سعر سبيكة الذهب وزن 50 جراما اليوم.. اعرف آخر تحديث    حدث ليلا.. مفاجأة مدوية بشأن مكان السنوار وضربة جديدة لنتنياهو    توفيق عبد الحميد يكشف عن حقيقة تدهور حالته الصحية    متى وقت أذكار الصباح والمساء؟.. «الإفتاء» تكشف التفاصيل    درجات الحرارة اليوم الخميس 04- 07- 2024 في مصر    بعد سنة على إطلاقها، ثريدز تسجل 175 مليون مستخدم نشط شهريا    أحمد ياسر ريان: أنا أفضل من كهربا وزيزو    أبرزها دواء الضغط.. زيادة أسعار 3 أدوية في الصيدليات    مواعيد مواجهات ربع نهائي أمم أوروبا يورو 2024 والقنوات الناقلة    اشتباكات وقصف مدفعي إسرائيلي على مخيمي «الشابورة» و«دوار النجمة» في رفح الفلسطينية    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»: كريم عبد العزيز ل عمرو أديب أنا أهلاوي مجنون بحضور تركي آل الشيخ .. مفاجأة من وزير التموين للمواطنين بشأن الدعم على البطاقات التموينية    جيش الاحتلال يعلن مقتل ضابط في كتيبة تابعة للواء جفعاتي خلال معارك شمال غزة    موعد إجازة رأس السنة الهجرية واستطلاع هلال شهر المحرم    ناقد رياضي: متفائل بالتشكيل الوزاري وأدعم استمرارية أشرف صبحي في وزارة الرياضة    تراجع سعر الفراخ.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية اليوم الخميس 4 يوليو 2024    دراسة: أغلب الأوربيين يساورهم الشك في قدرة أوكرانيا على هزيمة روسيا    وزير السياحة والآثار: نستهدف الوصول ل 30 مليون سائح بحلول 2030    محافظ الدقهلية: العمل الميداني سر نجاح أي مسئول وقيادة.. ونعمل على حل مشاكل المواطنين ومحدوي الدخل    فرنسا تسحب نوع "كوكاكولا" بسبب مخاطر صحية: لا تشربوه    مفاجأة من وزير التموين للمواطنين بشأن الدعم على البطاقات التموينية (فيديو)    مع تصاعد الحرب في غزة ولبنان.. الشرق الأوسط يجلس على برميل بارود    6 نصائح للعناية بالأسنان والحفاظ عليها من التسوس    إصابة طفل وانهيار جزئي لعقار مجاور.. تفاصيل سقوط عقار بالحي القبلي في شبين الكوم    مصرع طفلين شقيقين غرقا في كفر الشيخ    العثور على شاب مصاب بطلقات نارية في ظروف غامضة بقنا    عبدالرحيم علي يهنئ المحافظين الجدد ونوابهم    عمرو أديب الزمالك «نمبر وان».. وكريم عبدالعزيز يرد: أنا اهلاوي مجنون (فيديو)    حظك اليوم برج الجوزاء الخميس 4-7-2024 مهنيا وعاطفيا    قصواء الخلالي: الحكومة الجديدة تضم خبرات دولية ونريد وزراء أصحاب فكر    ميمي جمال: أنا متصالحة مع شكلي وأرفض عمليات التجميل    قصواء الخلالي: افتقدنا للأيادي القوية غير المرتعشة.. والحكومة الجديدة تضم خبرات دولية    التشكيل الوزاري الجديد، مدبولي يعقد اليوم مؤتمرا صحفيا بالعاصمة الإدارية    فولكس ڤاجن تقدم أقوى Golf R فى التاريخ    دعاء استفتاح الصلاة.. «الإفتاء» توضح الحكم والصيغة    أول ظهور لحمادة هلال بعد أزمته الصحية    ملف يلا كورة.. قائمة الأهلي.. تعثر الزمالك.. وموقف بيراميدز من المنتخب الأولمبي    عبد الرحيم علي يشكر الوزراء