طوت عائلتي "الطوايل" و"الغنايم" بقرية كوم هتيم في مركز أبوتشت بقنا، اليوم، صفحة الصراع الدموي بينهما، والذي راح ضحيته عشرات الضحايا والمصابين، خلال جلسة صلح عقدت في القرية، بحضور، اللواء أشرف الداوي، محافظة قنا، واللواء شريف عبدالحميد، مدير الأمن، والبرلماني والكاتب الصحفي مصطفى بكري، وعدد كبير من القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية والدينية، إضافة إلى جموع غفيرة تخطت 5 آلاف شخص من رموز القبائل والعائلات في محافظة قنا والمحافظات المجاورة في سرادق كبير. كما حضر الصلح، ومراسم إنهاء الخصومة الثأرية الأشهر في قنا، وفد من مشيخة الأزهر، برئاسة الدكتور عباس شومان، والدكتور عبد المنعم فؤاد، وقال الدكتور عباس شومان، إن الإسلام حث على التسامح والأخوة، والتصالح بين العائلات، وحقن الدماء. وشهدت جلسة الصلح إجراءات أمنية مشدد هي الأولى من نوعها، بوضع بوابات إلكترونية على مداخل ومخارج السرادق لترتيب عمليات دخول وخروج الحاضرين، ومنع أي تجاوزات تفسد المصالحة الأكبر من نوعها والتي أطلق عليها من أحد أعضاء لجان المصالحات "صلح القرن"لإنهاء هذه الخصومة والتى راح ضحيتها 17 قتيلا من الطرفين. وتعانق أطراف الخصومة من العائلتين بعد صراع دموي مر عليه سنوات طويلة، وتعهد الطرفان ممسكين بمصحف على عدم التخاصم والصراع مرة أخرى، وسط تهليل وتكبير رجال المصالحات والحاضرين، ليعم الأمن والأمان لقرية عاش أهلها حرب شوارع وعمليات كر وفر، أوقفت الحياة تمامًا بالقرية، وذلك بفضل جهود لجنة المصالحات التي وضعت حد لهذا الخلاف رغم عدم تساوي عدد القتلى من الجانبين، حيث بلغ عدد القتلى من عائلة الغنايم 9 قتلى، مقابل 8 من الطوايل، ولكن ارتضى الطرف الأول بالصلح بعد ما تم احتساب عدد المصابين العاجزين جراء الإصابات من الطرف الثاني. ودعا المحافظ إلى ضرورة تكاتف جميع الجهود الشعبية والأمنية والتنفيذية لإنهاء الخصومات الثأرية والحد من وقوع خلافات جديدة للمساهمة في تنفيذ الخطط التنموية والخدمية التي وضعتها الدولة في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية . وقدم مدير الأمن شكره لأبناء العائلتين لنبذهم الخلافات واتباعهم لتعاليم الدين الإسلامي السمحة التي تدعو إلى العفو والتسامح والصفح لتعم بين الناس المحبة ولينعموا بالعيش تحت مظلة الأمن والأمان كما قدم الشكر والتحية لكل من شارك في إنجاح هذا الصلح، مضيفا أن مديرية أمن قنا هدفها الأول هو تحقيق أمن المواطن وفي سبيل ذلك فإن المديرية تولى اهتماما كبيرا لملف الخصومات الثأرية وتعمل وفق خطة متكاملة بالتعاون مع المحافظة وأعضاء لجان المصالحات والقيادات الشعبية لإنهاء كافة الخلافات للوصول نحو قنا خالية من الخصومات الثأرية. تعود أحداث الخصومة، إلى 2004، عندما حدثت مشادات كلامية بين أفراد من عائلتي "الطوايل والغنايم"، بقرية كوم هتيم بسبب لهو الأطفال وخلافات مادية بعدها، راح ضحيتها قتيلًا بعد إصابته بشوم، وانتهى بالصلح وتقديم "القودة" في 2006. وبعد انتهاء الصلح بين الطرفين، عادت القرية لطبيعتها، وتعايش أبناء العائلتين مع بعضهم البعض، إلا أن خلافات على أولوية ركوب سيارة أجرة، جدد ذلك الخصومة بين العائلتين، وبدأ سلسال الدم حتى وصل إلى 17 قتيلًا، منهم 6 في يوم واحد في 12 أغسطس 2016، وحكمت محكمة الجنايات في قنا، غيابيا، على أكثر من 12 من المتهمين بالإعدام شنقًا والمؤبد.