فى درجات حرارة معتدلة يقولون إنها أهدتهم ربيعاً مبكراً هلّ مع بدء زيارتنا لحلف الأطلنطى ببروكسل الأسبوع الماضى، بدأت اجتماعاتنا بالمسئولين فى الحلف فى أجواء يسودها الثقة من جانبهم بإنجازات عسكرية تفرض لغة القوة، وتحفز من جانبى لشرح وجهة نظر بلادى أمام أكبر قوة عسكرية فى العالم. إحساس الفيل والنملة؟ ربما ترون ذلك، ولكننى كنت أستمد قوتى بمنطقية مواقفنا وحجة رؤيتنا البسيطة التى لا تتجاوز حد الدفاع عن حقوق مشروعة فى الحياة الآمنة. بدأت الحوارات عبر مسئولين فى حلف الناتو على أعلى المستويات لتكتشف أنهم يتحدثون بمنطقهم الذى تسيطر عليه لغة المصلحة الخاصة بهم والمغلفة ولو ظاهرياً بمواد القانون والشرعية! أجل لا تعنيهم جوهر الحقائق بقدر ما يعنيهم ظاهر الأمور. يكرهون هتلر القاتل السفاح لأنه فعل ما فعل وقتل كما يقولون عشرين مليون شخص، ولكنهم لا يركزون فى أنهم فعلوا مثله وأكثر فى بقاع عدة من العالم ولكن، كله بالقانون والشرعية! تحدث المسئولون فى حلف الناتو أمامنا حديث الواثق عن نجاحهم فى ليبيا وأفغانستان وقدرتهم لا على تحقيق الأهداف وحسب، ولكن على توقع التحديات المستقبلية فى أى عملية والتعامل معها حتى قبل حدوثها! منحتنى العبارة ابتسامة ساخرة على وجهى، فإذا كانوا يصفون ما وصلت له أفغانستان وليبيا بالنجاح فلابد أننى مصابة بحالة عشى ليلى أنا ومن هم مثلى منعتنا من رؤية تلك النجاحات. قلت للسادة فى الناتو إنه بعد 12 سنة من وجود حلف الناتو فى أفغانستان لم تنعم البلاد بالخير وباتت مصدراً عالمياً لتصدير التكفيريين والإرهابيين المدربين فى معسكرات القتال هناك، بالإضافة لتصديرها المخدرات لكل بلاد العالم، فعن أى نجاح تتحدثون؟ أما ليبيا فلم تعد سوى مثال لدولة فاشلة تتصارع فيها ميليشيات مسلحة!. فسألت مرة أخرى سؤالاً استفزازياً، على حد وصف المسئول: إذن وما تعريفكم للإرهاب الذى تحاربونه وكيف تنظرون لجماعة الإخوان المسلمين وأفعالها فى مصر؟ فتجاهل السيد الرد على السؤال وحينما أصررت على سؤالى أجاب أنه غير مضطر للإجابة عن أى سؤال! فأجبته بأننى جئت من بلادى لطرح التساؤلات والرؤى وأن عليه إجابتى. فقالوا فى النهاية إنهم يعرفون الإرهاب بأنه عنف ممارس من قبل جماعة ذات أيديولوجية لفرض رؤيتها. سعدت بالإجابة التى منحتنى الثقة فى سؤالى التالى: إذا كان هذا تعريفكم للإرهاب فلماذا تدعمون الإخوان وتصرون على حقهم فى الاندماج؟ فأجابوا بأن الديمقراطية تفرض علينا ذلك! فسألت عن أى ديمقراطية يتحدثون؟ الديمقراطية التى جاءت بمرسى عبر الصندوق وانتقدوا وأدانوا المصريين حينما ثاروا عليها؟ أم الديمقراطية التى جاءت بيانكوفيتش فى أوكرانيا عبر الصندوق أيضاً، وحينما ثار عليه الشعب اعتبروها فى الناتو حقاً شرعياً للشعب الطامح للحرية؟ تماديت وسألت ما الفارق بين شرعية مرسى التى بكيتموها وشرعية يانكوفيتش التى أهدرتموها؟