اتفق عدد من خبراء التنمية المحلية ومحافظون سابقون على أن حركة المحافظين الأخيرة، التى شهدت الدفع ب23 شاباً، بينهم 7 نساء، فى منصب نائب المحافظ، تؤكد اعتماد الدولة على عنصر الشباب لتأهيلهم لتولِّى زمام الأمور وقيادة الدولة فى المستقبل، وأيضاً لإتاحة الفرصة لهم للإبداع واكتساب الخبرات وتنفيذ رؤيتهم غير التقليدية لحل المشكلات. وأكد اللواء محسن النعمانى، وزير التنمية المحلية الأسبق، أن الدولة تتجه بقوة حالياً إلى إتاحة الفرصة أمام الشباب لتولِّى قيادة العمل التنفيذى، مشيراً إلى أن حركة المحافظين لمست هذه الحقيقة، وذلك بتعيين عدد كبير من نواب المحافظين من الشباب، وممن تم إعدادهم وتدريبهم، وتأهليهم بالبرامج الشبابية، مثل برنامج التأهيل الرئاسى، التى يرعى الرئيس والقيادة السياسة معظمها بشكل جيد. "النعمانى": مرحلة مهمة قبل صدور قانون "المحليات" وانتخابات المجالس الشعبية المجمدة منذ 12 عاماً وأضاف «النعمانى»، ل«الوطن»، أن «دور المحافظ فى هذه الفترة الحالية التى تشهدها البلاد بمكان من الأهمية، خاصة أنها فترة انتقالية لتحقيق المنظومة المتكاملة للإدارة المحلية، التى ستكتمل بالإعلان عن قانون المحليات الجديد، وانتخابات المجالس الشعبية المحلية المتجمدة منذ أكثر من 12 عاماً»، لافتاً إلى أن حركة المحافظين الحالية تستوجب تكاملاً تاماً بين المحافظين والحكومة، لذلك يجب أن يكون المحافظون الجدد متفهمين لطبيعة هذه المرحلة الانتقالية فى الإدارة المحلية ولخطط الدولة الاستراتيجية لتلبية احتياجات محافظاتهم ومواطنيهم. وأشاد اللواء أحمد الهياتمى، محافظ السويس الأسبق، باتجاه الدولة لإعداد الشباب وتدريبهم على أن يصبحوا فى رتبة القائد الشامل، وتوليهم منصب «نائب المحافظ». وأشار «الهياتمى» إلى أن اختيار النواب من خارج المحافظة قرار صائب، لأن ذلك يحد من ظاهرة تحقيق المصالح الشخصية، التى يجب أن يكون المحافظ منزهاً عنها. وقال المستشار محمد عطية، وزير التنمية المحلية الأسبق، إن «الحركة الأخيرة تؤكد تنفيذ القيادة السياسية لكل تعهداتها بالدفع بالشباب، وإسناد المسئولية لهم فى مختلف المناصب، وتأهيلهم لقيادة الدولة، بوجودهم فى مناصب ليمارسوا العمل العام، وتحديداً فى ملف المحليات بما يتضمنه من قضايا وموضوعات شائكة، موضحاً أنهم «سيكتسبون خبرة حتى يكونوا قادة المستقبل بعد إلمامهم بالمهارات التى تؤهلهم للنجاح فى أى مهام يتم إسنادها إليهم». وأضاف «عطية» أن «زيادة ضخ عدد الشباب فى تلك المناصب، كمنصب نائب المحافظ، خطوة إيجابية من الدولة، حيث لا بد من وجودهم فى مناصب لمزيد من التعلم، واكتساب المهارات، والإلمام بالإيجابيات والسلبيات، ومن يثبت كفاءته وجدارته فى العمل يتم تصعيده إلى منصب أعلى مثلما حدث مع نائب محافظ بورسعيد، حيث تم تصعيده لتولى منصب محافظ بنى سويف فى الحركة الأخيرة»، موضحاً أن نسبة الشباب فى المجتمع نحو 60%، ولا بد من وجود نسبة تمثلهم فى المناصب، مؤكداً أن الدولة كانت موفقة فى قرارها عندما دفعت الشباب للتأهيل والتدرج فى المناصب حتى يكونوا جديرين بتولِّى أى منصب أو مهام فيما بعد. "قاسم": سيكونون عوناً للمحافظين على أداء مهامهم ومراجعة مختلف المشروعات وقال الدكتور خالد قاسم، مساعد وزير التنمية المحلية، إن الدفع بالشباب يعكس اهتمام الدولة والقيادة السياسية بتأهيلهم وإتاحة الفرصة لهم لتولى المناصب والتمرس فى العمل العام والاستفادة من طاقتهم فى دعم المحليات، مؤكداً أنهم سيعملون على متابعة كل الملفات بالمحافظات ومعاونة المحافظين فى أداء مهامهم ومراجعة مختلف المشروعات ومتابعتها من نظافة وطرق وتعليم وصحة وإنارة وطرق، والقرى الأكثر احتياجاً ومياه شرب وصرف، وإزالة إشغالات، والتواصل مع المجتمع المدنى ومواجهة التعديات وخلافه. وأشار «قاسم» إلى أن «نواب المحافظين الذين اختيروا فى حركة 2018 أثبتوا جدارتهم ونجاحهم فى المهام المسندة لهم، وكانوا إضافة للتنمية المحلية، علاوة على الاستفادة من مستواهم التعليمى وانخراطهم فى التنمية المحلية البشرية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، ومتابعة تنفيذ الأعمال وبناء الإنسان من ملفات صحة وتعليم وإنارة وصرف صحى وشرب، بما يؤكد اهتمام الدولة بالمواطن»، مؤكداً أن ضخ كوادر شابة فى المحافظات تنزل على أرض الواقع وتكتسب مهارات وخبرات أمرٌ فى غاية الأهمية، وسيتم حصد ثماره، لافتاً إلى أن «القاهرة» بها 4 نواب، ومحافظات أخرى بها نائبان مثل الجيزة والإسكندرية والقليوبية، علاوة على تغطية مختلف المحافظات بالنواب. وقال الدكتور حمدى عرفة، خبير الإدارة المحلية، إنه «تم إجراء 83 حركة محافظين حتى الآن منذ إنشاء نظام الإدارة المحلية فى مصر»، داعياً إلى «أهمية أن تحدث حركة تغيير فى قيادات المحليات من سكرتيرى عموم ومساعدين ورؤساء أحياء ومدن وقرى، واستبعاد المقصرين منهم أو غير المستوعبين لملفات المحليات، ولم يُحدثوا تغييراً يُذكر، حيث يوجد ما يقرب من 2000 قيادة من بينهم 92 رئيس حى، و1411 رئيس وحدة قروية، و189 رئيس مركز، و218 رئيس مدينة وغيرهم».