والمحافظين الذين غادروا مواقعهم    «تاتا» توقف العمل ببريطانيا    أول رد سمي من موردن سبوت بشأن انتقال «نجويم» ل الزمالك    ميدو: المنتخب الأولمبي «بيشحت» لاعبيه من الأندية    "مين كبر ناو".. شيكو يحتفل بعيد ميلاده    ميسي مهدد بالغياب عن مباراة الأرجنتين ضد الإكوادور في كوبا أمريكا 2024    وزراء خارجية روسيا والصين ومنغوليا يناقشون التعاون في المجالات الاقتصادية    لميس حمدي مديرا لمستشفى طلخا المركزي    أمين الفتوى: لا ترموا كل ما يحدث لكم على السحر والحسد    الكويت تعلن اعتقال مواطنين بتهمة الانضمام لتنظيم محظور    أبرز مشروعات وزير البترول الجديد بالقطاع الحكومي.. تعرف عليها    في أول تصريح صحفي له، محافظ بورسعيد الجديد يوجه رسالة إلى اللواء عادل الغضبان    حدث ليلًا| موعد إجازة رأس السنة الهجرية وحالة طقس الخميس    رئيس مجلس الوزراء يعلن موعد إجازة رأس السنة الهجرية    والدة شاب تعدى عليه بلطجي بالمرج تكشف تفاصيل الحادث    فحص نشاطها الإجرامي.. ليلة سقوط «وردة الوراق» ب كليو «آيس»    مصرع طفل غرقا داخل نهر النيل بقنا    هاني سعيد: نحاول فصل لاعبي بيراميدز عن الأحداث.. وينقصنا عامل الجمهور    اتحاد الصناعات: وزارة الصناعة تحتاج لنوعية كامل الوزير.. واختياره قائم على الكفاءة    عمرو خليل: اختيار الوزراء في الحكومة الجديدة على أساس الكفاءات والقدرة    أستاذ استثمار عن التغيير الوزاري: ليس كل من رحل عن منصبه مقصر أو سيئ    تعيين عبلة الألفي نائبة لوزير الصحة والسكان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عضو "سوريا الديمقراطية": "أردوغان" يجلب "دواعش وإيجور وأفغان" لتوطينهم في المناطق المحتلة
نشر في الوطن يوم 02 - 01 - 2020

قال سيهانوك ديبو، عضو المجلس الرئاسى لقوات سوريا الديمقراطية، إن الاحتلال التركى لمدن شمال سوريا والعملية العسكرية الأخيرة فى مدينتى رأس العين وتل أبيض لم يكن هدفها إنشاء منطقة آمنة مثلما يروج الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إنما تهدف لإقامة مدن تحت هيمنة وسلطة الاحتلال، مشيراً إلى أن نموذج احتلال «عفرين» يؤكد نوايا أنقرة وطموحاتها فى التوسع داخل سوريا، وأوضح «ديبو» خلال حواره مع «الوطن» أن أردوغان لم يكتف بجلب النازحين السوريين من تركيا إلى مناطق شمال سوريا المحتلة، بل يستقدم عناصر أجنبية أيضاً من مجموعات إرهابية موالية له وقيادات سابقة فى داعش والنصرة وعناصر من «الإيجور» الصينيين،
سيهانوك ديبو: العدوان التركى استدعى الترفع عن الخلافات الداخلية.. ودعونا إلى عملية تفاوض مع الحكومة السورية برعاية الجامعة العربية ومصر
ولفت إلى أن شمال سوريا يتعرض لعملية تغيير ديموغرافى، فى وقت تسيطر فيه قوات سوريا الديمقراطية على أكثر من 72 ألفاً من مقاتلى وأسر «الدواعش»، طالباً الدعم من الأمم المتحدة للمساعدة فى التحكم فى هذه الأعداد الهائلة، وأشاد عضو المجلس الرئاسى ل«قوات سوريا الديمقراطية» بموقف مصر تجاه الأزمة السورية، وقال إنها أفضل دولة فى العالم تناولت القضية من حيث الحيادية واهتمامها بالحفاظ على الشعب السورى ووحدة أراضيه، وقال إن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن القضية الكردية خلال منتدى شباب العالم هز مشاعر الشعب الكردى.. وإلى نص الحوار
