انتقد خبراء حقوقيون في الأممالمتحدة، اليوم، طهران بشكل حاد، محذّرين استناداً إلى "تقارير" من أن آلاف الاشخاص قد لا يزالوا محتجزين بعد حملة قمع واسعة لاحتجاجات الشهر الماضي وأعربوا عن قلقهم ازاء تعرض معتقلين للتعذيب. وقال خبير الأممالمتحدة بشأن وضع حقوق الإنسان في إيران بالإضافة لأكثر من 12 خبيرا في مسائل متعددة إنهم "صدموا من تقارير حول سوء معاملة المعتقلين خلال المظاهرات" في إيران. وكانت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ذكرت في وقت سابق من الشهر الجاري أنّ سبعة آلاف شخص على الأقل اعتقلوا في إيران منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف نوفمبر الماضي، وقال الخبراء الحقوقيون في بيان، اليوم، إنهم يعتقدون أن آلافا منهم لا يزالوا محتجزين وحضّوا السلطات الإيرانية على إطلاق سراحهم. وأوضح الخبراء الذين تعينهم الأممالمتحدة لكنّهم لا يتحدثون باسمها في بيان، "ذكرت تقارير أن المعتقلين يتعرضون للتعذيب أو يعانون من أشكال أخرى من سوء المعاملة أحيانا لانتزاع اعترافات بالإكراه"، وأضاف الخبراء، "ذكرت التقارير أيضا أن البعض حرموا من العلاج الطبي وخصوصا لمداواة جروح أصيبوا بها بسبب استخدام قوات الأمن للقوة المفرطة". واندلعت احتجاجات شعبية في جميع أنحاء إيران في 15 نوفمبر الماضي، بعد أن رفعت السلطات سعر البنزين في شكل مفاجئ بنسبة تصل إلى 200%، ولم يعلن المسؤولون في إيران حصيلة ضحايا الاحتجاجات التي شهدت إغلاق طرق سريعة وإحراق مصارف ومراكز شرطة ونهب متاجر. الخبراء: قوات الأمن الإيرانية استهدفت رؤوس المتظاهرين لكن منظمة العفو الدولية قالت هذا الأسبوع إنّ 304 أشخاص قتلوا خلال ثلاثة أيام فقط من الاحتجاجات، بينما رفضت طهران، التقارير الحقوقية عن أعداد القتلى ووصفتها بانها "محض أكاذيب"، لكن خبراء الأممالمتحدة قالوا إن لديهم "مصادر موثوقة" تؤكد هذه الحصيلة، و12 منهم أطفال، وأوضح الخبراء أن تقارير غير مؤكدة قد ترفع الحصيلة إلى أكثر من 400 قتيل. وأشار الخبراء، إلى تقارير ولقطات تبين أن قوات الأمن الإيرانية "لم تطلق الذخيرة الحية على المتظاهرين العزل فحسب بل استهدفت رؤوسهم وأعضاء حيوية أيضا"، وأوضح الخبراء، أن "استهداف هذه الأجزاء من الجسم يدل على أن قوات الأمن تهدف إلى قتل أو على الأقل إلحاق إصابات خطيرة" بالمحتجين. وأعرب الخبراء عن "بالغ قلقهم حيال استخدام السلطات الإيرانية مثل هذه التكتيكات ضد المتظاهرين السلميين". وندد الخبراء بتهديد السلطات لأسر ضحايا الاحتجاجات حتى لا يتحدثوا عن ذويهم، وأكد الخبراء، أوامر السلطات الإيرانية للصحفيين "بعدم انتقاد ردة فعل الحكومة" حيال الاحتجاجات.