استقبل قسم السموم بالمستشفى الجامعي بمحافظة المنوفية، 8 حالات انتحار باستخدام أقراص حفظ القمح السامة، في أعمار سنية مختلفة، منذ بداية شهر نوفمبر الجاري، ووصلت الحالات في وضع طبي صعب، حيث حاول الفريق الطبي بالقسم إنقاذهم ولكن دون جدوى. وتعتبر مادة "الألمنيوم فوسفيد" هي المادة الفعالة في أقراص حفظ الغلة، والمستخدم لمنع تسوس محاصيل القمح والذرة وغير ذلك من الحبوب الزراعية، وحمايتها من الحشرات الضارة، سعرها جنيه واحد فقط وتستطيع قتل الإنسان في خلال دقائق معدودة. وأعلنت مديرية أمن المنوفية عن أغرب حالات الانتحار خلال الشهر الجاري، حيث لقى عامل بمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية ، يدعى "س.ا" 39 سنة، مصرعه إثر تناوله مادة سامة "حبة الغلة" لسوء حالته النفسية، بسبب خلافات زوجية، وجرى تحرير عن الواقعة المحضر اللازم. من جانبه أوضح الدكتور أيمن الحداد أستاذ النفسية بالمستشفى الجامعي بشبين الكوم، أن أسباب الانتحار نوعين إما أنها أسباب اجتماعية وهي تنصب حول الإحباط لدي الشباب لزيادة معدل البطالة أو عدم القدرة علي الزواج، أو عدم قدرته على تكوين علاقات اجتماعيه وغير ذلك، أم السبب الثاني فيتمحور حول الأسباب النفسية والاكتئاب ونسبته تزيد بشكل كبير عن الأسباب المجتمعية . وردا على سؤال حول انتشار الانتحار في المنوفية، باستخدام أقراص حفظ الغلة، أوضح "الحداد" في تصريحات خاصة لجريدة "الوطن"، أن محافظة المنوفية مجتمع زراعي لانتشار الرقعة الزراعية المترامية الأطراف، وأنه لا يوجد تحكم في استخدام وشراء تلك الأقراص، مشددا على ضرورة وضع قيود لشراء تلك المادة لما تسببه من سرعه للوفاة، كأن يكون من يشتريها فلاحا ولديه حيازة زراعية. واقترح "الحداد" عمل خط ساخن لتواصل الشباب مع الجهات المعنية في المحافظة وربط ذلك الخط بكلية الطب جامعة المنوفية، للتواصل مع الشباب الذين لديهم ميول انتحارية أو أسباب مرضيه، ووضع آلية للتعامل معهم وكيفيه مساعدتهم وعلاجهم، مشددا علي أن سرعة اكتشاف الحالات النفسية عن طريق الأطباء النفسيين يساعد في الحد من انتشار تلك الظاهرة. وتشير الإحصائيات إلى تسجيل مدينة بركة السبع بمحافظة المنوفية أعلي نسبة وفيات باستخدام أقراص حفظ الغلة، وجاء في المركز الثاني قرية مليج بمركز شبين الكوم، وجاء في المركز الثالث مدينة قويسنا، بينما حلت مدينة الباجور بأقل نسب الوفيات بين مدن المحافظة، كما زادت نسبة الوفيات عن العام الماضي بنسبة 46%.