فى البداية.. حدثنا عن التطورات السياسية فى منطقة شمال سوريا، خاصة العلاقة بين الإدارة الذاتية وحكومة الرئيس بشار الأسد؟
- الوضع الميدانى شديد التعقيد، لأنه بعد الاجتياح التركى لمناطق رأس العين وتل أبيض فى 9 أكتوبر الماضى، يوجد إعادة تمركز للجيوش الإقليمية والعالمية فى المنطقة، فهناك جيوش أمريكا وروسيا وتركيا والجيش السورى وقوات سوريا الديمقراطية وفصائل مجموعات مسلحة تتبع تركيا من قيادات «داعش»، كلهم على الأرض، ونتج عن الاجتياح التركى اتفاق وقف إطلاق النار بين قوات تركيا والجانب الأمريكى، تلاها مذكرة تفاهم بين تركيا وروسيا، ومذكرة تفاهم بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش السورى برعاية موسكو فيما يخص إعادة توزيع الجيش السورى بين المنطقة الفاصلة بيننا وبين تركيا.
ويمكن القول إن الفرصة مواتية بعد إنجاز مذكرة التفاهم بين الجيش السورى وقوات سوريا الديمقراطية ويمكن تسميتها باتفاقية السيادة الوطنية، لأن السيادة السورية انتُهكت بعد اجتياح تركيا للمناطق، واستدعى ذلك الترفع عن الخلافات والأمور التى نختلف عليها داخلياً، وهذه المذكرة باعتقادنا أنها بداية لإحداث اتفاق بين مجلس سوريا الديمقراطية والحكومة السورية، وكان لنا فى ذلك بيان واضح فى 2 نوفمبر الماضى، حيث دعونا إلى عملية تفاوض حقيقية دون شروط مسبقة، وطلبنا أن يكون هناك دور للجامعة العربية ومصر.
لسنا ضد عودة السوريين النازحين وتسكينهم فى "الشمال" لكننا اشترطنا إجراءها بدعم من الأمم المتحدة
إذا كان مشروع أردوغان يقضى بإنشاء منطقة آمنة وتسكين النازحين السوريين الموجودين فى مدن شمال سوريا، فلماذا ترفضون أبناء وطنكم ما داموا سيعودون إلى داخل الحدود السورية؟
- المناطق الآمنة بحد ذاتها كمصطلح إذا تم النظر إليه بشكل محايد لا أحد يستطيع أن يرفضها، لكن ما يدعو له الرئيس التركى ليس منطقة آمنة، لكن يريد منطقة تحت حكم وهيمنة الاحتلال التركى وسُلطاته.
لماذا ترى أن عودة النازحين لمدن الشمال السورى ستكون تحت هيمنة وسيطرة واحتلال قبل أن تقام المنطقة أساساً؟
- الأمر نفسه حدث فى «عفرين»، والجميع كان يعلم أنها كانت بها نصف مليون هم سكانها الأصليون وبهويتهم الكردية وكانت تدار من قبل إدارة محلية ديمقراطية من مكونات عفرين، وكانت أيضاً تحمل قرابة نصف مليون من النازحين من المناطق الأخرى، وكانت هناك علاقات متقدمة مع الروس فى تلك المنطقة لمحاربة الإرهاب، ولكن بتواطؤ دولى تم منح ضوء أخضر لتركيا من أجل اجتياح عفرين فى 20 يناير 2018 وتم احتلالها بشكل كامل بعد مقاومة 58 يوماً فى 18 مارس، ومنذ ذلك اليوم نرى أكثر من ثلثى أهل عفرين تم تهجيرهم ويُمنعون من العودة إلى منطقتهم عفرين.
