قال الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال كلمته اليوم باجتماع وزراء الخارجية العرب، إن "مسئوليتنا القومية والسياسية والأخلاقية تفرض علينا جميعاً مواصلة الجهود، بل وتكثيفها من أجل تحقيق الوقف الفورى لجميع أعمال العنف". ودعى العربي مجلس الأمن إلي اتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة، لفرض التقيد بوقف أعمال العنف، والقتل الذي تمارسه الآلة العسكرية للنظام السوري، بحيث يتوقف القتال ويتوقف أيضاً رد الفعل من جانب المعارضة، معتبرا تدخل مجلس الأمن شرطا لنجاح مهمة الممثل الدولي المشترك "الأخضر الإبراهيمي"، في مساعيه للتوصل إلى صيغة تضمن نقل السلطة وبدء المرحلة الانتقالية كما جاء فى قرارات المجلس الوزاري السابق، وقرار قمة بغداد، وبما يحقق تطلعات الشعب السوري فى الحرية والتغيير الديمقراطى السلمي. وأكد أن الأزمة السورية تشكل تهديداً حقيقياً لأمن واستقرار المنطقة، كما تعكس مأساة إنسانية وسياسية غير مسبوقة، وتمثل التحدي الأكبر والشغل الشاغل للجامعة العربية، موضحا فشل كل المحاولات والمبادرات والجهود العربية، التي بدأتها الجامعة منذ اندلاع هذه الأزمة، فى وقف نزيف الدماء الجاري على الأرض السورية، ووضع هذه الأزمة على مسار الحل السياسي السلمي، وأضاف: "كما لم يؤد اللجوء لمجلس الأمن إلى إحراز أي تقدم، وذلك رغم الجهود المُقدّرةَ التي بذلها المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية السيد كوفي أنان، والتي وصلت إلى طريق مسدود بسبب تغليب منطق الحسم الأمني على المساعي السلمية، واستمرار الخلافات بين أطراف المجموعة الدولية". وأعلن العربي عن مواصلة الأمانة العامة للجامعة اتصالاتها مع مختلف أطراف المعارضة السورية، حيث أسفرت اتصالاتها عن عقد مؤتمر المعارضة السورية فى القاهرة يومي 2 و3 يوليو الماضي، حيث تم الاتفاق بين مختلف أطراف المعارضة على "وثيقة العهد الوطني السوري"، و"وثيقة ملامح المرحلة الانتقالية"، هذا، ولازالت الجامعة تواصل جهودها للبناء على هذا الإنجاز من أجل تحقيق التوافق بين مختلف أطراف المعارضة السورية على بلورة رؤية سياسية مشتركة لحل الأزمة. ودعا العربي إلي تضافر جهود مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالاتصالات مع المعارضة السورية؛ من أجل البناء على ما تم انجازه فى مؤتمر المعارضة فى القاهرة -تحت مظلة الجامعة العربية- وقال: "الجامعة العربية تظل هى الإطار الأنسب، بل والوحيد، الذي تستطيع جميع أطراف المعارضة السورية الاجتماع تحت لوائه لتوحيد صفوفها ورؤيتها المشتركة إزاء التعامل مع تحديات المرحلة الراهنة والمرحلة الانتقالية القادمة".