هي شحرورة الوادي وشمس الشموس وبلبل الغناء؛ هي الفنانة "صباح"؛ مينفعش حد ينكر قيمتها الفنية، ولا اللي أضافته للغناء في مصر ولبنان. لما إنسانة يتقدم بيها العمر وتفقد الناس اللي بتحبهم واحد ورا التاني، وشكلها يتغير، وصحتها تضعف.. هل معنى كده أنها متستحقش الرحمة دلوقتي؟!. للأسف استمرار حياة إنسانة وجودها مش آذي غيرها في حاجة بقى عبء على البعض، لدرجة إنهم ملّوا من وجودها على قيد الحياة،! والملل دة خلاهم ميسيبوش نكتة سخيفة إلا ويقولوها علشان يتريقوا من غير رحمة على إنها لسة عايشة، ولا إشاعة إنها ماتت إلا ويتسابقوا علشان يحتفلوا بموتها أخيرا، زي ما يكونوا مثلا مستنيين منها ميراث!. سواء كنت من معجبيها ولا لأ، فلو شفت اللي بتكتبه على صفحتها على ال"فيسبوك"، أكيد هتتضايق على اللي وصل بيه "الناس" إنها تكتبهولها: "من العيب والمشين وقلة الأدب في بعض المزعجين عم يرسلوا لي رسالة ويكتبوا فيها "متى راح تموتي؟.. ربنا يسامحهم. الرب هو الذي يقرر متى أموت ولست أنت". لما حد يتخيل حالتها النفسية بعد ما تشوف الكلام دة، هيعرف قد إيه صعب إنك تشوف ناس بيتمنوا ليك الموت وانت أصلا متعرفهمش حتى!. إيه الأزمة اللي مضايقة الناس قوي من وجودها؟، حد فكر في المعاناة اللي ممكن يعانيها لو في يوم من الأيام وصل لعمرها؟، حد أصلا عارف إذا كان هيموت دلوقتي ولا بعدين؟. عامة الكلام دة بيحصل مع "صباح" ومع غيرها، لأن مع الأسف فيه ناس بتقعد طول النهار على سيرة "شوف فلانة وصلت للسبعين وبقت بتنسى معظم كلامها.. شوف "فلانة" شكلها اتغير وبقت بشعة"، بس الحاجات دي بتحصل مع صباح أكتر من غيرها، لدرجة إن مؤخرا لما بعض الناس تعرف إنها دخلت المستشفى، يفرحوا جدا، ويبدأوا يطلّعوا إشاعات عن موتها!، ومع الأسف لما حد يبدأ يدافع عنها أو يقول "مش مستحب الكلام ده"، أول حاجة الناس تقولها له: "هي كانت من بقية قرايبك؟" يعني هو مينفعش حد يقول كلمة حق إلا لو كانت عن حد قريبه؟، الحق حق في كل الأحوال، وأكيد لو الناس دي شغلت نفسها بنفسها، هتعمل أكبر خدمة لغيرها ولنفسها. ساعات حد يقول نكت على غيره ويبقى فاكر إنها كدة بتضحّك الناس، مع أنها أصلا نكت سخيفة، ولو اتعملت عليه هو مش هتضحكه! فبسبب الكلام ده، أكتر حاجة مناسبة دلوقتي ينفع نقولها للفنانة "صباح" هي: أسفين يا صبوحة".