سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إيه اللى يدخل الفرحة على أطفال أبوالريش الجامعى؟ العب معاهم «قص ولزق» أحد منظمى الحملة: نسعى إلى الانتهاء من 20 حجرة.. وأحد الأمهات: خلى العيال تفرح وتلون
فى الطابقين الخامس والسادس بمستشفى أبوالريش للأطفال بالمنيرة -تحديدا فى عشر حجرات- يبدأ النهار بشكل مختلف عن كل الطوابق الأخرى، فقبل الثامنة صباحا تستيقظ الأمهات، يخرجن الأسرَّة خارج الحجرات، استعدادا لإخلاء الغرف بالكامل؛ حيث تبدأ عملية «القص واللزق» فى تمام الثامنة من كل صباح. اعتمادا على نظرية «تحسين الحالة النفسية للطفل المريض تساعده على الشفاء».. ابتكر طلاب أسرة «فكر شباب» بكلية طب جامعة القاهرة طريقة جديدة لإدخال الفرحة والسعادة على قلوب أطفال مستشفى أبوالريش، تحت اسم «قص ولزق»؛ حيث يقومون بالرسم على جدران حجرات المرضى رسومات كرتونية زاهية الألوان لتغير الجو العام حول الطفل المريض وأسرته وتحببه فى تلقى العلاج. عشرات الشباب يعملون بهمة شديدة من الثامنة صباحا إلى الثالثة عصرا، فالبعض فى «قاعة التدريس» بالطابق الخامس يقومون بخلط الألوان وتجهيز الرسومات، فى حين يتوزع الباقون على عشر حجرات بكل حجرة 6 أفراد عملهم منقسم بين الرسم والتلوين. وتقول إسراء هاشم، الطالبة فى الفرقة السادسة بكلية الطب وإحدى منظمات الحملة، ل«الوطن»، إن الحملة هذا العام لاقت قبولا عن العام الماضى، مشيرة إلى أن الدعوات على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» أتت بما يقرب من 100 متطوع يوميا، وهو عدد سيمكنهم من توسيع عملهم عن العام الماضى. أمام قاعة التدريس، حيث يتم خلط الألوان، التى وافقت إدارة المستشفى على أن يستعملها أعضاء ومتطوعو الحملة فى الجلوس وتخزين أدواتهم وملابسهم، تدخل مها محسن، إحدى المتطوعات والطالبة فى الفرقة الثانية بكلية التجارة قسم اللغة الإنجليزية، قاطعة حديث إسراء، لتسأل عن بكرات لزق، وقالت ل«الوطن» إنها عرفت بالحملة عن طريق الإنترنت وتحمست للفكرة وجاءت متطوعةً مع 5 من أصحابها. تستكمل إسراء حديثها وهى تتنقل بين الحجرات العشر لتتفقد سير العمل بها: «الفكرة بدأت السنة الماضية وكانت رغبتنا الرسم على جدران حجرات الأطفال المرضى وتلوينها، لكن لم نكن نعرف طريقة للرسم، فاستعنا بزملاء لنا فى كلية الفنون التطبيقية وهم أعطونا فكرة طباعة الرسومات على الحوائط عن طريق استعمال جلاد شفاف مطبوع عليه الرسومات بتفاصيلها كاملة بالفعل»، وأكدت أنهم توجهوا العام الماضى إلى الدكتور حافظ بازرعة، مدير المستشفى، وأخبروه بالفكرة فوافق عليها دون تردد، وعندما رأت إدارة المستشفى الحجرات بعد الرسم والتلوين وفرح الأطفال بها، طلب منهم الدكتور أحمد بدر، نائب المدير وأستاذهم بالجامعة، أن يتوسعوا فى عدد الحجرات هذا العام إلى جانب طلاء الشبابيك والأبواب والدواليب، على أن يتبرع هو بأى تكاليف إضافية. وعن تكاليف المشروع، قالت إسراء إن تلوين 3 حجرات تكلف العام الماضى 1000 جنيه، لكنهم توسعوا هذا العام، حيث يتضمن جدول الحملة 20 حجرة على مدار أسبوعين مقسمين بين صنفرة ودهان الحوائط وبين الرسم والتلوين، وهو ما كلفهم 2000 جنيه، إلى جانب تبرع إحدى شركات الدهانات بالألوان كاملة، وتبرعات المتطوعين، والدكتور أحمد بدر، ومساعدة اتحاد طلاب كلية الطب ماديا لهم. «العيال بتفرح بالرسومات، تسلم إيديهم».. هكذا عبرت فاطمة، والدة أحد الأطفال المرضى، عن فرحتها بنشاط متطوعى الحملة وهى ترتب أغراضها فوق السرير الموجود وسط العشرات غيره بممرات المستشفى، وهو الأمر الذى تؤكده إسراء قائلة: «فى أول الأسبوع لم تفهم الأمهات ماذا نفعل، وكانوا ينادوننا: يا أسطوات، لكن بعدما عرفوا أننا دكاترة وشافوا الرسومات بعدما اطبعت فرحوا بيها»، موضحة أنهم كانوا يستاؤون من إخراج أسرّتهم خارج الغرف كل صباح، وهو ما تغير بعد رؤيتهن فرحة الأطفال بالرسومات، بحيث يأتى أعضاء ومتطوعو الحملة فيجدون الغرف فارغة وجاهزة للعمل، إلى جانب انجذاب بعض الأطفال للتلوين بأنفسهم.