وجهت حركة "طالبان"، للمرة الأولى، اليوم، تهديدا واضحا و مباشرا ضد الانتخابات الرئاسية، المقررة في الخامس من أبريل المقبل، وأمرت جميع مقاتليها ببلبلة هذا الاقتراع، الحاسم لمستقبل البلاد. وأعلنت الحركة في بيان، نشر على موقعها الإليكتروني:"أعطينا أوامر لجميع مجاهدينا، باستخدام كل قواهم، لبلبلة هذه الانتخابات المهزلة". كما حذر المتمردون من أنهم:"سيستهدفون جميع الناشطين، والعمال، وسائر الموظفين، الذين سيعملون على تنظيم هذه الانتخابات". وأضاف بيان الحركة:"من الواجب الديني لكل أفغاني، أن يبطل هذه المؤامرة الجديدة للغزاة"، ولم تشن الحركة منذ أكثر من شهر على انطلاق الحملات الانتخابية، أي هجوم كبير ضدها. وتابع:"على الجميع أن يدركوا أنه، من غير المجدي المشاركة في انتخابات، حسمت نتيجتها من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكي (سي آي ايه) والبنتاجون". وتشن "طالبان"، حركة تمرد عنيفة، منذ طردها من الحكم في 2001، بأيدي تحالف بزعامة الولاياتالمتحدة، وهذه هي أول مرة، تصدر الحركة تهديدات واضحة ومباشرة إلى هذا الحد، حيال الانتخابات الرئاسية، بعدما كان زعيمها الملا عمر، دعا إلى مقاطعتها. وأعاد تهديد "طالبان"، شبح انتخابات 2009، التي شهدت إعادة انتخاب حميد كرزاي، وخيمت عليها أعمال عنف وتزوير، على نطاق واسع. وتعذر الاتصال على الفور، بالسلطات الأفغانية للحصول على تعليق، إلا أن:"الحكومة تردد على الدوام بأن قوات الأمن، ستتولى حماية جميع مراكز الاقتراع تقريبا". وحثت طالبان في البيان، الشعب الأفغاني على:"الابتعاد عن مراكز التصويت، ومكاتب الاقتراع"، مشددة:"الذين يصرون على المشاركة في الانتخابات، عليهم ألا يلوموا سوى أنفسهم، في حال شن هجوم". ويتنافس عشرة مرشحين، لخلافة كرزاي، الرئيس الوحيد، الذي قاد البلاد، منذ سقوط نظام (طالبان)، عام 2001، والذي يحظر عليه الدستور الترشح لولاية ثالثة. ومن بين المرشحين الأوفر حظا، زلماي رسول وزير الخارجية السابق، والمقرب من كرزاي، وأشرف غاني خبير الاقتصاد المعروف، وعبد الله عبد الله، الذي حل في المرتبة الثانية في 2009. وشهدت الحملة الانتخابية، تباطؤا اليوم، إذ تلزم البلاد حدادا رسميا، لمدة ثلاثة أيام، تكريما لنائب الرئيس الأول محمد قاسم فهيم، الذي توفي أمس، بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 56 عاما. وشغل فهيم، منصب زعيم الحرب السابق، المثير للجدل والذي تتهمه منظمة العفو الدولية، بانتهاك حقوق الإنسان وبتجارة المخدرات، منصب نائب الرئيس ووزيرا للدفاع. وتشكل الانتخابات، اختبارا لاستقرار ومستقبل البلاد، وبشكل أوسع للتدخل الغربي، ومليارات الدولارات من المساعدات، التي انفقت في أفغانستان. وستجري هذه الانتخابات، على خلفية تواصل أعمال العنف في أفغانستان، بعد 12 عاما على التدخل العسكري الغربي، وفي وقت تشهد البلاد مرحلة من الغموض بشأن مستقبلها، مع اقتراب موعد انسحاب جنود القوات الدولية، التابعة للحلف الأطلسي، البالغ عددهم حوالى 50 ألفا، بحلول نهاية السنة.