أعد مراسلا هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في إثيوبيا ومصر تقريرا بالصور عن أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا، رُصدت فيه آخر التطورات في الأزمة وتطورات إنشاء السد، تحت عنوان "هل يجف نهر النيل في مصر بسبب سد النهضة الإثيوبي؟"، مشيرة إلى أن إثيوبيا تمضي قدما في بناء سد النهضة على نهر النيل رغم معارضة مصر التي تتخوف من تآكل نصيبها التاريخي في مياه النهر. وقال مراسل "بي بي سي" في إثيوبيا إمانويل إجونزا إن "جزءا كبيرا من شمال البلاد تحول إلى موقع بناء ضخم، إذ يمتد المشروع على مساحة تبلغ 1800 كيلو متر مربع"، وأضاف "ومن المزمع أن ينتهي بناء السد بعد ثلاث سنوات، وسيبغ ارتفاعه 170 مترا ليصبح بذلك أكبر سد للطاقة الكهرومائية في قارة إفريقيا"، واكتمل حتى الآن نحو 30% من المشروع الذي سيتكلف نحو 4.7 مليار دولار تمول أغلبه الحكومة الإثيوبية ودافعي الضرائب. ويتطرق المراسل إلى موقع بناء السد، ويقع السد في منطقة "بينيشانجول"، وهي أرض شاسعة جافة على الحدود السودانية تبعد 900 كيلو متر شمال غرب العاصمة أديس أباب، وكانت معظم النباتات أزيلت من المنطقة لإفساح المجال لأعمال البناء، ولم يتبق الآن سوى أراض ترابية في المنطقة التي قد تصل درجة الحرارة فيها إلى 48 درجة مئوية. وقال "إجوانزا" إن بناة السد نجحوا في تحقيق مرحلة مهمة من المشروع عندما حولوا مجرى النيل الأزرق، ويفرشون الآن قاع النهر حيث كان الماء يجري ذات يوم بطبقات من الأسمنت ستشكل الجزء الأساس من السد، وذكر أن نحو 8500 شخص يعملون في هذا المشروع على مدار 24 ساعة يوميا. ومن جهتها تشعر مصر، وهي دولة مصب تعتمد بصورة شبه كلية على مياه النيل، بأن السد يهدد بنقصان حصتها من المياه، وقالت "بي بي سي": "تحصل مصر والسودان على نصيب الأسد في مياه النيل وفقا لمعاهدات قديمة تعود لعهد الاستعمار البريطاني، وبينما تدعم السودان مشروع إثيوبيا تتمسك مصر بموقفها المعارض، وفشلت المحادثات التي أجريت في محاولة لتسوية الخلاف بين البلدين"، ونقلت "بي بي سي" عن المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية السفير دينا موفتي، تأكيده أن مشروع سد النهضة مربح للطرفين، وعلق قائلا "لقد رأت السودان فوائده ووقفت إلى جانبنا، ونتمنى أن تدرك مصر ذلك أيضا". ووفق التقرير، فإنه على الرغم من أن إثيوبيا تقول إن "السد لن يضر بها أو بالسودان إلا أن مصر تشكك في الأمر"، ويعلق المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي قائلا "إنها مسألة حياة أو موت، إنه أمر يتعلق بالأمن القومي، ولا يمكن المساومة عليه"، فيما رأت "بي بي سي" أنه لا تبدو خطوة مصر القادمة حيال الأزمة واضحة على الرغم من إدراكها أن إثيوبيا انتهت من بناء 30% من السد المثير للجدل.