اتفق خبراء الصحة العامة على أهمية مبادرة الحد من انتشار العدوى التى أطلقتها وزارتا الصحة والتنمية العامة، مؤكدين أنها مبادرة استكمالية لمبادرة «100 مليون صحة»، لأن هناك الكثير من الأمراض المعدية التى تنتشر فى صالونات التجميل والحلاقة كفيروسى سى وبى بسبب تداول إعادة استخدام أدوات تقليم الأظافر والمعدات الموجودة داخل الصالونات بين الأشخاص. وأكدت الدكتورة مايسة شوقى، أستاذ ورئيس قسم الصحة العامة وطب المجتمع بكلية طب جامعة القاهرة، أن هناك الكثير من الأمراض المعدية التى تنتشر فى صالونات التجميل والنوادى الصحية وصالونات الحلاقة بسبب استخدام الفوط بين شخص وآخر وأدوات القص وعدم ارتداء الجاونتى من مقدم الخدمة. "مايسة": استعمال أدوات غير معقمة ينقل "فيروس سى" وتابعت أن من هذه الأمراض الفطريات الجلدية التى تصيب الأظافر واليدين والقدمين ومنها «السنطة وعين السمكة» وهو فيروس سريع الانتقال ويمكن الوقاية منهما باستعمال أدوات تقليم أظافر شخصية، وتطهير حوض الماء الخاص باليد أو القدمين بمادة مطهرة، مضيفة أن استعمال أدوات حادة غير معقمة سواء لتقليم الأظافر أو التاتو أو حقن البوتكس للجلد مصدر كارثى للفيروس الكبدى سى، لذلك جاءت مبادرة الحد من انتشار العدوى وهى مبادرة تكميلية لمبادرة الرئيس «100 مليون صحة» التى سعت الدولة من خلالها للقضاء عليه على مستوى محافظات الجمهورية. وأوضحت أستاذ الصحة العامة أن جزءاً كبيراً من نجاح هذه المبادرة يقع على الأم، التى من الضرورى أن تعوّد أولادها على استخدام أدوات تقليم الأظافر الشخصية وهى متوافرة بأسعار بسيطة فى السوق، مشيرة إلى ضرورة التزام صالونات التجميل والحلاقة بتعليمات الكتاب الدورى الذى تم توزيعه فى المحافظات والالتزام بالحد الأمثل فى النظافة والتعقيم والتعاون مع وزارة الصحة من خلال تنفيذ المبادرة. وقالت الدكتورة غادة نصر، أستاذة الصحة العامة بقصر العينى، إن مبادرة الحد من انتشار العدوى من الإجراءات الوقائية الهامة، التى ترتكز على عدة محاور، منها مكافحة العدوى داخل المنشآت الطبية العامة والخاصة وتشمل التخلص الآمن من النفايات الطبية، مشيرة إلى ضرورة التوعية بأهمية هذه المبادرة للقضاء التام على فيروس سى واستكمال نجاح المبادرة الأم لها وهى «100 مليون صحة»، وأضافت أنه لكى يتم القضاء بشكل نهائى على فيروس سى لا بد أن تكون نسبة الإصابة به أقل من 1% من عدد السكان، لذلك نحتاج إلى مزيد من الجهود فى الجانب الوقائى وتوفير جميع المستلزمات الطبية لمنع العدوى داخل المنشآت الطبية. "غادة": مطلوب ضم "القابلات" للمبادرة وطالبت «غادة» بضرورة توسيع نطاق المبادرة لتشمل القابلات الصحيات والمقصود بهم «من يقمن بعمليات الولادة فى الريف»، والتثقيف بأهمية الذهاب للمستشفيات لمنع الإصابة بالعدوى والتوقف الفورى عن الممارسات الخاطئة التى تعتبر من أحد أهم الأسباب الإصابة بالفيروسات الكبدية، وتابعت: «مبادرة الحد من انتشار العدوى تحتاج للانتشار على مدى واسع والتثقيف، لأنها من الإجراءات الوقائية للقضاء على فيروس سى بجانب العلاج الذى وفرته الدولة للمواطن بالمجان». "رانيا": منع استخدام الحلاقين للأمواس المعدنية والمريلة القماش واستبدالها ب"البلاستيكية" أولى مراحل المواجهة وأكدت الدكتورة رانيا حمدى، رئيسة قسم الصحة بطب بنها، أن الممارسات الخاطئة التى يقوم بها العاملون داخل صالونات الحلاقة تؤدى إلى الإصابة بالفيروسات الكبدية، مضيفة أن من هذه الممارسات استخدام الحلاقين أمواس الحلاقة المعدنية بدلاً من استخدام أمواس الحلاقة البلاستيكية التى تستخدم لمرة واحدة ولشخص واحد، واستخدام المريلة القماش التى يضعها الحلاق حول عنق الزبون، والتى يجب تغييرها بالمريلة البلاستيكية التى تستخدم لمرة واحدة، عكس القماش التى لا يتم غسلها وتنتقل من زبون إلى آخر ورائحتها تكون غالباً كريهة بسبب عدم الاهتمام بغسلها. وأضافت: «بعض الحلاقين لا يرتدون الجوانتى الذى من المهم ارتداؤه وسعره غير مكلف وضرورى لأنه من الممكن انتقال العدوى عن طريق اليدين، فضلاً عن استخدام البعض فرشاة الذقن التى عفى عليها الزمن وعدم الاهتمام بتعقيمها رغم ظهور البديل لها، وإهمال البعض فى صالونات الحلاقة استخدام الفوط التى تستخدم لتنشيف الوجه والتى تشكل خطورة على المواطن ومن الضرورى تغييرها بالمناديل الورقية». ونصحت رئيسة قسم الصحة بطب بنها بأهمية زيادة الوعى لدى المواطن والتأكد أن جميع الأدوات التى يستخدمها العاملون فى صالون الحلاقة لقص وحلاقة وإزالة الشعر وتقليم الأظافر نظيفة ومعقمة.