الرئيس التركى يحاول إحداث تغيير ديموغرافى فى مناطق الأكراد
ومن ناحية أخرى جرت محاولة تغيير جغرافى واستجلاب نازحين سوريين من مناطق أخرى بل وجنسيات غير سورية من الجهاديين ولهم ثقل ووزن فى تنظيمى «داعش» و«جبهة النصرة» من جنسيات مختلفة، ومن بينهم صينيون من طائفة «الإيجور» موجودون هناك، وكذلك عائلات شيشانية وأفغانية وعربية، ومنهم من كان له دور رئيسى فى «داعش»، أو من مخلفات التنظيم، ومنهم من هم مُصنفون على لائحة الإرهاب العالمى، واليوم لدينا صور ودلائل على وجود عائلات من «الإيجور» مع عائلاتهم فى تل أبيض، وهذا أمر لا يمكن القبول به، إذن نتحدث بأن عفرين التى كانت تحوى نصف مليون هاربين من أتون الحرب فى المناطق المنكوبة فى سوريا ويتم التعامل معهم كمواطنين فى المدينة ويمتازون بثقل وأدوار فى العمل داخل عفرين قبل الاحتلال التركى، الآن هم مُشردون وأصبحوا نازحين فى مناطق أخرى هم وأهل عفرين.
وماذا عن الوضع فى مناطق شرق الفرات؟
- فى مناطق شرق الفرات فقط يوجد حوالى مليون من السوريين من حلب ومن دمشق وحمص، ولا أحد يتعرض لهم أبداً، ولكن استئصال هؤلاء من مناطقهم من الغوطة والزبدانى ومن حلب والقلمونى، نتيجة اتفاقيات سابقة بين تركيا وقطر من ناحية وبين الأطراف الأخرى الفاعلة فى سوريا، وتفرض عليهم الوجهة وأن يكونوا السكان البدلاء للسكان الأصليين فى شمال شرق سوريا، ونحن نرى فى ذلك بأنه استكمال لمشروع «الحزام العربى»، الذى بدأه النظام البعثى عام 1974 فى استجلاب عشائر وعائلات من مناطق عربية وإسكانهم فى المناطق الكردية بغرض إحداث تغيير ديموغرافى، وهو ما يفعله «أردوغان» اليوم لاستكمال هذا المشروع، ولا أحد من الأنظمة الاستبدادية يريد أن يكون هناك حل للقضية الكردية، ودائماً تتم بعثرتهم وتغيير الموازين، ولسنا ضد إخوتنا السوريين ولسنا منحازين فى مجلس سوريا الديمقراطية للتمييز على أساس العرق أو الجنس.
"أردوغان" يستخدم هذه الذرائع للتدخل فى شئون الدول الأخرى
لكن أردوغان قال فى مقابلة تليفزيونية إنه لا ينظر إلى النفط وإنه يهتم بالنازحين وسكان المناطق التى يتدخل فيها، فما تعليقك على ذلك؟
- هو تحدث أيضاً أن نفط شرق الفرات، أى الموجود فى منطقة الجزيرة السورية، يصلح أن يكون تمويلاً لما يسميه بالمناطق الآمنة وإقامة المدن والبلدات للنازحين السوريين، فأعتقد يجب سحب هذا البساط من تحت أقدام «أردوغان» فى هذا الموضوع، ما دام الجميع يعلم أن تركيزه فى مشروع واحد، هو إعادة السلطة العثمانية وتطبيق الميثاق المللى -مخطط عثمانى لاحتلال أراض عربية- ويمكن سحب البساط بطريقة مثالية، لأن الإدارة الذاتية منذ أبريل 2017 أعلنت فى بيان رسمى لها موجه إلى الرأى العام العالمى أنها على استعداد لاسترجاع النازحين ليس فقط من تركيا وإنما من لبنان وإقليم كردستان، ولكن بشرط دعم من الأمم المتحدة، إذن يجب سحب هذه الحجة، لأنه هذا يبطل كل حجج أردوغان، ويجب على الاتحاد الأوروبى ألا يكون محل ابتزاز دائم من أردوغام، فدائماً نجده إما مبتزاً بموضوع النازحين وإرسالهم إلى الاتحاد الأوروبى أو مجبراً بتمويلات لإعادة تسكينهم فى هذه المناطق، وهذا بالأساس ينم عنها جريمة مُقرة فى ميثاق جنيف 1951 وميثاق روما 1998 بجريمة التغيير الديموغرافى، وهذا الشىء لا يمكن قبوله ولا يمكن الاكتفاء بالنظر إليه.
