حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، جيفري فيلتمان، اليوم، من تداعيات التصعيد الخطير للوضع بين الفلسطينيين في قطاع غزة وإسرائيل الأسبوع الماضي، وقال: إن أحداث الأسبوع الماضي بين الجانبين أثبتت أن الوضع الراهن ليس مستداما. وأشار المسؤول الأممي- في إحاطته التي قدمها إلي أعضاء مجلس الأمن الدولي في جلسته الدورية حول الحالة في الشرق الأوسط، اليوم- إلى أنه منذ استئناف المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لاتزال جهود الولاياتالمتحدة جارية من أجل وضع أساس للمفاوضات بين الجانبين، مضيفا "نقترب مرة أخرى من بعض الجداول الزمنية الحاسمة، التي تتطلب قرارات صعبة من كلا الطرفين". وحذر فيلتمان، من نتائج استمرار الوضع الاقتصادي الخطير في الضفة الغربية وقطاع غزة، مشددا على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية على الأرض وتعزيز العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأوضح المسؤول الأممي، أن التقديرات الأولية تشير إلى ضعف النشاط الاقتصادي في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة في عام 2013، ويتوقع صندوق النقد الدولي زيادة الناتج المحلي الإجمالي العام الحالي بمعدل 5.2 % فقط، أي أقل بكثير من النمو اللازم لاستيعاب طالبي العمل الجدد، خاصة وأن معدلات البطالة وصلت إلي 5.23% العام الماضي، وهو أعلي مستوي لها منذ عام 2010. ولفت فيلتمان إلى استمرار هجمات المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين، حيث أصيب 8 فلسطينيين بجروح، بينهم طفلان، في الثاني من مارس الجاري، كما أسفرت هجمات المستوطنين الإسرائيليين عن إلحاق أضرار بممتلكات الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. وذكر أن المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء قد كشف في الثالث من مارس الجاري عن تزايد حركة النشاط الاستيطاني إلى أكثر من الضعف في عام 2013 بالمقارنة مع عام 2012، وقال المسؤول الأممي: "نحن نشعر بالقلق أيضا بشأن الموافقة على المشاريع الاستيطانية في القدسالشرقية"، مؤكدا أن استمرار الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتعارض مع القانون الدولي ويشكل عقبة أمام تحقيق السلام. ونبه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، جيفري فيلتمان، إلى مواصلة إسرائيل عمليات هدم منازل الفلسطينيين، مشيرا إلى هدم 5 منازل للفلسطينيين في القدسالشرقية، وتهجير 23 شخصا، بينهم 12 طفلا. وتطرق فيلتمان، في إحاطته إلى التوترات المتعلقة بانتهاك إسرائيل للمقدسات الإسلامية في القدسالمحتلة، وقال لأعضاء المجلس: "نحن ندعو جميع الأطراف إلى إظهار أقصى درجات ضبط النفس في هذا الخصوص، مشيرا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أكد أن التحريض، أيا كان مصدره، يسمم الأجواء من أجل السلام. وأعرب المسؤول الأممي، عن الشعور بالقلق إزاء صحة 8 سجناء فلسطينيين مضربين عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم الإداري منذ فترات طويلة، مشيرا إلى أن 5 منهم يرقدون حاليا في المستشفيات الإسرائيلية، وقال: إنه يتعين على السلطات الإسرائيلية إما توجيه تهم إليهم أو إطلاق سراحهم. وحول الوضع الحالي في قطاع غزة، قال إن هناك تصعيدا خطيرا للعنف في الفترة ما بين 11 و13 مارس الجاري، حيث تم إطلاق أكثر من 70 صاروخا و5 قذائف هاون بشكل عشوائي تجاه إسرائيل، بينما قامت إسرائيل بشن 15 غارة جوية على قطاع غزة خلال الشهر الجاري. ودعا المسؤول الأممي، الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، مشيرا إلي اعتراض قوات البحرية الإسرائيلية سفينة في البحر الأحمر يزعم أنها كانت تنقل الأسلحة من إيران إلى قطاع غزة، وقال لأعضاء المجلس: إذا صحت إدعاءات شحنات الأسلحة من إيران فإنه سيبدو ذلك بمثابة انتهاك لقرار مجلس الأمن رقم 1747 لعام 2007.