أكد عدد من الخبراء أهمية البيانات فى الوقت الحالى والتكنولوجيات الخاصة بها كالحوسبة السحابية، ودورها الحيوى فى التطور التكنولوجى واستخدامات الحياة المتعدّدة. وطالبوا خلال مشاركتهم فى جلسة «مستقبل الحياة المتصلة ودورها فى دعم التطور البشرى»، خلال فعاليات الدورة ال23 لمعرض القاهرة الدولى للتكنولوجيا أمس، بوجود مبادرات بين القطاعات المختلفة داخل الدولة للوصول إلى حلول أفقية للمدن الذكية، لتوفير وترشيد الموارد وأبرزها الطاقة. قال معتز حسونة، رئيس شركة آى بلاس، إن إنترنت الأشياء أمر مهم للحصول على البيانات وتحليلها وربطها، فبحلول عام 2020 سيكون هناك نحو 20 مليون جهاز متصل بإنترنت الأشياء، والغرض من الربط الرقمى يعود على جميع مناحى الحياة فى المنزل والشارع والعمل، مشيراً إلى أنها ستطرح عدداً من الحلول التكنولوجية، التى ستقوم بتحليل البيانات تلقائياً دون تدخّل من البشر. من جهته، قال ماركس ويزمان، مدير مبيعات المدن الذكية بسيسكو، إن هناك 10 مدن تتصدّر تقرير المدن الذكية حول العالم، فى مقدمتها سنغافورة وألمانيا، مشيراً إلى أن هناك نحو 4 مليارات عمود للإنارة يجب ربطه بالتقنيات، كما أن لدينا 20 مليار موقع لربط السيارات تكنولوجياً، من أجل توفير الطاقة. وأضاف «ويزمان»، أن البيانات تعتبر النفط الجديد للعصر، فطريقة إنتاجها وتنقيحها وتكريرها والخروج ببيانات لها معنى مثلما يحدث مع تكرير النفط بالضبط، لافتاً إلى عمل الحكومات فى جزر منعزلة دون تنسيق بينها، وهو الأمر الذى يجب العمل عليه مستقبلاً. وأشار إلى أن الربط الرقمى سيتيح الكثير من الإمكانيات وتحسين التعامل مع الموارد المحدودة، وهو ما يتطلب التفكير بطريقة أفقية من مسئولى إدارة المدن. واعتبر مدير مبيعات المدن الذكية بسيسكو، أن المدن الذكية رحلة وليست وجهة، مؤكداً أن تكنولوجيا المدن الذكية ستخفّض تكلفة البنية التحتية وتوفر فرص العمل، لافتاً إلى ضرورة وجود مبادرات بين القطاعات المختلفة داخل كل دولة للوصول إلى حلول أفقية، وأن سيسكو تمتلك الكثير من الحلول نحو التوجّه الرقمى لتحليل البيانات ومعالجتها وتطبيقها. وقال هانى خلاف، مدير تطوير أعمال المدن الذكية بشركة دل، إن الربط بين الجهات المختلفة والتواصل بينها يوفر الكثير من الأموال للمؤسسات والأفراد، مؤكداً أن البيانات تصل بالطاقة الشمسية للأفراد، لذلك فمن المهم الاستفادة من تقنيات المدن الذكية عبر منصات الداتا المفتوحة التى تمكّن الجهات المختلفة من التواصل عبر جميع أجزائها فى وقت واحد. من جهته، قال أنطوان سباك، مدير حلول التطبيقات بشركة Oracle أوراكل، إن أوراكل تمتلك العديد من التقنيات، التى تساعد الشركات للانتقال إلى المدن الذكية، وإنها تتعاون مع الكثير من الشركات لدعم تقنيات المدن الذكية حول العالم، مشيراً إلى أن الشركة تتّجه إلى تقنيات الحوسبة السحابية بقوة خلال الفترة المقبلة، حيث أتاحت العديد من التطبيقات فى هذا المجال. من جانبه، قال هشام مرتضى، مدير التحوّل الرقمى بشركة Microsoft مايكروسوفت، إن الواقع الحالى فرض علينا الربط بين التقنيات المختلفة، فعلى سبيل المثال الهاتف الذكى، الذى يمتلكه الشخص يعتبر مثالاً مصغراً للربط الرقمى، فهو أول طريق الربط الرقمى، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد التواصل بين الثلاجة والسوبر ماركت، وكذلك بين الإضاءة ومالك المنزل. وأضاف «مرتضى» أن تلك التقنيات ستنتقل إلى مختلف المجالات، مشدداً على ضرورة توجّه الشركات غير التكنولوجية إلى تدريب موظفيها بنحو 3 أضعاف من شركات التكنولوجيا، وتمكينهم بتقنيات الربط الذكى، حيث إن الربط الذكى سيعمل على القضاء على الكثير من الوظائف التقليدية ككشاف الكهرباء، الذى يقرأ العداد. من جهتها، قالت إينا كينج، مدير الموارد البشرية للأسواق بشركة سيجنيفاى، إن شركة سيجنيفاى تتعاون مع شركة سيلبس، التى تعمل فى مجال إنترنت الأشياء، مشيرة إلى أن الشركة لا تعمل على التكنولوجيا فحسب، بل دعم دور المواطنين فيها، فنحو 80٪ من الناس يسكنون المدن، لافتة إلى أهمية المدن الذكية التى توفّر نحو 30٪ من الطاقة المهدرة فى الإضاءة، فتقنيات شركة سيجنيفاى تعمل على خفض استهلاك الكهرباء عبر الربط بين مراكز الإضاءة فى الشوارع والمكاتب والتحكم بها عبر منصة الشركة الذكية، ضاربة المثل بإحدى جامعات دبى، التى تعمل وفقاً للإضاءة الذكية.