تعهدنا بحماية مناطقنا ولم نهدد أحداً بإطلاق الأسرى الإرهابيين الذين نحتجزهم.. وتحت أيدينا أكثر من 72 ألفاً من مسلحى وعائلات "داعش" ونحتاج مساعدة دولية للسيطرة على هذه الأعداد الكبيرة
ترى أن أردوغان يهدد ويبتز الأوروبيين بما لديه من نازحين، ولكن أنتم أيضاً مارستم هذا الابتزاز عندما أطلقتم تصريحات تهدد بأنه حال لم يتدخل العالم لوقف العدوان التركى ستفتحون سجون داعش وتتركونهم يهربون إلى بلدانهم ويهددون الأمن العام العالمى؟
- لم نقل ذلك، وإنما قلنا سيكون همنا الرئيسى هو التفرغ وحماية المكونات السورية ووقف ولجم الاجتياح التركى، وهذا ما حدث، فهى بالنسبة لنا أولوية وهو بمثابة تحديد الأولويات، كيف يكون مقبولاً أن مناطقنا تُجتاح ونتحول فى نظر أبناء مناطقنا إلى حراس للتنظيمات الإرهابية، لا سيما أن هذا الموضوع تم طرحه أكثر من مرة وقلنا فى جميع مقابلاتنا الدبلوماسية، إما أن يتسلم العالم «دواعشه» أو يُسلموا بإنشاء محكمة إرهاب فى شرق الفرات، فلا يمكن القبول وفق الإمكانيات والمخاطر التى نحن فيها أن يكون فقط مُلقى على عاتقنا مهمة التصدى لداعش وإفشال مشروع داعش وأيضاً حماية الأسرى الذين بأيدينا، حيث توجد أعداد تفوق 72 ألفاً من من مقاتلى وعائلات داعش من 60 جنسية إقليمية وعالمية، فلا يمكن أن يكون الحفاظ على هؤلاء على طول الخط مُلقى على قوات سوريا الديمقراطية وهذا تعجز عنه الدول، لا سيما أن هناك دولاً صرحت بأنها غير مستعدة لتسلم هؤلاء، منها بريطانيا وفرنسا ودول الاتحاد الأوروبى.
وفى الوقت الذى تم فيه احتلال تركيا لمدينة تل أبيض كانت هناك بعض المجموعات الصغيرة من عناصر المجموعات الجهادية المغضوب عليهم، تم تسفيرهم إلى بلادهم بحركة استفزازية، فأردوغان يُسيس مسألة اللاجئين والإرهاب، وكل همومه أن يكون له ولجماعته الدور الأكبر والأبرز فى مستقبل سوريا، ويجب الانتباه إلى ذلك، ويجب أيضاً وضع القاعدة الأساسية أن إفشال الإدارة الذاتية سينم عنها تطورات خطيرة ليس فقط على سوريا والعراق ولكن على كل المنطقة.
