كتبت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، اليوم، أن جماعة "الإخوان" في بريطانيا عهدت دفاعها إلى محام رفيع المستوى، هو اللورد كين ماكدونالد، المدعي العام السابق البريطاني. مهددة لندن بإجراءات قانونية إذا ما حاولت الحكومة تقييد أنشطتها في المملكة المتحدة. وتحت عنوان "لندن تحقق في أنشطة جماعة الإخوان المسلمين على أراضيها"، أشارت الصحيفة عبر مراسلها بلندن إلى أن الحكومة البريطانية تشتبه في وجود روابط بين التنظيم المصري (الإخوان) والإرهاب، ولكن حكومة لندن متهمة في نفس الوقت بأنها تتصرف في هذا الصدد تحت ضغط من القاهرةوالرياض. وأضافت "لوفيجارو" أن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أشعل النار من خلال تلميحه الأسبوع الماضي بالاشتباه في قيام الإخوان بأنشطة إرهابية في بريطانيا، حيث كلفت رئاسة الوزراء "داوننج ستريت" أجهزة الاستخبارات "أم-15" و"أم- 16" بالتحقيق فى أنشطة التنظيم الاسلامي. وذكرت اليومية الفرنسية أنه منذ أن حظرت مصر الجماعة في شهر ديسمبر الماضي، فإن العديد من قيادات "الإخوان" وجدوا في بريطانيا ملاذا لهم. مضيفة أن الإخوان في بريطانيا يؤكدون إستعدادهم للتعاون علنا مع التحقيقات التي تجريها الحكومة البريطانية"، لكنهم شددوا على أنهم لا يشجعوا أو يقوموا بأعمال عنف لتحقيق أهدافهم". وكتبت الصحيفة الفرنسية أن رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، أكد أنه من المهم التأكد من أننا نفهم تماما طبيعة هذه المنظمة (الإخوان)، وموقفها فيما يتعلق بالتطرف العنيف، وصلاتها مع مجموعات أخرى، وأيضا وجود الإخوان في المملكة المتحدة. مذكرة بأن "كاميرون" عهد إلى السفير البريطاني في المملكة العربية السعودية، جون جنكينز، تنسيق التحقيق وتقديم تقرير في شهر يوليو القادم حول فلسفة وقيم، والتطرف المفترض والعنف وعلاقته بجماعة الإخوان. ولفتت اليومية الباريسية إلى أن استخبارات الخارجية البريطانية "أم- 16" تحمل جماعة الإخوان مسؤولية مقتل ثلاثة سياح من كوريا الجنوبية في مصر، في 16 فبراير الماضي. مذكرة بأن جون سويرز، رئيس الاستخبارات الخارجية البريطانية هو سفير سابق لبلاده في مصر. وأعتبرت "لو فيجارو" أن دور هذين الرجلين (السفير البريطانى فى الرياض، ورئيس الاستخبارات الخارجية) يزيد من عناء التحقيقات التي أطلقها "داوننج ستريت"، لاسيما وأن لندن متهمة بالعمل في هذا الصدد تحت ضغط من القاهرةوالرياض، وكلاهما قد حظرت جماعة الإخوان. وأضافت الصحيفة الفرنسية أن الإخوان يطالبون العاصمة البريطانية بعدم الرضوخ للضغوط، مشككة في نزاهة السفير البريطاني بالمملكة العربية السعودية الذي يقود التحقيقات البريطانية في هذا الصدد، على حد قولها. وأوضحت "لوفيجارو" أن دولة الإمارات العربية المتحدة، الحليف الآخر للمملكة المتحدة، بدأت أيضا في مطاردة الإخوان، كما رحبت وزارة الخارجية المصرية بمبادرة الحكومة البريطانية. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن بعض الدبلوماسيين في وزارة الخارجية البريطانية قابلوا هذا النهج ببعض الانزعاج، حيث يبدو أن رئاسة الوزراء بلندن قد تصرفت تحت ضغط من الاستخبارات "أم- 16" بدلا من الدبلوماسيين. مضيفة أن جماعة الإخوان لم تكن تعتبر في السابق بمثابة تهديد أمني بالنسبة للمملكة المتحدة،على حد قول الصحيفة. وأوضحت أن عدد من الخبراء المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط وكذا عدد من الجاليات المسلمة في بريطانيا يعتقدون أن هذه الإدانة التي ترتكز على تنظيم الإخوان يمكن أن تؤدى إلى تداعيات سلبية تشجيع على التطرف من قبل النشطاء المعتدلين حتى الآن، بحسب الصحيفة.