سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن » ترصد قصة نجاة أسرة «العميد الشهيد» من عمارة الموت استشهاد «ماجد» فى القليوبية ينقذ زوجته وأبناءه من الموت تحت أنقاض عمارة مدينة نصر.. وأحد الجيران: آخر مرة شفت العميد الشهيد قبل يوم من الانهيار للاتفاق على تسليم أوراق الترميم للحى
مع دخول ظلام الليل سادت حالة من الحزن والغضب شارع عبدالوهاب القاضى بجوار دار القوات الجوية بمدينة نصر، بعد سقوط عمارة الشهيد العميد ماجد صالح، ووقف أهالى العمارة المنكوبة أمام الأنقاض ينظرون إلى ما تبقى من منازلهم، وبجوارهم أصدقاؤهم وعدد من أهالى المنطقة يحاولون تهدئتهم ومواساتهم، ويعرضون عليهم المبيت لديهم لحين توفير سكن بديل، فيما حال جنود الأمن المركزى بين الأهالى وركام العمارة بعد أن فرضوا كردوناً أمنياً محكماً حولها. وسط مشاهد الحزن ظهرت علامات الضيق على السكان من أسئلة الإعلاميين عن الشهيد ماجد صالح عميد القوات المسلحة الذى لقى حتفه فى أحداث القليوبية، والصدفة وحدها هى التى جمعت بين الحادثتين، فلا يعرف أحدهم عنوان والدة زوجة الشهيد ولا أين ذهبت بعد دفن زوجها، مؤكدين أن كل ما يعرفونه عنهم أن العزاء الجمعة فى مسجد آل رشدان. رفض السكان فى البداية الإدلاء بأى أحاديث لمراسلى الصحف والفضائيات، متهمين الإعلام بتزييف الحقائق، وطردوا طاقم إحدى القنوات، ثم هدأوا، وبدأوا يفكرون فى قضاء ليلتهم بأحد الفنادق القريبة من العمارة على نفقة محافظة القاهرة. وبغضب شديد، قال محمد رأفت، أحد سكان العقار المنكوب: «لما البيت وقع الصبح كنت فى شغلى لكن أمى كانت فى البيت وأول ما سمعت صوت خبط فى العمارة نزلت جرى للشارع وانهار البيت، نحمد الله أنه لم يصب أحد من السكان على عكس ما أذاعته بعض القنوات الفضائية عن وجود قتلى ومصابين ما زالوا تحت الأنقاض». وأوضح أن «العميد ماجد صالح كان يقيم بالطابق الأول العلوى وأن استشهاده فى القليوبية صباح الأربعاء حال دون مصرع زوجته وابنه تحت الأنقاض»، كاشفاً عن أن الشهيد كان يحث السكان على ترميم العمارة وجاء بأصدقائه المهندسين لفحص حالة العقار. ويقول أحمد، أحد السكان: «صاحب العمارة أحمد ماهر زاد الأمر سوءًا وقام ببناء دور سابع مخالف دون ترخيص، وهو يعلم أن العقار يحتاج إعادة ترميم 3 أعمدة، ومع قدم البيت وتسرب المياه وعدم الترميم، وزيادة الحمل انهارت العمارة أخيراً، لكن صاحب العمارة غادر شقته بها منذ أشهر خوفاً من سقوطها، وكان اشتراها ب 400 ألف جنيه فقط منذ 7 سنوات ثم باع شقة منها ب 100 ألف جنيه، وجميع الشقق بالعمارة إيجار قديم، وتتكون من 6 طوابق، بالإضافة إلى جراج فى الطابق الأرضى يسكن به أكثر من 50 فرداً، إضافة إلى ثلاث أسر غادروا العمارة فى الفترة الأخيرة خوفاً من سقوطها». محمود، شقيق أحمد رأفت قال: «عندما حضر مهندسو الحى إلى هنا لفحص حالة العمارة كتبوا فى تقريرهم أن العمارة تحتاج إلى ترميم عمودين فقط، وهذا على خلاف الحقيقة، فالحالة التى كان عليها العقار تؤكد أنه كان يحتاج إلى ترميم 3 أعمدة فى مقدمة العمارة» مضيفاً: «جمعنا 40 ألف جنيه من بعض عشان نرمم العمارة لكن حرمنا القدر من ذلك، محافظ القاهرة عرض على الأهالى الإقامة فى شقق سكنية تابعة للمحافظة فى المرج، وهو أمر غير منطقى لأننا ولدنا وعشنا هنا وكنا ندبر أمورنا على دفع إيجار البيت القليل». وتروى السيدة الخمسينية سميرة حلمى، من قاطنى العقار المنهار، أنها كانت تقف داخل مطبخ شقتها، تجهز الإفطار، بين العاشرة والنصف والحادية عشرة صباح الأربعاء، مع زوجة ابنها وحفيدها، حين سمعت دوىّ صوت يهتز له البدن، بث فى قلبها