"كل شئ تركنى مثلما تركتينى" هكذا أنهى أحمد يومه بكتابة هذه الكلمة على أحد الأوراق فى مكتبه بعد رحلة من الحب الصادق استمرت قرابة 5 سنين.. أحمد شاب وسيم تخرج من كلية الهندسة قسم ميكانيكا أجتهد كثيرا إلا أن وصل لهذه الكلية، واجتهد أكثر أثناء دراسته ليعرف كل شىْ عن هذا القسم، أحب هذا المجال جدا لأنه يعشق السيارات، ولم يكن يخشى أبدا سخرية زملائه منه لأنه دخل هذا القسم، كانوا يرددون دائما كلماتهم المعهودة "يا ميكانيكى، يا سمكرى السيارات"، لم تكن كلماتهم مصدر اهتمام له بل كان يضحك معهم لأنه على علم أنهم يضحكون الآن وفى انفسهم غيرة.. يعلم أنهم يتمنون أن يكونوا مكانه، لم يكن أصدقائه يحبون الدراسة والتعليم فكل منهم دخل كليته لمجرد أن يأخذ الشهادة الجامعية. تدرب أحمد فى أكثر من مكان من ورش، وشركات، الى كل ما يخطر فى بال، لكى يزيد من معرفته قائلا فى قرارة نفسه أن أى شىْ مهما كان صغر حجمه فلابد وأن يكبر، وفى أثناء الدراسة وبالتحديد فى السنة الثانية تعرف على بنت داخل الكلية تدعى مها، كانت فتاة جميلة بيضاء رشيقة القوام ترتدى ملابس أنيقة وتلتزم بحجابها أشد الإلتزام. لفتت نظر أحمد فى إحدى المرات عندما كان ذاهبا لتلقى محاضرته ولكن لم يحدثها شىْ فى هذه المرة واكتفى بمراقبتها من بعيد، وكانت نظراته غير جارحة لها وكان يشعر أنه يريد أن يكمل حياته مع تلك الفتاة، حينها دخل أحمد محاضرته على أمل اللقاء، مرة أخرى لم تغب صورتها عن بالة طوال اليوم وأخذ يسأل نفسه العديد من الاسئلة: هل هى معنا فى نفس الكلية؟. أم هى أحد زميلات فتاة أخرى ولن أراها ثانية؟. أم جاءت لخطيبها ليتناولوا الغداء معا؟. هل سأراها ثانية أم كانت حلم جميل ويجب الاستيقاظ منة؟. وطوال الليل ظل أحمد يفكر فيها ويضع كل السيناريوهات، وللاسف لم يهدأ باله أكثر لأن اليوم كان الخميس ولن يستطيع النزول اليوم الثانى لأنه العطلة الرسمية فى الجامعة إلا أن جاء السبت، وعلى قدر الفرح الذى كان يرتسم على وجهه كطفل ذاهب إلى مدرسته لأول مرة إلا أنه كان شديد الخوف من أن لا يجدها. ارتدى ملابس أنيقة حتى يكون على أتم الاستعداد للتحدث معها، واستقل اتوبيس الشعب إلى الجامعة، وبعد الدخول وبحث دام أكثر من نصف ساعة عنها، لكن لم يرها ثانية، وبعد مرور شهر، وأثناء تناوله وجبة الغداء فى أحد المطاعم وجدها هى وزميلاتها على أحد الكراسى. تجدد الأمل من جديد وأخذ ينظر إليها، بطريقه غير ملحوظه، وفجأه قرر مراقبتها حتى باب المنزل حتى لا تغيب عنة مرة أخرى، وبالفعل بعد مرور ساعة أو أكثر خرجت هى و صديقاتها يتمشيان إلى منازلهم. اكتشف أنها تسكن فى حى راقى فى الزمالك فى عمارة يبدو عليها الفخامة فبدى على أحمد الذهول، لأنه يسكن فى حى شعبي مجاور لشبرا ولم يع هذا اهتمامه، كل ما يهمه هو تلك الفتاة الساحرة. وبعد مراقبة دامت ليومان وجد أنها معهم في نفس الجامعة، وليست فى نفس الكلية فهى تأتى فقط لتسلم على أصدقائها، لم يحدثها أثناء هذه الفترة، بل ركز على شيئان، أولا دراسته، وثانيا كيف سيبدأ الكلام معها، وذات يوم قرر أن يكتب لها ورقة يقول فيها كل ما يريد وأعطاها إياها بعد أن قام بتعريف نفسه وكتب فى أخر هذه الورقة كلمة منفردة. "تتجوزينى" ماذا ستفعل مها، هل ستصفعه على وجهه، أم تتركه وتذهب أم ستتعرف عليه بسهولة ؟ "فى الجزء الثانى، غدا سنعرف أكثر ماذا حدث بينهم" (ملحوظة: الآراء المنشورة في قسم "م الآخر" كتبها القراء، ولا تعبر بالضرورة عن رأي موقع وجريدة "الوطن"، وإنما تعبر عن آراء أصحابها)