على المستوى الدولى، أولويات روسيا تنفيذ اتفاق «أضنة» الموقع عام 1998، ويتضمن التعاون بين أنقرة ودمشق لمواجهة حزب العمال الكردستانى، فهل لديكم أى تخوف من أن يتعاونا معاً لتنفيذه ضدكم؟
- لا وجود لحزب العمال الكردستاتى فى شمال سوريا ولا عموم الأحزاب الكردستانية، فهى غير موجودة فى شمال سوريا، وأؤكد على ذلك، كما أنه لا وجود لحزب العمال الكردستانى فى ليبيا، وأردوغان قد يدعى أنه يتدخل فى ليبيا بسبب وجود حزب العمال الكردستانى أو أن هناك تنسيقاً بينه وبين الحيش الوطنى الليبى، فهو بذلك دائماً يختلق الذرائع، كما أنه لا يوجد حزب العمال الكردستانى فى اليونان أو مصر أو السودان أو السعودية ليتدخل فى شئون هذه الدول بحجج واهية، ولكن عن طريق قطر وعن طريق قاعدته هناك ما سماها ب«طارق بن زياد» وعن طريق جزيرة «سواكن» بالسودان يسعون للتدخل فى شئون الدول، ومن ناحية أخرى هناك اتفاقية «أضنة»، وهى تعتبر أسوأ الاتفاقيات وأظلمها لشعب سوريا، وباطلة وغير قانونية وتفتقر لأسس الاتفاقيات الأمنية بين الدول والمنصوص والمقابل لها فى قوانين الأمم المتحدة، ونحن غير معنيين بها، ويوجد كم كبير من السوريين اقتنعوا أيضاً بأن هذه الاتفاقية لا يمكن الأخذ بها، فأنا أتكلم هنا أيضاً من الناحية القانونية وليس من الناحية السياسية وتداعياتها، فهى لا يعلم بها البرلمان السورى ولا تعلم بها وزارتا الداخلية والخارجية السورية، وإنما هى مسودة تم الأخذ بها وفق رغبة معينة للحظة ووقت معين لا يمكن القبول به، وأكاد أجزم بأن روسيا تعلم هذا أيضاً.
هل جرى أى تواصل بينكم وبين الجانب الليبى متمثلاً فى المشير خليفة حفتر؟
- لم يحدث حتى هذه اللحظة.
وهل تبحثون التواصل مع الليبيين ما دام العدو مشتركاً بينكما وهو أردوغان؟
- وجود داعش كواقعة غريبة ومهددة للأمن والاستقرار استدعى تحالفاً دولياً عربياً بقيادة أمريكا لمحاربة الإرهاب، واليوم بعد دحر داعش ميدانياً وجغرافياً وإبراز حقيقة مشروع «أردوغان» وطموحه باجتياح المنطقة يستدعى تحالفاً أيضاً للجم هذا المشروع ووقف أنقرة عند حدها، يجب أن يكون إذا ما تم هناك اجتماع يمكن تسميته اجتماع المتضررين وليس الإدارة الذاتية وليبيا فقط، ولكن مصر والسودان والسعودية والصومال وكل الدول التى باتت النيران فى مرماها، فليستدع التحرك السريع قبل خراب البصرة.
الأمريكيون يتحركون بحرية وفى المناطق التى يريدونها، فى نفس الوقت الذى تركوكم فيه أمام الاجتياح التركى دون مساعدة، لماذا لا يوجد موقف حاسم لكم معهم؟
- قبل أبريل 2019 حينما أعلن المبعوث الأمريكى فى سوريا جيمس جيفرى، أن مهمة التحالف الدولى تتمحور فى ثلاثة محاور وهى: القطع على المشروع الإيرانى، وإنهاء داعش واجتثاثه، بالإضافة إلى حل الأزمة السورية، لكن هم طعنوا فى شعب شمال سوريا ومكونات شمال سوريا وطعنوا فى الشراكة الحقيقية والمجدية بينها وبين التحالف، وطعنوا فى رؤيتهم واستراتيجيتهم فى المنطقة، وهى صفقة مؤذية ولسنا وحدنا من تأذينا، من أجل ذلك بات هناك نوع من التعديل وإعادة تمركز لقوات التحالف الدولى فى مناطق معينة، وهم كشفوا أن مهمتهم اليوم إنهاء «داعش»، وألا يقع النفط السورى فى أياد غير حلفائها أو فى أيدى مجموعات إرهابية، هذا الانقلاب على هذه المهمة شكل مخاطر كبيرة، المفاصل الثلاثة لم تنته، وكذلك الخطر الإيرانى بالإضافة لحل الأزمة السورية.
