كشفت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية، عن نشر النظام السوري لقنابل جديدة مميتة "محلية الصنع" في ساحات معركتها ضد الكتائب الثائرة، فيما تكافح الأخيرة من أجل تحقيق بعض الانتصارات الميدانية. وقالت الصحيفة البريطانية إن: "قوات الرئيس، بشار الأسد، لم تكتف بترسانتها الكبيرة من الأسلحة الروسية ونشرت أسلحلة جديدة محلية الصنع، وهي عبارة عن قنابل معبأة داخل براميل نفط كبيرة وتسقط من الطائرات". وأوضحت أنها: تدعى "قنابل البرميل" التي ظهرت كسلاح متطور بهدف إحداث أكبر عدد من القتلى والتدمير في الوقت الذي يسعى فيه النظام لكسر مقاومة الثوار في مدينة حلب". وأضافت الصحيفة أن: انفجار البرميل الملئ بمادة "تي إن تي" والنفط وقطع الحديد، تقتل وتشوه مساحات أوسع مما تتسبب فيه المواد شديدة الانفجار. وقال المقدم أبو ثائر الحمصي، وهو ضابط سوري منشق، في اتصال عبر "سكايب" ل"الوطن": إن "وزن قنبلة البرميل حوالي 200 كيلوجرام ومنها ما يصل إلى 250 كيلوجرام، وهي مصنعة محلياً في سوريا وتحتوي على مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار". وتابع: "يتم إسقاطها على المنازل فتهدم الطابق العلوي ثم الذي يليه حتى ينهار المبنى، وربما تكون أرخص من المستورد وأشد فعالية". ونقلت الصحيفة عن محمد إبراهيم قوله: "لم أسمع صوت انفجار بمثل هذه القوة من قبل". ومحمد مقاتل يتعافى من أثار انفجار إحدى هذه القنابل الفتاكة. وأوضح: "كنت محظوظاً بوقوفي خلف الزاوية لكنني وقعت على الأرض، ونزفت أذني". وتسبب الانفجار في جروح بقدمه وثقب في طبلة الأذن، كما أودى بحياة ابن عمه عبدو وإصابة ثلاثة من رفاقه المقاتلين من كتيبة الباز وهي وحدة متمردة من مدن شمال حلب، بحسب محمد. وعلقت الصحيفة قائلة: "الدبابات استخدمت الطرق الدائرية لإطلاق قذائف على خطوط الثوار وتنقض الهليكوبتر على مواقع المتمردين فيما تسقط الطائرات المقاتلة قنابل ضخمة تسوى المنازل بالأرض، لكن يبدو أن النظام السوري غير راضي عن حجم الدمار الذي تحدثه هذه القنابل العادية لذا قدم قنابله الخاصة محلية الصنع". وفي المقابل، قال المرصد السوري لحقوق إن "مقاتلين من الكتائب الثائرة اقتحموا مساء أمس مبنى كتيبة الدفاع الجوي في مدينة البوكمال بريف دير الزور". وصرح مدير المرصد رامي عبد الرحمن بأن "كل الكتيبة سقطت"، مضيفا أن "المبنى يقع ضمن قاعدة جوية وهو المبنى الأهم في هذه القاعدة". كما هاجم المعارضون أيضا في المدينة، مبنى الأمن العسكري ومطار الحمدان العسكري. وفي محافظة أدلب "دمر المقاتلون حاجزا للقوات النظامية في بلدة حارم". وعلى الصعيد السياسي، خرج وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أمس بتصريح مستفذ قائلاً: "من السذاجة أن تعتقد الدول العربية والغربية بأن الرئيس بشار الأسد سيوقف إطلاق النار أولا ويسحب قواته من المدن الكبرى". وأوضح لافروف: "عندما يقول شركاؤنا أن الحكومة يجب تتوقف عن القتال أولاً وتسحب كل قواتها وأسلحتها من المدن، في حين تكتفي بدعوة المعارضة إلى فعل ذلك، فهذه خطة لا يمكن تحقيقها إطلاقا، فإما أن الناس ساذجون أو أنه نوع من الاستفزاز". وأكد الوزير الروسي أن ملاحظاته لا تهدف إلى دعم نظام الأسد بل تعكس الواقع اليومي على الأرض.