«حين كنا فى الكتاتيب صغاراً.. حقنونا بسخيف القول ليلاً ونهاراً.. درسونا رُكبة المرأة عورة.. ضحكة المرأة عورة.. صوتها من خلف ثقب الباب عورة».. قصيدة لنزار قبانى لازمت العرض المسرحى «تاء مخنوقة»، الذى يناقش قضية التحرش والعنف الجسدى الذى تتعرض له المرأة منذ الصغر، فى محاولة لعلاج المرأة من الداخل من خلال الفن. العرض المسرحى الذى قدمته فرقة «ولسه للفنون»، يبدأ بالوجع الذى تشعر به المرأة حين تلد الذكر، الذى يخرج إلى الحياة، ثم يحاول إلحاق الأذى بالأنثى بشتى الطرق، ومنها التفرقة بين الأبناء فى التربية على أساس النوع. «جون ميلاد»، مخرج العرض وكاتب النص، أكد أن الفرقة حاولت الابتعاد عن الطريقة التقليدية التى يتم بها مناقشة قضية التحرش فى وسائل الإعلام، لذا يضم العرض حكايات ونصوصاً كاملة عن أحاسيس المرأة، ليس فقط بسبب التحرش الجنسى، إنما حول كل الأذى الذى تتعرض له، وهو ما وصل إلى الجمهور الذى حضر العرض، أمس الأول، فى المعادى، خاصة الفتيات لدرجة البكاء. الاسم الذى اختاره «جون» للعرض، يقصد به «وجع التاء»، حيث تحولت تاء التأنيث من «المربوطة» إلى «المخنوقة» بسبب ما تتعرض له من إيذاء، مشيراً إلى أن العرض تم تقديمه بناءً على الدعوة التى تلقتها الفرقة من ناشطة هولندية لديها مدونة تختص بعلاج النساء اللائى تعرضن لأى أذى نفسى أو جسدى فى أى مرحلة عمرية، حيث دعت كل المهتمين بقضية التحرش والعنف الجسدى فى مصر. «جون» أضاف أن فرقة «ولسه للفنون»، هى فرقة مستقلة تأسست فى عام 2002، وتقدم الفنون البصرية والأدائية بكل أنواعها، مشيراً إلى أن عرض «تاء مخنوقة»، ليس الأول الذى يناقش قضية التحرش، فعلى مدار عام كامل تم تناولها، هى وقضايا أخرى مثل الطائفية، وغيرها من الأزمات الاجتماعية.