وصل وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إلى الجزائر، مساء أمس الأول، فى زيارة رسمية ليومين، تأتى تزامناً مع زيارة أمير قطر تميم بن حمد للجزائر، ما أثار قلق عدد من مرشحى الرئاسة الجزائرية والحركات المعارضة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية عبدالعزيز شريف بن على، فى تصريح للإذاعة الجزائرية: إن المحادثات ستشمل أيضاً «قضية الأمن ومحاربة الإرهاب وكل أشكال الجريمة المنظمة». وفيما يتعلق بزيارة أمير قطر إلى الجزائر، قالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) إن «الأمير تميم وصل، أمس الأول، إلى الجزائر وكان فى استقباله عبدالقادر بن صالح رئيس مجلس الأمة الجزائرى، ووزيرا الخارجية والداخلية الجزائريان». وقال «تميم»، فى بيان: «غنىّ عن القول أن زيارتى هذه تأتى تعبيراً عن حرصنا على التواصل والتشاور حول القضايا والتحديات التى تواجه أمتنا». فى سياق متصل، أبرز مرشحون للانتخابات الرئاسية تخوفهم حيال زيارة «كيرى»، لمجيئها فى نفس وقت زيارة أمير قطر، تزامناً مع الانتخابات الرئاسية المقرر لها 17 أبريل الحالى. وقال رمضان تعزيبت، ممثل المرشحة للانتخابات الرئاسية الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، إن «الحزب طالب منذ فترة بأن تكون الانتخابات المقبلة جزائرية محضة وتعنى الجزائريين وحدهم، فى السياسة لا توجد صدفة، لذا فإن زيارة كيرى إلى جانب الأمير القطرى للبلاد لها علاقة بالانتخابات الرئاسية». من جهته، رأى أحمد بن صبان، ممثل المرشح الرئاسى بلعيد عبدالعزيز، أن وزير الخارجية الأمريكى يزور دولة مستقلة، والزيارة عادية ما دامت لا تتعلق بالتدخل فى مصالح الجزائر، مؤكداً أنهم يرفضون التدخل الأجنبى. أما نواب «التكتل الأخضر» الذين يمثلون فى الوقت نفسه تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للانتخابات الرئاسية، فانتقدوا زيارة «كيرى»، بسبب توقيتها المتزامن مع الحملة الانتخابية، وفى ظل سلطة تنفيذية يرأسها رئيس مرشح. ونبه نواب التكتل، فى بيان أصدروه أمس الأول، إلى أن تكون الزيارة لابتزاز الدولة الجزائرية، خاصة فى ظل ما وصفوه بحالة الضعف والترهل غير المسبوقة للسلطة، التى تقتضى منهم تقديم تنازلات للخارج. من جهتها أصدرت حركة «النهضة» ذات التوجه الإسلامى بياناً اعتبرت فيه توقيت زيارتى «كيرى» و«تميم» المتزامن مع الحملة الانتخابية يفتقد للرزانة واللياقة الدبلوماسية ويعمق من الشكوك فى نزاهة العملية من خلال الابتزاز لتحقيق مصالح استراتيجية تتمثل فى صفقات اقتصادية وإنشاء قواعد عسكرية على حساب الجزائر. وأشارت وكالة «فرانس برس» إلى أن زيارة «كيرى» التى تأتى تزامناً مع اشتداد الحملة الانتخابية أثارت تساؤلات الصحف الجزائرية. وتساءلت صحيفة «الوطن» الجزائرية، أمس الأول: «لماذا جاء كيرى إلى الجزائر؟»، معتبرة أن «هذه الزيارة خطأ دبلوماسى أو عدم قدرة على تقدير الأمور». وتابعت الصحيفة «يمكن أن يتم فهم الزيارة على أنها دعم لبقاء الأمور على حالها». وفى اتصاله مع «الوطن»، قال عبدالوكيل بلام، مؤسس حركة «بركات» المعارضة بالجزائر، إن «حركات بركات بالإضافة إلى حركات معارضة أخرى دعت للتظاهر ضد زيارة كيرى وأمير قطر، لكن السلطات الجزائرية أوعزت من خلال المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعى بأن الزيارة تم تأجيلها، فتم التراجع عن التنسيق لهذه الوقفات الاحتجاجية». من جهته، قال المحلل السياسى الجزائرى عبدالعالى رزاقى، عضو هيئة الكتاب الجزائريين، إن «الانتخابات شأن داخلى محلى، وتزامن الزيارتين معاً أعطى شكوكاً لدى المعارضة بأن تكون هذه الزيارة للتأثير على العملية الانتخابية بإظهار الرئيس المرشح لولاية رابعة (عبدالعزيز بوتفليقة) على أنه صاحب ثقل دولى». وأضاف «رزاقى»، فى اتصاله مع «الوطن»، أن «هناك تسريبات قالت إن زيارة أمير قطر إلى الجزائر الهدف منها تدخل بوتفليقة للوساطة مع السعودية لاستعادة العلاقات بين البلدين إلى مسارها الطبيعى وإعادة سفير الرياض إلى الدوحة. ولفت «رزاقى» إلى أن زيارة «كيرى» كما أعلن جاءت لمناقشة قضايا الأمن القومى فى منطقة الساحل الجزائرى، ولتوثيق العلاقات الاقتصادية بن البلدين وسبل مكافحة الإرهاب. وتعهد «كيرى» ونظيره الجزائرى بمكافحة الإرهاب. وعبر وزير الخارجية الأمريكى عن ارتياح «واشنطن» لشفافية مسار الانتخابات الرئاسية الجزائرية.