الرعب، ورأت دخاناً كثيفاً من نافذة المطبخ المطلة على الشارع، وعقب سماع الصوت وقع النصف الأيسر من العقار، فهرعت خارج المطبخ، مصطحبة زوجة ابنها وحفيدها، وعندما فتحت الباب، واجهت غباراً كثيفاً، لم تستطع أن ترى أى شىء من خلاله، سوى السلم المتجه إلى أسفل، حتى استطاعت الخروج إلى الشارع، وبعدها بلحظات انهار العقار بكل ما ما فيه من أثاث ومحتويات لكنها تحمد الله أن أنقذها من موت محقق. وتقول سميرة إن العقار انهار بعد قيام صاحب العمارة ببناء دور مخالف، لا تستطيع أساسات المبنى تحمله «صاحب العمارة بنى دور زيادة وده مخالف وطلع له قرار إزالة من الحى، ولكن لم ينفذ من قبل قوات الشرطة والحى»، موضحة أن تنفيذ قرار ترميم العقار كان سيجرى خلال الأسبوع المقبل، وتضيف: منذ شهور مضت، سقط جزء من أحد الأعمدة الخارجية للعقار، ما جعل السكان يستشعرون الخطر، ويسارعون فى محاولة ترميم العقار لتلافى سقوطه، موضحة أن صاحب العقار كان يقطن معهم، لكنه ترك العقار منذ 4 شهور فقط. وتتابع: العميد ماجد، الذى استشهد صباح أمس الأول، أثناء حملة أمنية على إحدى البؤر الإجرامية فى القليوبية، كان يسعى جاهداً للانتهاء من إعادة ترميم العقار، حتى إنه كان يتولى كل الإجراءات مع المحافظة والحى. وبنبرة حزن تضيف: «العميد ماجد الله يرحمه كان هو المسئول عنا فى الموضوع ده، وكان يروح الحى والمحافظة ويخلص كل شىء، ربنا يرحمه يا رب ويجازيه خير، العميد ماجد أتى بمهندس لإعادة ترميم العقار، حتى إن صاحب العقار، كان يريد أن يأتى بمهندس من طرفه يكلف عملية الترميم ما يقرب من 200 ألف جنيه، وهو ما دفع العميد ماجد إلى جلب مهندس صديقه لتقليل النفقات، وأكد أن عملية الترميم لن تتكلف أكثر من 50 ألف جنيه، وبعد ذلك جمع سكان العمارة والبالغ عددهم 14 شقة المبلغ المطلوب لإجراء عملية الترميم». أما محمد عبدالبارى، الذى يقطن فى العقار المنهار منذ 5 سنوات، فقال إن العميد ماجد رحمه الله، هو من كان يسعى بكل جهده إلى حل هذه الأزمة، ولم يتأخر يوماً عن هذه المهمة، حتى إنه قام بعمل اتحاد ملاك للعمارة، حتى يكون هناك مشاركة فيما بينهم للحفاظ على العقار. مشيراً إلى أن مشكلة العقار لم تكن تتمثل فقط فى محاولة ترميم الأعمدة الموجودة أسفل الدور المخالف، بل إن اللجنة التى أتت من الحى، اكتشفت وجود تسريب مياه الصرف الصحى أسفل العمارة، ما يعنى ضرورة تغيير غرفة التفتيش الخاصة بالعمارة، وأشار إلى أنه كان يساعد العميد ماجد فى إنهاء كافة الإجراءات اللازمة لعملية الترميم «كنا على وشك البدء فى عملية الترميم منتصف الأسبوع المقبل، لكن العقار لم يتحمل أكثر من ذلك» وتابع: «جمعتنى آخر مقابلة بالعميد ماجد، قبل وفاته بيوم واحد، مساء يوم الثلاثاء الماضى، للاتفاق على تسليم الأوراق اللازمة للحى، حتى يتم بدء الترميم خلال الأسبوع المقبل، لكن شاء القدر أن يسقط العقار فى نفس الوقت الذى استشهد فيه الرجل.. سبحان الله كل حاجة حصلت فى لحظة». موضحاً أن «خروج أسرة الشهيد لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه قبل الدفن أنقذهم من الموت». اخبار متعلقة 40 يوماً من «الوجودالغامض» للإرهابيين القرية بعد العملية: هدوء حذر واستمرار الحصار الأمنى اعترافات المتهمين تكشف: 4 من القتلى زعماء ل«أنصار بيت المقدس» «الأمن الوطنى»: من أخطر الخلايا العنقودية وكانت تستعد لتنفيذ تفجير مديريات أمن جديدة قصة الأربعة الكبار فى «الخلية» مدير الأمن العام: نواجه تحديات غير مسبوقة مخزن الإرهاب.. بقايا قنابل وجدران دمرها الرصاص «التعليم» تعطّل الدراسة فى «عرب شركس» و«مرة» و«الديب» لدواعٍ أمنية