"أنقرة" لا تريد مناطق آمنة لكنها ترغب فى إقامة مدن تحت سيطرتها مثل "عفرين" ويجب التكاتف لمواجهة أطماع الأتراك
لكن داعش انتهت فى الباغوز مارس الماضى؟
- انتهت جغرافياً ولكنهم موجودون من خلال الخلايا النائمة والهجمات الفردية على المؤسسات والأفراد، وخلال الفترة التى قامت أنقرة بدخول تل أبيض زادت الهجمات، ووجود التحالف الدولى هو عامل إضافى لأن يكون هناك فرص أفضل لتحقيق الحل، وأرى أن الجميع طعن بالجميع، الروس منحوا الضوء الأخضر لاجتياح عفرين، واليوم فى شرق الفرات الشعب السورى كله مغدور به، وأعتقد بأن هذه الأمور موجودة على مستوى التاريخ، حيث توجد فجوة بين الخطاب الأمريكى والواقع المُعاش.
نرى أن المحادثات بينكم وبين الولايات المتحدة الأمريكية فقط عسكرية، ليس على المستوى السياسى أليس من محاولات لإضفاء الطابع السياسى على العلاقة مع الأمريكيين؟
- الوضع السورى يشبه نفسه من حيث صورته العسكرية، جرت محادثات كثيرة سياسية فى كل سوريا ولكن لم ينجم عنها أدنى اختراق لحل الأزمة السورية، فيما يقابلها على جانب الإدارة الذاتية، جرت لقاءات متعددة مع من يمثل السياسة الفرنسية والأمريكية والبريطانية وحتى الدول العربية، ولكن حتى هذه اللحظة لم ينجم عن الاتفاقات أو الاستراتيجية أى إمكانيات لحل الأزمة السورية حتى هذه اللحظة، وهذه النتيجة المؤسفة تنطبق على الفرقاء السوريين، إضافة لذلك استُبعدنا أو أقُصينا من اجتماعات حل الأزمة السورية، إما فى مسار جنيف أو الاستانات، ولأننا لم نكن حاضرين حدث الفشل فى هذه المسارات، فأقول إنه لم ينجم عن الشراكة ما بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولى، بقيادة أمريكا، أى شكل من أشكال الحل السياسى وإنما اتفاقات محض عسكرية.
هل تستبدلون الروس بالأمريكان؟
- بالأساس كانت لدينا علاقات متوازنة مع الأمريكان فى شرق الفرات، ومع الروس فى غرب الفرات، فكان الروس مسئولين عن سماء غرب الفرات والأمريكان عن سماء شرق الفرات، وفى الحقيقة لم نكن مسئولين لحظة عن هذا الوضع بل الواقع فرضه علينا، ولكن بحكم تصدينا للإرهاب وبحكم وجودنا فى شمال سوريا لم تنقطع علاقاتنا مع روسيا وإنما تعرضت للاهتزاز خاصة بعد اجتياح تركيا لعفرين.
