ساد الهدوء محيط الهيئة العامة للاستعلامات بمدينة نصر، مقر اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، صباح أمس، مع تراجع فى أعداد المواطنين الراغبين فى التقدم للترشح للانتخابات الرئاسية، وشهد محيط الهيئة تعزيزات أمنية مشددة، وأُغلق مقر اللجنة بالأسلاك الشائكة والحواجز الأمنية، وانتشر رجال الأمن بالكلاب البوليسية لتفقد السيارات الموجودة بالمكان للتأكد من عدم وجود متفجرات بداخلها. ولم تشهد اللجنة وجوهاً جديدة من راغبى الترشح فى الرئاسة، باستثناء المهندس حسام شلتوت، 67 سنة «مهندس طيران»، الذى حضر لسحب أوراق الترشح، وأعلن أن الاهتمام بالصحة أو التعليم أو حل مشاكل الفقر والبطالة لم يكن النقطة الرئيسية فى برنامجه الانتخابى كغيره ممن حضروا منذ اليوم الأول لفتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، وإنما كان إعادة النظام الملكى واستدعاء الملك أحمد فؤاد ليمارس سلطاته الشرعية فى حكم مصر، أول اهتماماته. وقال «شلتوت»: إنه فى حال فوز المشير عبدالفتاح السيسى بحكم البلاد، فإن مصر سترى أسوأ أنواع الحكم، ولن تجد حلاً لمشكلات الأمن والبطالة والتعليم أو أى مجالات أخرى، معتبراً أن المشير لا يفهم شيئاً فى السياسة باعتباره رجلاً عسكرياً حائزاً على 50% فى الثانوية، ولكنه من طبقة الأغنياء. وأوضح أنه حال فوزه بالرئاسة سيدعو الشعب إلى استفتاء على عودة الملكية، وأنه حال نجاح الاستفتاء سيستدعى الملك أحمد فؤاد، ملك مصر سابقاً، ويتنازل له عن الحكم ليُعيد الملكية الدستورية لمصر من جديد، معتبراً أن الملكية الدستورية هى واحدة من أفضل النظم السياسية فى الحكم، بعكس النظام الجمهورى الذى يرسّخ للديكتاتورية مثل عهود «عبدالناصر ومبارك»، على حد قوله. وأضاف أنه فى حال عودة الملكية الدستورية ستكون مصر عضواً فى مجلس التعاون الخليجى، وسيتمكن المصريون من الذهاب إلى دول الخليج دون تأشيرة أو تصريح، مشيراً إلى أنه حال عدم نجاح الاستفتاء على عودة الملكية سيظل رئيساً للبلاد وسيسعى لحل مشكلة الأمن وعودة السياحة والاستثمارات لبناء مصانع مصرية وتشغيل العمالة وحل أزمة الكهرباء والنظافة والمرور. من جهة أخرى، استمر توافد المواطنين على مكتب توثيق الشهر العقارى بالجيزة؛ لتوثيق توكيلاتهم لمرشحى الرئاسة، لليوم السادس على التوالى أمس، وسط إجماع كبير من الموثقين على أن المشير عبدالفتاح السيسى حصد نصيب الأسد من نسبة التوكيلات. وقالت إيناس عبدالقادر، إحدى المتوافدات لتسجيل التوكيلات، إنها حررت توكيلها للمشير السيسى؛ لدوره البطولى والمجهود الذى بذله من أجل مصر، مشيرة إلى أنها ترى فى «السيسى» رئيس مصر الذى قامت من أجله ثورتا 25 يناير و30 يونيو، وهو الأجدر على تخطى تلك المرحلة، وما بها من أحداث متشابكة ليصل بمصر إلى بر الأمان ويستعيد الشارع المصرى الاستقرار والأمان مرة أخرى. فيما شكا بعض المواطنين الموجودين بالمكتب من عدم وجود أى من أفراد حملة المشير «السيسى»، الأمر الذى يترك توكيلاتهم عُرضة للتلاعب، خاصة مع الوجود الكثيف لأعضاء حملة حمدين صباحى، وقالت ليلى أسامة «واحدة من محررى توكيلات السيسى»: إنها بعد أن حررت توكيلها تساءلت عن مقر حملة المشير لتسليم التوكيلات التى جمعتها من أقاربها منذ يومين؛ للقائمين على الحملة، فاكتشفت أن أحداً من أعضاء حملة حمدين صباحى قام بخداعها على أنه عضو بحملة «مستقبل وطن» المؤيدة للسيسى وحصل منها على التوكيلات لإرسالها إلى المقر الرئيسى، إلا أنها اكتشفت بعد ذلك أنه عضو بحملة حمدين. فيما قال حسن شكرى، المتحدث باسم حملة حمدين صباحى بمكتب توثيق الشهر العقارى، إن أعضاء الحملة يلاقون معاملة سيئة وتعنتاً من قِبل موظفى مكتب الشهر العقارى بالجيزة، وإن هناك تمييزاً بين الحملات والسماح لأعضاء حملة السيسى بالوجود داخل مكتب توثيق التوكيلات ورفع اللافتات وتوجيه المواطنين فى مقابل التضييق على أعضاء حملة حمدين ومنعهم من الوجود أو التحدث مع المواطنين. من جانبها، قالت سهير سعد الله، مدير مكتب توثيق الشهر العقارى بالجيزة، إن هناك شكاوى كثيرة استقبلتها من المواطنين ضد أعضاء حملة «حمدين» تتعلق بتوجيهات للمواطنين، أو افتعال المشكلات والمشادات الكلامية. وأرجعت عدم الوجود الملحوظ لأنصار حملة المشير السيسى إلى أن المشير يحظى بشعبية هائلة مكنته من تحقيق الهدف المرجو من جمع التوكيلات خلال الأيام الثلاثة الأولى، مشيرة إلى أن نسبة التوكيلات التى حررت للسيسى فى مقابل حمدين صباحى تتراوح ما بين 500 توكيل للمشير فى مقابل 50 توكيلاً فقط لحمدين صباحى، لافتة إلى أن المصلحة استعدت لاستقبال المواطنين والتعاون معهم من خلال دورات تدريبية لموظفى المصلحة على كيفية التعاون مع المواطنين وتسهيل عملية توثيق التوكيلات عليهم، إلى جانب عدد جديد من الأجهزة التى استعانت بها المصلحة.