قال حمدين صباحي، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، إن مصر قامت بثورتين، ولم تجني ثمارهما حتى الآن، مؤكدًا أنه يسعى لتحقيق نهضة اقتصادية كبيرة تقوم على أساس التوزيع العادل للثروات، منوهًا بأن الطبقة الفقيرة حرموا من العيش بكرامة، ويجب أن يكون لهم نصيب عادل من الحياة. وأكد صباحي، خلال استضافته ببرنامج "على اسم مصر"، أن "مطالب الشعب المصري لا يستطيع أي مرشح أو أي شخص أن يحددها، لأن الشعب المصري وحده هو الذي يحدد مطالبه". وشدد صباحي على ضرورة حماية مصالح مصر، منوهًا بأن مصر كانت تعتمد على التبعية لمدة 40 عامًا، قائلًا: "يجب علينا أن نعبر عن قيمنا ولا ندخل في صدامات مع أي أحد". ولفت المرشح إلى أن مصر قادرة على إقامة تشكيل علاقات عربية قوية وتكون البداية القوية بتشكيل محور مصري خليجي، موضحًا أنه يجب إقامة علاقات قوية على مستوى العالم العربي والإسلامي والأهم الإفريقي. واستطرد صباحي، قائلًا: "يجب أن نقيم علاقاتنا مع باقي دول العالم بشكل خالي من الاقتتال والاستنزاف"، مؤكدًا أن إفريقيا هي الجائزة الباقية لصراع القوى العظمى، فيجب على مصر الاهتمام بالعمق الإفريقي. وقال المرشح المحتمل للرئاسة، إن إيرانوتركيا دول كبيرة مثل مصر، موضحًا أن هذه الدول أكبر من رؤساءها، لافتًا إلى أن مصر والدول العربية تحتاج إلى تبني نموذج اقتصادي قوي. وأضاف المرشح المحتمل أن حكومة "أردوغان" راهنت على جماعة الإخوان، لافتًا إلى أن أردوغان أخطأ بحق مصر وشعبها، منوهًا بأنه لا يمكن أن تقوم علاقات جيدة مع تركيا إذا كانت حكومة أردوغان تدعم جماعة الإخوان، واصفًا ما يفعله أردوغان بأنه تحدي لإرادة الشعب المصري الذي أسقط هذه الجماعة نهائيًا. وأردف، قائلًا: "يجب علينا أن نرد ونتصدى لما تفعله حكومة أردوغان إذا استمرت في دعم الإخوان". وبسؤاله عن مسألة امتلاك إيران لسلاح نووي، قال صباحي إنه مع حق إيران في امتلاك تكنولوجيا نووية وليس قنبلة نووية، مضيفًا: "يجب أن يتم منع الانتشار النووي في ظل وجود معاهدة للحد من انتشار السلاح النووي الذي يجب أن ينزع من إسرائيل"، لافتًا إلى أنه يريد شرق أوسط خال من الأسلحة النووية. وتحدث المرشح المحتمل على ضرورة إقامة علاقات جيدة مع أمريكا بدون وجود تبعية بشكل نهائي، مشددًا على ضرورة استعادة الحوار الجاد مع الإدارة الأمريكية، قائلًا: "استمرت تبعيتنا لأكثر من 40 عامًا". وطالب بفتح علاقات كبيرة مع الهند والصين وجنوب أفريقيا وأمريكا اللاتينية، لتحقيق التوازن ومصالح مصر القومية، مطالبًا بوجود شراكة مصرية أوروبية قوية لتحديد مشروعات ذات عائد اقتصادي مصري قوي، ومن أهم هذه المشروعات إقامة مشروعات تعتمد على الطاقة الشمسية. وأوضح أن نظام "مبارك" كله فاسد، منوهًا بأنه أفسد كل الحياة السياسية المصرية وجعل الدولة في تراجع مستمر، مطالبًا الدولة بحصار وتشخيص أزمة أسوان بشكل جيد حتى يكون هناك معرفة للموقف بشكل أدق والعمل على معالجته. ونفى أن يكون الإخوان لهم طرف في أزمة أسوان، قائلًا: "لا يوجد دليل على تورط الإخوان في هذه الأزمة". وطالب بضرورة التحقيق في هذه الأزمة حتى يأخذ كل ذي حق حقه بقوة القانون، موضحًا أنه يجب العمل الفوري على وقف نزيف الدم والبحث في الجذور التي دفعت طرفي النزاع لهذا الاقتتال الكبير، مضيفًا: "مصر دخل بها سلاح كبير جدًا وهذا يدل على ضعف الدولة". وأكد المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، أن قطر تلعب دروًا ضد قيام دولة مصرية وطنية جادة، موضحًا أن قطر تقف ضد ثورة 30 يونيو بشكل واضح، واصفًا هذه الدولة بأنها تريد أن تشتري نفوذًا لها بأموالها. وتابع "وجدنا معوقات في جمع توكيلات من بعض موظفي الشهر العقاري"، موجهًا رسالة لكل من حرر له توكيل بأنه مصدر فخر وثقة له. وأوضح صباحي أنه لا يريد أن ينسب للمشير عبدالفتاح السيسي مسؤولية معوقات الشهر العقاري، لأن هناك مستفيدين آخرين، قائلًا: "شباب حملتي الانتخابية تغلبوا على معوقات جمع التوكيلات، وسنعلن عن عدد التوكيلات آخر الأسبوع". واتهم المرشح حكومة "محلب" بأنها لا تمارس الحياد، منوهًا بأن هناك وزراء في حكومة محلب أعلنوا دعمهم لمرشح منافس، موضحًا أن هذا الفعل يستوجب محاسبة. وبسؤاله عن كيفية تمويل حملته الانتخابية، قال صباحي إن الحملة ستمول كما تم تمويلها في انتخابات 2012 من أموال وأصوات حلال، منوهًا بأن كل تمويل يتم في إطار حساب في البنك ومقدم له تقرير بذلك، لافتًا إلى أنه مرشح الفقراء ويبحث عن الانتصار للمستضعفين. واستطرد "مصر تحتاج إلى رجل دولة وليس دولة رجل"، موضحًا أنه تم اختباره سياسيًا لمدة 40 عامًا، معتبرًا المشير السيسي بأنه تم اختباره فقط في ثورة 30 يونيو. وأضاف صباحي أنه مرشح الثورة المصرية ولا أحتكر هذه الصفة، لافتًا إلى حق السيسي في رؤية نفسه بأنه مرشح الثورة، متحدثًا عن أن ثورة 25 يناير و 30 يونيو عملتين لثورة واحدة، موضحًا أن من يرى 25 يناير أو 30 يونيو بأنهما نكسة فهو مخطئ ولا يفهم الحقيقة. واختتم صباحي حديثه، مؤكدًا أن الإخوان لا يدعموه سرًا أو جهرًا، قائلًا: "لن أضع يدي في يد المسؤولين عن الإرهاب".