كيف تثقون بالروس خاصة وهم موجودون الآن شرق الفرات بينما هم والأتراك لديهم علاقات سياسية جيدة، وهناك صفقات أسلحة، وملف غاز ومصالح مشتركة؟
- المسألة ليست مسألة ثقة، إنما قراءة أعتقد أنها صائبة بأن مصلحة الروس هى عدم قطع العلاقة مع الإدارة الذاتية، وبالفعل أول جهة تفتح مكتباً تمثيلياً للإدارة الذاتية هى روسيا، وحتى الآن هذا المكتب موجود فى موسكو وهو أول مكتب لنا فى كل العالم، وكان فى نهاية 2014 بعد تأسيس الإدارة الذاتية ببضعة أشهر.
ماذا عن انهيار الليرة السورية ومعاناة أهالى المناطق فى شمال شرق سوريا، هل من خطوات تتخذونها لحل الأزمة الاقتصادية؟
- لم تحظ الإدارة الذاتية حتى هذه اللحظة بفرص واتفاقيات اقتصادية بينها وبين الدول المجاورة لتؤثر على المستوى الاقتصادى فى مناطقها ويكون لها الدور البالغ فى الحفاظ على مستوى الليرة السورية.
مصر الدولة الوحيدة التى تناولت الأزمة السورية بحيادية حفاظاً على الشعب ووحدة أراضيه ولم تقف مع طرف ضد آخر.. ونأمل أن ترعى التقريب بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية
كيف ترى الدور المصرى تجاه الغزو التركى لشمال سوريا، خاصة إذا تذكرنا معاً أنها أول دولة فى العالم تندد بدخول عفرين؟
- مصر بما تمتاز من دور إقليمى كبير ووزن فى السياسة العالمية تعتبر من أكثر الدول التى تناولت الأزمة السورية بطريقة جيدة، وتطرح دوماً أنه يجب أن تحل وفق مسارها السياسى، ولم تتدخل فى الأزمة أو تقف مع طرف ضد آخر، وقاربت المسألة بمسئولية، وأفضل مؤتمرات المعارضة كانت فى القاهرة منذ 2012 حتى 2015، فموقف مصر يستحق التقدير والشكر، لأنه متميز خاصة فى الفترة الأخيرة، ونعتقد بأن مصر تلمست خطورة الأوضاع وأن السماح بالاجتياح التركى لشمال سوريا لن يتوقف عند تلك المناطق وأن التهديد مستمر، واليوم تستدعى الأوضاع الراهنة التنسيق المتقدم بين مصر والإدارة الذاتية وحتى الحكومة السورية، ويمكن لمصر أن تلعب دور الراعى فى التقارب بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية، ويمكن تهيئة الرأى العام العربى الرسمى والشعبى بأن تجربة الإدارة الذاتية تجربة ضد الانفصال والتقسيم، ويشهد لها أنها حافظت على مكونات سوريا ووحدتها، ويكفى الموقف الضد من قبل أنقرة ضد هذه التجربة، وهذه التجربة تدخل عامها السادس اليوم، ويمكن الأخذ بها وتطويرها وتصويبها، فمصر الدولة الوحيدة التى تتعامل بشكل حيادى ولم تتدخل بدفع المال ضد أى من الأطراف، وليس لها أى مصالح سوى الحفاظ على حياة الشعب السورى ووحدة الأراضى السورية.
كان يقال "ليس للكرد أصدقاء سوى الجبال" ولكن بعد كلمة الرئيس المصرى أصبح لدينا أصدقاء آخرون فى الوديان
كيف تابعتم تعليق الرئيس عبدالفتاح السيسى على القضية الكردية خلال فعاليات منتدى شباب العالم؟
- أقول إنه فى الذاكرة الكردية جملة تم استخدامها من أحد الكتاب البريطانيين وهو «جوناثان راندل» قال «ليس للكرد أصدقاء سوى الجبال»، ولكن الآن يمكننا القول، بعد كلمة الرئيس السيسى، إن لدينا أصدقاء آخرين فى الوديان وفى الأنهار، فكان لكلمته صدى إيجابى جداً بين السياسيين الكرد وهزت وجدان ومشاعر الشعب الكردى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.