسمنتية (سيجوارت) كثيراً من الصعوبات والمعوقات، التى تمنعها من منافسة الشركات الشبيهة لها فى نفس المجال، وأهمها الوضع الاقتصادى والسياسى الذى تمر به مصر منذ ثورة يناير، وتأثيره على قطاع المقاولات، خاصة أن الشركة فى انهيار مستمر، حيث حدث انخفاض شديد فى الطلب على منتجاتها، المرتبطة بمشروعات البنية التحتية الأساسية للدولة، التى تعانى بدورها من توقفها وعجز التمويل اللازم لها. وقال الكيميائى عماد الكاشف، رئيس مجلس إدارة «سيجوارت»، فى حواره ل«الوطن»: إن الشركة تحتاج إلى إعادة هيكلة، وإنشاء مصنع آخر بدلاً من القائم، بالإضافة إلى مضاعفة الأجور التى تتحملها الشركة. ■ بداية د. عماد، حدثنا عن «سيجوارت» ونشاطها؟ - الشركة تعمل فى صناعة المواسير الخرسانية والمنتجات الأسمنتية، وصناعة الفلنكات التى تستخدم فى السكة الحديد، وتعتبر واحدة من الشركات الصناعية العملاقة، حيث تأسست عام 1931 برأسمال مليون جنيه، وهى شركة تابعة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، إحدى شركات قطاع الأعمال العام. ■ دائماً ما توجد المعوقات أمام شركات القطاع العام.. ما الأزمة التى تواجهكم؟ - صراحة لا يوجد فى الشركة سوى المعوقات، التى تجعلها عاجزة عن منافسة غيرها من الشركات العاملة فى نفس المجال، وهى الأوضاع الاقتصادية والسياسية التى تمر بها مصر، والانخفاض الشديد فى الطلب على منتجات الشركة، المرتبطة بمشروعات البنية الأساسية للدولة، التى تعانى بدورها من وقفها وعجز التمويل اللازم، حيث إن الشركة تعمل مع أكبر 3 شركات مقاولات فى مصر، مثل: «مختار وحسن علام»، بالإضافة للعمل مع السكة الحديد، ولكن العمل معها موسمى وليس مستمراً، وهناك أيضاً أزمة مضاعفة أعباء الأجور التى تتحملها الشركة والانخفاض الحاد للسيولة النقدية، مما دفع الشركة للجوء إلى الشركة القابضة لدفع رواتب العاملين، التى يصل إجماليها 5 ملايين جنيه، بالإضافة لزيادة أسعار الطاقة والمواد الخام، مع عدم التحكم فى أسعار بيع المنتجات. ■ وماذا عن خطوط الإنتاج بالشركة؟ - تعانى معاناة شديدة من تهالك وتقادم معظم الخطوط، حيث وصلت نسبة التهالك للآلات والمعدات أكثر من 95٪، نتيجة لعدم ضخ استثمارات لإعادة تأهيل الخطوط، حيث إن مصنع الفخار أنشئ منذ أكثر من 50 عاماً، ومستهلك بنسبة 90٪، بالإضافة لمصنع الخرسانة، الذى أنشئ أيضاً منذ 50 عاماً ومتهالك بالكامل، ومصنع الطوب الأسمنتى الذى أنشئ منذ 30 عاماً، وهذا كله أدى إلى زيادة الفاقد وزيادة استهلاك الطاقة، وارتفاع نسبة الهالك، ما أثر على ارتفاع تكلفة المنتج. ■ لماذا لم تحاولوا إنشاء مشروعات جديدة تساعد على النهوض بالشركة؟ - الشركة تعانى نقص التمويل، حيث أجريت دراسات كثيرة لمشاريع مختلفة لاستمرارية الشركة، وتعويض توقف النشاط الذى كان يمثل نحو أكثر من 70٪ من حجم الأعمال. ■ هل لكم أو عليكم أية مديونيات لدى الجهات الحكومية أو أى جهة أخرى؟ - بالفعل توجد تعويضات عن الآثار السلبية لتوقف النشاط الرئيسى بنحو 106٫5 مليون جنيه منذ عام 2006 لم تحصل الشركة عليها، بالإضافة لأراضى المصانع المتوقفة مثل «الطوب الطفلى، ومصنع إسكندرية» بمساحة 225 ألف متر مربع، نقلت ملكيتها للشركة القابضة خلال عام 2008 بقيمتها الدفترية، وقيمتها السوقية فى حينها 447 مليون جنيه، وذلك مقابل تسوية لمديونيات البنوك ودون تعويض عنها، ويمكن استخدامه فى تمويل الخطط الاستثمارية. ■ وما خططكم للتعامل مع المديونيات المتوقفة؟ - رغم ما بذلته الشركة فى تحصيل تلك المديونيات، التى يرجع بعضها إلى أكثر من 20 عاماً، والبعض الآخر صادر بشأنه أحكام نهائية، فإن هناك صعوبة فى التنفيذ، حيث إن معظم تلك المديونيات خاصة بشركات المقاولات وشركة «المقاولون العرب» وشركة المشروعات الصناعية الهندسية، وتزيد على 20 مليون جنيه. ■ وماذا عن العمالة بالشركة ووضعها فى ظل هذه الظروف؟ - تعانى العمالة الموجودة من ارتفاع متوسط الأعمار السنية، خاصة العمالة الإنتاجية، بجانب تفشى بعض الأمراض المزمنة المهنية، وتمثل تكاليف العلاج أعباء كثيرة على الشركة، بالإضافة إلى الأجور التى أصبحت عبئاً على الشركة القابضة، حيث تدفع رواتب العاملين «5 ملايين جنيه». ■ ولكن انتشر مؤخراً أنكم بدأتم مشاريع جديدة مع وزارة الإسكان؟ - بالفعل بدأت خطوات دراسة مشروع المساكن الجاهزة سابقة الصب، من خلال تشكيل مجموعة من الخبراء الممثلين لكافة الجهات المعنية، بهدف تقديم الخبرة والدعم الكامل لوضع استراتيجية متكاملة لتحقيق مسكن ملائم وصحى، وزارت بعض الوفود المشاركة مقر الشركة، وأجرت الشركة زيارات ميدانية إلى فرع «المقاولون العرب» وشركة «مودرن كونكريت»، للتعرف على النواحى الفنية المتعلقة بالمشروع، بالإضافة إلى زيارة شركتى «فلوفر» الألمانية و«جلوبال» للشركة للتعرف على الأراضى غير المستغلة، والإمكانيات المتاحة من بنية أساسية. ■ وماذا عن عملكم مع السكة الحديد؟ - طرحت الهيئة القومية لسكك حديد مصر مناقصة محلية لتوريد 300 ألف فلنكة خرسانية لخطوط السكة الحديد، وتقدمنا لهذه المناقصة، حيث إن مصانع إنتاج الفلنكات بالشركة أنشئت خصيصاً لخدمة الهيئة القومية لسكك حديد مصر منذ ما يقرب من 50 عاماً، وعدم حصول الشركة على هذه المناقصة سيؤدى لتوقف المصانع، التى تحتوى على خطين لإنتاج الفلنكات، ما يؤدى إلى وجود طاقة عاطلة بالشركة، حيث إن حجم أعمال تلك المناقصة 150 مليون جنيه، يمكنها أن تخفف العبء عن الشركة القابضة للكيماويات، خاصة فى تمويل رواتب العاملين. ■ ما المطالب التى ترفعونها إلى الحكومة؟ - نتمنى أن تقف الحكومة بجانب قطاع الأعمال العام للنهوض به، وضخ استثمارات تجعله موجوداً دائماً.